نقل السلطات الى القوات الافغانية حجة لرحيل القوات الدولية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
كابول: تبقى العملية الجارية حاليا في افغانستان لنقل المسؤوليات الامنية الى القوات المحلية، خطوة رمزية بشكل اساسي وتهدف بصورة خاصة على ما يبدو الى تبرير بدء سحب قوات الحلف الاطلسي من هذا البلد.
ومن غير المتوقع ان تظهر نتائج نقل السلطات في المدن الاربع والولايات الثلاث المعنية، بشكل جلي فعلا في الوقت الحاضر.
وخفف العسكريون الاجانب من ظهورهم منذ وقت طويل في هراة (غرب) ومزار الشريف (شمال) ولشكر قاه (جنوب) ومتهرلام (شرق) وفي ولايات باميان (وسط) وبانشير (شمال شرق) وكابول (باستثناء منطقة سوروبي غير المشمولة بتسليم المسؤوليات) فيما باتت القوات الافغانية مكلفة المهام الامنية.
ومن المفترض ان تستمر العملية الانتقالية التي بدأت للتو او على وشك ان تبدأ في هذه المناطق السبع المحددة للمرحلة الاولى من تسليم المسؤوليات ما بين 12 و24 شهرا.
ومن المقرر ان تبدا العملية الانتقالية كل ستة اشهر في مناطق جديدة على ان تنتهي بشكل كلي بحلول نهاية 2014 بالتزامن من استكمال انسحاب القوات القتالية التابعة للحلف الاطلسي من افغانستان.
وبالتالي ينبغي من اجل الالتزام باستحقاق نهاية 2014 البدء بنقل السلطات في اخر المناطق المعنية بالعملية وهي نظريا المناطق التي تشهد اكبر قدر من اعمال العنف ونشاط المتمردين في مهلة اقصاها 2013.
ويرى الخبراء ان هذا الاستحقاق غير قابل للتنفيذ والهدف منه تبرير رحيل قوات الحلف الاطلسي وفي طليعتها القوات الاميركية من افغانستان في وقت بات الراي العام الغربي يعتبر هذا البلد بمثابة مستنقع للقوات الدولية.
وقال كانداس روندو المحلل في مجموعة الازمات الدولية ان الحرب "تدخل على ما يبدو سنواتها الاخيرة، اقله بالنسبة للاميركيين .. ومشاريع نقل كامل المسؤوليات الامنية الى الافغان عام 2014 ليست سوى وهم سياسي مريح".
من جهته كتب توماس روتيغ من شبكة الدراسات حول افغانستان على مدونته الالكترونية ان اعلان الرئيس الاميركي باراك اوباما في منتصف حزيران/يونيو سحب 33 الف جندي بحلول منتصف 2012 يشير الى "بدء نهاية الدعم الدولي لافغانستان للمرةالثالثة بعد العام 1989 (الانسحاب السوفياتي) وحروب الفصائل (مقاومة ضد القوات السوفياتية) والتسعينيات".
واوضح جيل دورونسورو الباحث في معهد كارنيغي ان العملية الانتقالية تتبع "جدولا زمنيا مصطنعا لا يتطابق مع اي شيء. الوقت مبكر جدا لان الجيش الافغاني غير مستعد (لتولي المهام) ومتاخر جدا في الوقت نفسه لان الانسحاب (الدولي) بدا في مطلق الاحوال".
واضاف "انه تنظيم الفوضى" مؤكدا ان العملية هي بمثابة "حجة مثالية" لرحيل الاوروبيين والاميركيين بعد قتل اسامة بن لادن.
وبالرغم من تاكيدات الحلف الاطلسي بان العملية "مشروطة" وتبقى على ارتباط بتقدم قوات الامن الافغانية وكذلك السلطات الافغانية على صعيد الحوكمة، يبدو ان لا رجوع عن العملية الجارية.
وتسجل هذه التطورات بالرغم من تاكيد الخبراء على عجز القوات الافغانية بوضعها الحالي عن الحلول محل قوات الاطلسي، وعلى ضعف الحكومة الافغانية التي تعاني من تفشي الفساد.
واوضح توماس روتيغ لفرانس برس ان "لا احد في افغانستان يعتقد ان الدولة قادرة على تقديم الامور الاساسية البحتة".
وتبقى الدولة وقوات الامن عاجزة حتى عن ضمان امن المؤسسات الاساسية، وهو ما يشير اليه تزايد الاعتداءات مؤخرا ضد الشخصيات والمواقع الحساسة.
ويصف توماس روتيغ في الوقت الحاضر العملية الانتقالية بانها غير مسؤولة ويوضح "نقول ان علينا الرحيل لان الامور تسير بشكل جيد، لكن الامور لا تسير بشكل جيد".
من جهته قال احمد رشيد الصحافي الباكستاني المتخصص في شؤون المنطقة خلال مؤتمر صحافي في بون ان "فكرةانه من الممكن نقل (السلطات) الى حكومة افغانية فاسدة وغير مجدية .. وانه يمكنكم القيام بذلك وسط حركة تمرد، انما هي فكرة عبثية"، بحسب ما نقل عنه موقع شبكة الدراسات حول افغانستان.
وراى ان "العملية الانتقالية ينبغي ان تندرج ضمن حل سياسي .. ما يعني التكلم مع طالبان".
غير ان الوقت بدا ينفد بحسب جيل دورونسورو ولم يبق هناك سوى بضعة اشهر امام الائتلاف لبدء هذه المفاوضات التي لا تزال في الوقت الحاضر في مراحلها الاولية.
وقال الباحث "في صيف 2012 حين يكون عديد القوات تراجع بنسبة الثلث .. سيكون من الصعب (على الائتلاف) التصدي لضغوط طالبان".