في أميركا..."هيب هوب إسلامي" لأهداف دبلوماسية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
لميس فرحات: لم يعرف أعضاء فرقة "ناتيف دين" - أي الجذور الدينية - ماذا يفعلون عندما تلقوا دعوة من قبل وزارة الخارجية الأميركية للمشاركة في واحدة من مجموعات الهيب هوب الإسلامية التي تقوم بجولة "حسن نية" إلى مالي والسنغال ونيجيريا.
تسببت هذه الدعوة في بروز الكثير من الآراء وأدت إلى جدل واسع حول مشاركة هذه الفرقة الاسلامية في الجولة، فاعتبر البعض أن أعضاء الفرقة سيكونون كالدمى المتحركة وأن أميركا تريدهم أن يزوروا تلك الدول لتحسين صورتها أمامهم بالقول: "صحيح أن اميركا تقصف دولتكم، لكن يعيش فيها العديد من المسلمين ايضاً".
كان أعضاء الفرقة (أحمد، محمد وسلام) على علم بالعداء الذي تكنّه الدول المسلمة للحكومة الأميركية. لذلك اتفقوا على عقد مجلس شورى، أي جلسة استشارة تساعد على تحديد المسار الصحيح للعمل.
نقلت صحيفة الـ "نيويورك تايمز" عن احمد قوله: "قررنا ألا نوافق على كل العروض التي تقدم لنا، لكن بما أن مهمتنا نشر الإيمان والانفتاح على الآخرين، وافقنا على المشاركة في هذه الجولة".
منذ ذلك الوقت، سافرت الفرقة التي تتألف من ثلاثة، مغني الراب والموسيقيين - الذين يستخدمون آلات الإيقاع فقط، لأن بعض المسلمين يعتقدون أن الآلات الموسيقية الأخرى غير إسلامية- إلى دول عدة منها مصر وتنزانيا والاردن والاراضي الفلسطينية.
تؤدي الفرقة نحو أربعين عرضاً موسيقياً في السنة، وباعت نحو 40 ألف نسخة من ألبوم أغنياتها (سي دي)، على الرغم من أن أحمد أشار إلى أنه "عادة ما تواجه عملية البيع صعوبات بسبب سوء توزيع الأغاني الإسلامية على قنوات الموسيقى".
ينحدر أحمد ومحمد من أصول أفريقية أميركية تتبع الدين الاسلامي، ونشآ في منطقة ماريلاند مع عدد قليل من المسلمين من أصول مختلفة.
وأشار أحمد في حديثه إلى أن والديه اعتنقا الإسلام في شبابهما، وقاموا بتربيته وفق العادات والتقاليد الاسلامية.
"حاول والديّ غرس المفاهيم الاسلامية في نفسي، كالصلاة خمس مرات في اليوم، والصوم وغيرها من الممارسات الدنية الاسلامية"، قال أحمد، مضيفاً إن الأمر كان صعباً في شبابه لعدم قدرته على الاندماج في مجتمع لا يوجد فيه الكثيرون ممن يشبهونه ويتبعون الدين الاسلامي.
ثم انخرط من خلال المسجد القريب من بلدته في جمعية شباب أميركا الشمالية للمسلمين، والمعروفة باسم (مينا) MYNA، وهي تجربة وصفها بـ "المدهشة" لأنه تمكن من التقاء بشباب في سنه يتبعون الدين الاسلامي.
التقى الشبان الثلاثة (احمد ونعيم وسلام) في أحد المخيمات، حيث شاركوا في مسابقة لموسيقى الراب الاسلامية وقدموا عروضًا عدةبعد فوزهم.
قرر الثلاثةتشكيل فرقة موسيقية (نايتيف دين) في العام 2000، لكنهم لم يعتمدوا على ايراداتها في العيش وتربية عائلاتهم، لذلك يعمل كل منهم في وظيفة ثانية لإعالة زوجاتهم واولادهم.
ونقلت الصحيفة عن عالمة الانثروبولوجيا سعاد عبد الخبير، التي تدرس ظاهرة الهيب هوب الإسلامي، اعتبارها أن جمهور هذه الفرقة معظمهم من الشرق الأوسط أو جنوب آسيا لسبب واحد "وهو تجانس الدين واللغة، فالألحان تشبه الاناشيد الاسلامية التي تشتهر في منطقة الشرق الأوسط".
لكن سلام يقول: "لم نر انفسنا هكذا، فالناس ينظرون إلينا كرواد في الموسيقى الاسلامية"، مضيفا "أعتقد أن هذه الموسيقى ستنتشر لاحقاً، وستُعرف فرقتنا كواحدة من الفرق الأساسية التي أنشأت هذه الحركة".
التعليقات
تجانس الدين واللغة
دروس -فرقة هيب هوب مسلمة لمساندة قضية نفيساتو ديالو في مالي والسينغال ونيجيريا. يبدو ان وزارة الخارجية الأمريكية تفعل ما بوسعها لتكفر عن أخطائها أقصد لتستعيد مصداقية برامجها للتبادل الثقافي