أخبار

إسرائيل خارج نطاق التقليصات الأميركيّة الوشيكة على المعونات

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
اوباما ونتانياهو خلال لقاء سابق في البيت الأبيض

استثنى الكونغرس الأميركي إسرائيل من مشروع قرار وشيك، يعتزم فرض تقليصات على مساعدات واشنطن الخارجية، وفي حين ترفض وزيرة الخارجية الاميركية تقليص مساعدات بلادها الدولية، أبدى أعضاء الكونغرس اليهود ارتياحاً للقرار على خلفية عدم مساسه بمعونات اسرائيل، الامر الذي أثار انتباه المراقبين لنفوذ يهود الولايات المتحدة.

باتت المعونات الاميركية الممنوحة لإسرائيل خطاً أحمر يصعب على الاميركيين انفسهم المساس به، فرغم الظروف الاقتصادية العصيبة التي تمر بها الولايات المتحدة، واعتزام الكونغرس بمجلسيه (الشيوخ والنواب) فرض تقليصات على مساعدات واشنطن الخارجية، الا ان نواب المجلسين رفضوا بشدة دخول إسرائيل في بوتقة الدول التي من المقرر أن يسري عليها هذا القرار.

وبحسب معطيات نشرتها صحيفة يديعوت احرونوت العبرية، فإن ادارة اوباما لا تنوي تقليص حجم مساعداتها للدولة العبرية، كما إن تلك المعونات ستتزايد وفقاً للبرنامج المسبق المتفق عليه بين الدولتين، لتصل خلال العام المقبل 2012 الى 3.075 مليار دولار.

تقليصات على المعونات الخارجية

وتشير معطيات الصحيفة العبرية الى انه في حين يقف اقطاب الحزب الجمهوري في واشنطن وراء مشروع القرار الرامي الى فرض تقليصات على معونات الولايات المتحدة الخارجية، الا انه جاء في بيان مشترك صادر من رئيس لجنة الميزانية "هيل روجرس" النائب الجمهوري عن ولاية كنتاكي، ورئيس لجنة المخصصات الخارجية "كي غراندر" النائب الديمقراطي عن ولاية تكساس انه: "لا مساس بالمعونات الاميركية لإسرائيل في موازنة العام المقبل 2012".

النائبة الديمقراطية البارزة في لجنة المخصصات الخارجية "نيتا لوي"، وهي يهودية من ولاية نيويورك، اعربت عن ارتياحها البالغ إزاء موقف موقف الكونغرس حيال المعونات الاميركية الممنوحة سنوياً لإسرائيل، وفي حديث مع الصحيفة العبرية اوضحت لوي: "سنكون اوفياء تماماً تجاه التزاماتنا التي قطعناها على انفسنا حتى نضمن لصديقتنا إسرائيل أمنها وأفضليتها العسكرية في منطقة الشرق الاوسط"، الا ان النائبة عينها اوضحت في الوقت عينه: "اننا في صدد فرض تقليصات على معونات الخارجية الاميركية ووكالات المساعدات الدولية".

وفي سياق تقرير مطول نقلته صحيفة معاريف العبرية عن نظيرتها الاميركية نيوركر، تبلغ ميزانية المساعدات الاميركية، بما في ذلك المعونات الخارجية للعام المقبل 39.6 مليار دولاراً، وذلك بعد خضوع المبلغ لتقليصات مقترحة من اقطاب الحزب الجمهوري عن طريق لجنة المخصصات الخارجية التابعة لمجلس النواب الاميركي، إذ يقل هذا المبلغ عن نظيره للعام الجاري 2011 بما يضاهي 8.6 مليار دولاراً.

على الرغم من ذلك لا تنظر وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بعين الارتياح إلى التقليصات المقترحة على معونات بلادها الخارجية، مشيرة في سياق افادتها امام مجلس النواب الاميركي الى: "ان مساعداتنا الخارجية ضرورية لأمننا القومي وزعامتنا لدول العالم".

30 مليار دولار على 10 سنوات

وكان الرئيس الاميركي السابق جورج دبليو بوش قد اتفق مع رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود اولمرت على امداد اسرائيل بمعونات قدرها 30 مليار دولار على مدى عشر سنوات متواصلة، بداية من عام 2007، ولم يعارض الرئيس باراك اوباما هذا الاتفاق منذ اليوم الاول لدخوله البيت الابيض خلفاً لبوش، رغم الازمة الاقتصادية العالمية التي عصفت بالولايات المتحدة ومعظم دول العالم، وانما حرص الرئيس ذو الأصول الافريقية على امداد اسرائيل بالمساعدات الامنية، ومعونات اضافية تقدر بمئات الملايين من الدولارات سنوياً لدعم برامج تل ابيب العسكرية، لا سيما دعم مشروعها القائم على تطوير منظومة الدفاع الجوي، بحسب صحيفة يديعوت احرونوت.

والمحت الصحيفة العبرية الى وجود اتفاق ضمني بين الحزبين الرئيسين في الولايات المتحدة (الجمهوري والديمقراطي) على عدم المساس بالمساعدات الاميركية لاسرائيل، غير ان الحزبين عينهما لم يتوصلان حتى الان الى الاتفاق على آلية يمكن من خلالها انقاذ الولايات المتحدة من ازمة الديون، التي باتت تحاصرها من كل جانب، ولعل ذلك كان سبباً في تحذير المتحدث باسم البيت الابيض "غي كارني" من عدم وصول الحزبين الى اتفاق لتفادي تلك الازمة، واضاف: "رغم ان الوقت آخذ في النفاد، الا ان الفرصةلا تزال قائمة للخروج من الازمة".

من بين سطور تلك المعطيات ربما يلوح في الافق نفوذ يهود الولايات المتحدة داخل الكونغرس الاميركي، فرغم اعتراض وزيرة الخارجية كلينتون على فرض تقليصات على معونات بلادها الخارجية، الا ان اعتراضها لم يتطرق الى موقف الكونغرس من المساعدات الموجهة لاسرائيل، وقد يوشي ذلك بازدواجية التعامل الاميركي مع الدولة العبرية، سيما ان تلك الازدواجية لم تكن وليدة اليوم، بحسب الدكتور طارق فهمي استاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، رئيس وحدة اسرائيل في المركز القومي لدراسات الشرق الاوسط.

إذ يؤكد في حديث خاص لـ "إيلاف": "ان نفوذ يهود الولايات المتحدة لا يقتصر على الكونغرس بمجلسيه النواب والشيوخ فقط، وانما يطال عدداً من دوائر صنع القرار في واشنطن، وفي مقدمتها مجلس العلاقات الخارجية، فلا بد أن يستحوذ اي قرار على رضا شريحة كبيرة من يهود الولايات المتحدة، سيما اذا كان هذا القرار يتعلق بإسرائيل".

انعطافات ملبدة بالغيوم

ويشير الخبير المصري الدكتور طارق فهمي في سياق حديثه الخاص لـ "إيلاف"، الى ان الولايات المتحدة كانت اولى دول العالم بعد الاتحاد السوفييتي السابق، التي اعترفت بوجود اسرائيل على خارطة الشرق الاوسط، ولا تزال الولايات المتحدة اولى الدول الداعمة سياسياً وعسكريا لوجود الدولة العبرية.

غير ان العلاقات الوطيدة بين البلدين مرّت في كثير من الاحيان بانعطافات ملبّدة بالغيوم، كانت اولها غضب الولايات المتحدة من مشاركة اسرائيل لفرنسا وبريطانيا في العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، الا ان المساعدات الاميركية عادت لتتدفق على اسرائيل مجدداً منذ اوائل سبعينيات القرن الماضي وحتى الان.

ووفقاً لمعطيات الموسوعة العبرية، بدأت المعونات الاميركية تتدفق على الدولة العبرية منذ عام 1948، واخذت تلك المعونات صورة القروض احياناً والمنح غير القابلة للرد مرة أخرى، وأخذت هذه المساعدات شكلاً تدريجياً حتى وصلت الى اقصى مداها بداية من عام 1970.

وخلال حرب (يوم الغفران) السادس من تشرين الاول/ اكتوبر عام 1973، بادرت الولايات المتحدة إلى إرسال قطار جوي هائل من الاسلحة والعتاد لاسرائيل، وفي المقابل ساهمت واشنطن بدور محوري في الوساطة بين مصر واسرائيل، وكان لها بالغ الاثر في اقناع البلدين بالتوقيع على اتفاق سلام بينهما، ومنذ عام 1985 تمنح الولايات المتحدة اسرائيل مساعدات سنوية ثابته تقدر بـ 2.5 مليار دولاراً.

الى ذلك، تمنح الولايات المتحدة اسرائيل سنوياً مساعدات اقتصادية هائلة، بمتوسط اجمالي يصل الى 2.55 مليار دولاراً سنوياً خلال السنوات الخمس الفائتة، وتدخل معظم هذه المساعدات في اطار المعونات العسكرية.

كما تمنح واشنطن اسرائيل حتى الان ضمانات تقدر قيمتها بـ 10 مليارات دولار، تعتمد عليها اسرائيل في إقراض العديد من الاسواق العالمية بفائدة لا تختلف كثيراً عن الفوائد التي تحصل عليها الولايات المتحدة عند إقراضها للأسواق نفسها، ووفقاً للموسوعة العبرية على شبكة الانترنت لا تستغل اسرائيلكل اموال هذه الضمانات لعدم حاجتها اليها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف