يوروبول تتابع اليمين المتطرف عن كثب بعد اعتداءات النروج

لاهاي: بعد اسبوع من المجزرة التي ارتكبها اندرس بيرينغ برييفيك، اتخذت قوات الشرطة الاوروبية احتياطات لتراقب عن كثب متطرفين اخرين من اليمين، يحتمل انهم خطيرون. وخشية تصاعد التطرف اليميني تنوي منظمة تعاون اجهزة الشرطة الاوروبية (يوروبول) تحديث معطياتها حول نشاطات اليمين الشديد التطرف في القارة.

وقال الناطق باسم يوروبول سورن بدرسن لوكالة فرانس برس "نعد تقريرا دقيقا ومستحدثا حول اليمين المتطرف في اوروبا وخصوصا في شمالها". واعلنت المنظمة انها كلفت بالملف خمسين خبيرا في الاستخبارات ومحققين ومتخصصين في المتفجرات والارهاب وانها طلبت من قوات شرطة الدول الاعضاء اعداد تقرير حول التطرف اليميني في اوروبا.

واكد برييفيك الذي اعترف بارتكابه اعتداءي 22 تموز/يوليو وقال انه تحرك بمفرده، انه على علاقة باليمين المتطرف ونشر على الانترنت مذكرة عبر فيها عن كرهه الاسلام والماركسية. وقال ادوين باكر الاستاذ في مكافحة الارهاب في جامعة ليدن (غرب هولندا) لفرانس برس "اخشى ان يقتدي به بعض الشبان اليمينيين"، مؤكدا ""ضرورة القيام بتقييم معمق لاسباب التطرف".

ويرى وزير الداخلية الالماني هانس بيتر فيريدريش، انه في حين اخذ نشاط المتطرفين يتراجع في بلدن مثل المانيا التي تعتبر مهده، انشات الحركة اليمينية المتطرفة فروعا محلية خطيرة تعتبر قادرة على تدبير اعتداءات مثل التي وقعت في النروج.

وصرح لصحيفة رينيتش بوست الالمانية الخميس "انني قلق بشكل خاص" من التيار المشار اليه باسم "القوميين الفوضويين". وقد حذرت يوروبول مطلع السنة من تصاعد اليمين المتطرف بسبب تدفق المهاجرين الهاربين من الثورات العربية وخاصة في افريقيا الشمالية على اوروبا.

وترى يوروبول ان الصورة التقليدية للمتطرف اليميني مثل حليقي الرؤوس الذين ينتعلون الاحذية العسكرية العالية ويرفعون الاعلام النازية الجديدة ويعتمدون التحية الهتليرية، قد تغيرت كثيرا خلال السنوات الاخيرة وتحولت الى شبكة اكثر حداثة لمدونين يتقنون التكنولوجيات.

وافادت المنظمة في تقرير سنوي نشر في نيسان/ابريل حول الارهاب في اوروبا ان "الشبكات باتت اكثر تنوعا (...) والتكنولوجيا وخصوصا الانترنت تمنح المجموعات الارهابية فرصا لتشكيل شبكات بسرعة كبيرة حتى انطلاقا من مجموعة وهمية".

واكدت يوروبول ان "مجموعات اليمين المتطرف اصبحت اكثر مهنية في تظاهراتها". وقال باكر ان مكافحة تقدم اليمين المتطرف "يجب ان تكون ايضا مهمة رجال السياسة ووسائل الاعلام وخصوصا بعض السياسيين الاوروبيين الذين يركزون على لعب ورقة مناهضة الاسلام".

واضاف "عليهم ان ينددوا بوضوح بهذا النوع من الحوادث (النروج) والعمل على الا يجعلوا من تقدم الاسلام عدوا وهميا". وفي بروكسل قال ممثلو الاتحاد الاوروبي الاربعاء انهم سيدعون النروج الى الانضمام اليهم في البحث عن حلول للتطرف الشديد وكره الاجانب خلال اجتماع مقرر في ايلول/سبتمبر. وستركز المباحثات الاوروبية على طريقة التصدي للمخاطر المترتبة عن ايديولوجيا التطرف سواء كانت من فعل الاوساط الاسلامية المتطرفة او حركة شعبوية مناهضة للاجانب.