مخاوف بشأن وصول الازمة الغذائية إلى موريتانيا
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
نواكشوط:ازدادت المخاوف بشأن انهيار الوضع المعيشي في مناطق واسعة من شرقي البلاد بفعل تأخر الأمطار وارتفاع أسعار المواد الغذائية وانعدام اللحوم الحمراء وغياب أي مساعدات حكومية.وتقول التقارير الواردة من الداخل إن الوضع المعيشي في الشريط الواقع شمال طريق الأمل من مدينة النعمة إلى غاية لعصابة يعيش أسوء فترة منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي وإن السكان يشعرون بحالة من الصدمة واليأس بفعل تأخر الأمطار وغياب أي اهتمام رسمي بأوضاعهم المعيشية.ويقول السكان المحليون في مقاطعات النعمة ، وولاتة ، وتمبدغه ، وجكن ، ولعيون ، وتامشكط ، والطينطان إن تأخر فصل الخريف وغياب التدخل الرسمي فاقم من معاناة السكان.وتعددت الاتصالات الهاتفية والروايات الشفهية التي تصور حالة السكان المحليين بأنها أقرب إلى المجاعة ، وأصعب من أي وقت مضى ، وطالب السكان الحكومة بفعل أي شيء.ويقول قادمون من الداخل إن الآلاف من السكان يفطرون في الشهر الفضيل على الأرز المقشر وحده بفعل انعدام اللحوم الحمراء والخضروات ، كما يصنعون شرابهم من خليط الفول السوداني (كرت) بعدما انعدمت الألبان المجففة وغادرت الماشية صوب الحدود الموريتانية المالية بفعل الجفاف.وتقول زينب بنت محمد (45 سنة) وهي سيدة عادت للتو من قرى الحوض الغربي إن الصغار يعانون من هزال شديد وإن معالم مجاعة بدت تتضح في القرى والأرياف وتجمعات الأرقاء السابقين المعروف محليا ب"آدوابه" بفعل انعدام وسائل العيش وانهيار القوة الشرائية للسكان.وتقول بنت محمد إن الأطفال يعانون من نقص حاد في الوزن ، بينما تغيرت ألوان النساء بفعل ارتفاع درجة الحرارة واعتماد الأهالي على وجبات تقليدية خالية من اللحوم والخضروات.وعن الأسباب التي دفعتها للعودة إلى نواكشوط بعدما غادرته لقضاء العطلة مع ذويها بإحدى القرى النائية بمقاطعة لعيون تقول "الوضع خطير للغاية والأطفال نقلوا إلى الطبيب أكثر من مرة .. إن الوضع لا يطاق ، لقد كانت أيام عصيبة لذا قررت أن أعود إلى نواكشوط ".
وفي مدينة "تمبدغة" و"ولاتة" يقول السكان المحليون إن اللحوم باتت نادرة وإن ارتفاع الأسعار وإضراب التجار عن البيع للفقراء بالدين فاقم من مأساة الآلاف من الأسر وسط مخاوف جدية من مجاعة قد تصيب أكثر من 200 ألف شخص بولايات الحوضين ولعصابة.ويقول "سيداتي" وهو شاب يعتمد على تربية الماشية في تدبير رزقه إن تأخر الأمطار لأسبوعين قادمين يعني بالنسبة لسكان القرى والأرياف المجاورة حلول الكارثة.وعن المساعدات التي تقدمها الحكومة للسكان يقول سيداتي - وهو بالكاد يسمع صوته - " الحكومة غير موجودة ونحن لا نأمل عونا إلا من الله .. الوضع أكثر صعوبة مما تتخيلون إنكم تسكنون العاصمة وبجوار الدولة !!".وفي العاصمة نواكشوط ألغى المئات من الموريتانيين عطلهم السنوية وقرروا البقاء في نواكشوط في انتظار معرفة مصير المناطق التي يتهددها الجفاف حاليا.ويقول العشرات إنهم ألغوا أسفارهم نهائيا وقرروا تحويل المبالغ المخصصة للنقل إلى ذويهم لمساعدتهم في ظروفهم الحالية .ويقول أحد محرري وكالة "الأخبار" عاد للتو من ولايتي غيدي ماغه ولعصابة إن جثث الماشية تشاهد قرب الطريق العام وإن الأجواء تنذر بأزمة خانقة مالم تتدارك الرحمة الإلهية سكان المناطق المذكورة.ويضيف "تلمس الحسرة في نفوس الناس والتعب والجميع يشكو وينتقد أداء الحكومة وتخليها عن مواطنيها في أشد أزمة عرفتها البلاد منذ نهاية السبعينات".ويقول أحد صغار التجار إن الأسواق الأسبوعية شبه خالية من المتسوقين وإن الجميع غادر باتجاه الأراضي المالية لذا يندر أن تشاهد شاة أو بعيرا معروضا للبيع.وتوقف التجار عن زيارة الأسواق الشعبية الأسبوعية التي كانت تستقطب الآلاف منهم بحثا عن الماشية أو عرضا للبضائع المختلفة . وباتت أسواق "آرشان" و"تشمامت" و"أمريحيم" و"كلب أجمل" و " أخظورة" و"المظلوم" وأم الحياظ " و"أكجرت" و"الكلي" شبه خالية رغم الرواج الذي عرفته خلال السنوات الماضية ، وقرر العشرات من صغار التجار إغلاق متاجرهم في انتظار تغير الأوضاع بالمنطقة.وفي نواكشوط تقول مصالح الرصد الجوي إن درجات الحرارة شهدت ارتفاعا مذهلا خلال الأيام الماضية وإن المقايسس المسجلة لديها تؤكد أن الحرارة تتراوح مابين 45 إلى 42 درجة دون تسجيل أي تساقطات مطرية خلال الأيام الماضية في المناطق المنكوبة.وفي العاصمة نواكشوط كذلك بدت ردود الأفعال خجولة على الكارثة الإنسانية التي تتهدد السكان في الحوضين ولعصابة وتشاغل القادة السياسيون بالحوار وتنقيح مصطلحاته ، بينما يواجه السكان خطر الموت جوعا.ويقول حزب الاتحاد والتغيير الموريتاني "حاتم" إنه يتابع بقلق بالغ الوضعية الصعبة التي تعيشها الولايات الداخلية جراء تأخر موسم الأمطار وما ترتب عليه من تردي لأوضاع السكان المعيشية وهلاك لأعداد كبيرة من الثروة الحيوانية.واستنكر الحزب خلال بيان توصلت "الأخبار" لنسخة منه "حالة اللامبالاة التي تعاملت بها السلطات العمومية مع هذه الوضعية واستجابتها الخجولة والمتأخرة في مجال توفير المواد الغذائية والأعلاف في الزمان والمكان المناسبين."ودعا الحزب السلطات إلى وضع سياسات واقعية لانتشال القطاع من التخبط والارتجالية ، مطالبا بتوفير قروض رعوية للمنمين تمكنهم من إعادة بناء قطعانهم والمحافظة على ما تبقى منها.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف