الحلف الاطلسي يواجه معضلة اطالة النزاع في ليبيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
باريس: يرفض الحلف الاطلسي الذي يقود حملة عسكرية على ليبيا منذ اذار/مارس الحديث عن "الغرق في المستنقع الليبي"، لكنه يواجه صعوبة في التوصل الى تسوية سياسية بسبب المقاومة غير المتوقعة التي يبديها العقيد معمر القذافي، وكذلك تباطوء المتمردين في تحقيق تقدم ميداني.
واقر وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه الخميس بقوله "لقد اخطأنا بلا شك في تقدير قوة مقاومة قوات القذافي" لكنه اعتبر انه "من غير الوارد الحديث عن الغرق في مستنقع"، فلم يتحدث احد في الاصل "عن حرب خاطفة".
وتاتي فرنسا في طليعة الدول المشاركة في الحملة، تليها بريطانيا. وتشن الطائرات الفرنسية ثلث الغارات التي تستهدف قوات القذافي.
وبعد تبرير هذا القصف بضرورة حماية المدنيين من قمع النظام، سرعان ما باتت الدول الغربية تدعو الى ازاحة معمر القذافي. ويرى خبراء اتصلت بهم فرانس برس ان هذا المطلب يزيد في تعقيد الحل السياسي.
وقال جان ايف مواسرون الباحث في معهد الابحاث والتنمية ان "ما يريده المجتمع الدولي هو ان يتنحى القذافي. ولكن من غير الممكن التوصل الى حل سياسي من دونه نظرا لما هو عليه ميزان القوى حاليا والوضع الميداني".
واضاف "وبالتالي ليس هناك من مخرج، المعضلة ستستمر لبعض الوقت، وليس من المؤكد ان يتنحى القذافي لان المجتمع الدولي، وخصوصا فرنسا، ليس لديه وسائل لخوض حرب طويلة الامد ضده".
وفي هذه الشأن، ابدت القوى الرئيسية في التحالف الدولي المشارك في الحملة على ليبيا، ترددا خلال الاسابيع الاخيرة. فبعد الاصرار على رحيل القذافي خارج ليبيا، وافقت على بقائه فيها شرط ان لا يتولى اي منصب سياسي وعسكري.
وافادت عدة مصادر عن مناقشات بين دول التحالف ومقربين من القذافي والمجلس الوطني الانتقالي (هيئة المتمردين) لكنها ظلت حتى الان عقيمة.
ومن غير المؤكد حصول انتفاضة شعبية في طرابلس -وهو ما تمناه وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه- او ان ان يحقق الثوار الليبيون انتصارا عسكريا. ويرى خبراء ان تشكيلة ليبيا القبلية تلعب دورا كبيرا في ذلك.
واوضح باتريك حايم زاده الدبلوماسي السابق ومؤلف كتاب "في قلب ليبيا القذافي" ان "الليبيين يحسنون القتال دفاعا عن مناطقهم القبلية، وليس خارجها"، مؤكدا ان ما حققه المتمردون من تقدم عسكري منذ اربعة اشهر يبدو هامشيا.
واضاف جان ايف مواسرون "للتبسيط يمكن القول ان قبائل البربر في جبل نفوسة (جنوب غرب) مستعدة للدفاع عن اراضيها لكنها لن تتقدم نحو طرابلس لان ذلك ليس مجالها"، وفضلا عن ذلك قد يساهم رمضان الذي بدا مطلع الاسبوع في تجميد المواقع على الجبهة.
كما ان على الغربيين ايضا ان ياخذوا في الاعتبار الدعم الذي ما زال يحظى به الزعيم الليبي في بلاده. واعتبر الباحث ان معمر القذافي قد نجح، منذ الاسابيع الاولى في الحرب في استعادة تحالفاته مع بعض القبائل النافذة.
وتتسبب الغارات الجوية في اضعاف جهاز القذافي الامني. واعلن الثوار الجمعة مقتل خميس احد ابناء الزعيم الليبي واحد قادة جيشه، في غارة لحلف الاطلسي في زليتن، لكن النظام الليبي نفى ذلك..
لكن فعالية الغارات ضعيفة كما يرى حايم زاده الذي يعتبر انه بتلك الغارات يحاولون تقويض مؤسسات الدولة، "وصولا الى انهيار النظام (..) ولكن في ليبيا جهاز الدولة هزيل جدا (...) انها ليست دولة عادية".
ورغم اطالة مدة حملة الحلف الاطلسي الذي لم يتكبد بعد خسائر بشرية في صفوفه، فانها لا تثير سوى بعض التساؤلات في البلدان التي تشارك فيه.
وبينما انسحبت منها النروج بدا مثقفون ونواب في فرنسا بمساءلة الحكومة. وطلب النائب الشيوعي جان جاك كاندلييه مؤخرا تشكيل لجنة للتحقيق في "اهداف التدخل العسكري".