تونسي يحرق نفسه بعد أن هاجم إمام مسجد في تولوز الفرنسية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
توفي رجل من أصل تونسي متأثراً بحروقه نتيجة إضرامه النار بنفسه في مسجد في تولوز الفرنسية. وأرجعت السلطات عمله إلى المشاكل النفسية التي كان يعاني منها.
باريس: توفي الأحد رجل من أصل تونسي في الخمسينات من عمره، نتيجة الحروق الخطيرة التي لحقت به بعد أن أضرم النار بنفسه في مسجد النور في تولوز، جنوب غرب فرنسا.
وذكرت السلطات المحلية أن هذا الحادث ليس له علاقة بأي نوع من أنواع الاعتداءات العدائية أو العنصرية، مؤكدة أن هذا الشخص غير طبيعي حيث سبق له أن تلقى العلاج بأحد المستشفيات المختصة. وكان قد هاجم إمام المسجد قبل وقت وجيز من إقدامه على إحراق نفسه مساء السبت. حيث سبق له أن تلقى العلاج بأحد المستشفيات المختصة.
وفي تصريحات لإمام هذا المسجد، تناقلتها وسائل الإعلام الفرنسية، قال فيها إنه هوجم في بيته الموجود بالمسجد، من طرف هذا الشخص ووجه له أنواعا من السباب و الشتائم، قبل أن يبلغ الشرطة بذلك.
وعندما توجهت الشرطة إلى بيته للبحث عنه، كان هو قد غادره تجاه المسجد حيث رش جسمه بالبنزين وأوقد النار فيه، وتم نقله على إثر ذلك إلى أحد المستشفيات القريبة في حالة خطيرة، ليعلن مساء الأحد وفاته.
موفق: الحادث معزول
تعليقا على هذا الحادث قال مصطفى موفق الأمين العام لمركز الدراسات الأوروبي العربي في باريس،"إن ما أقدم عليه هذا الشخص لا مبرر له، ولا يمكن له أن يتصرف بتلك الطريقة إلا نتيجة انفعال نفسي لا أقل و لا أكثر".
و أوضح موفق لإيلاف، أنه تنتفي جميع الأسباب التي تجعل المرء يقدم على خطوة من هذا النوع، لأنها بحسبه "مرفوضة في الإسلام وخصوصا في شهر رمضان".
و لا يمكن، برأي محدثنا، أن يكون لأعمال من هذا القبيل "تأثير على علاقة المسلمين بفرنسا بالمساجد..."، فهي "علاقة مقدسة لا يمكن أن ينال منها حدث معزول كهذا..."،يقول مصطفي موفق.
و في نفس السياق يتابع الأمين العام لمركز الدراسات الأوروبي العربي أن المساجد، بالإضافة إلى دورها التعبدي، فهي مجال "لفك العقد النفسية..."
و ينظر موفق بعين إيجابية إلى علاقة الأئمة في فرنسا بمرتادي المساجد عموما، وإن كان في حالات قليلة يحدث نوع من التوتر بين الطرفين، إلا أن الأمر يتعلق، بحسبه،"بحالات يعترض فيها مصلون على إمام لاتجاهاتهم السياسية".
و يخلص مصطفى موفق إلى كون "الصلاة هي لله أولا و أخيرا، و ليس لإمام معين..."،و بالتالي لا "يمكن الاعتراض على الصلاة من خلفه..."، يقول محدثنا،إ ن كان المسلم يتعاطى مع المسجد بهذا المبدأ.
المسجد معلم في تولوز
ويعد المسجد المذكور، الذي شهد هذا الحادث في غياب مصلين، معلم حقيقي في مدينة تولوز والذي يمكن اعتباره أنه يدخل ضمن النفوذ الجزائري على عدد من المساجد في فرنسا في إطار الصراع القائم لسنوات حول المجال الديني بين كل هذا البلد والمغرب.
وكانت الأشغال انطلقت به قبل ما يزيد عن خمس سنوات إلا أن الساهرين على تشييده لقوا صعوبة في جمع الأموال الكافية لإنهائه بصفة كلية، رغم الدعم المالي الجزائري الذي بقي محدودا بالنظر لحجم المشروع.
وكان المسجد الكبير في باريس، المقرب من الجزائر، دعا السلطات في تولوز قبل أكثر من ثلاث سنوات، إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة في أعقاب محاولة إحراق مسجد في نفس المدينة لحق به عدد من الأضرار.