أخبار

إسرائيل تعزل الأقصى في رمضان وتفرض قيودا على حركة الفلسطينيين

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك


انتشار أمني مكثف في القدس، والكثيرون يضطرون للصلاة في الطرقات

تعيش مدينة القدس حالة غير مسبوقة من العزلة نتيجة الحصار المشدد الذي تفرضه السلطات الإسرائيلية على المدينة المقدسة خلال شهر رمضان والتي حدت من حركة وتنقل الفلسطينيين لأداء صلواتهم في المسجد الأقصى.

أكد أهالي مدينة القدس أن المدينة تحولت إلى ثكنة عسكرية مع شهر رمضان تنتشر في كافة جنباتها الوحدات الإسرائيلية العسكرية بمختلف تشكيلاتها وتقيم الحواجز عند المفارق والطرقات في خطوة تتمثل بتشديد الحصار عليها ومنع دخول الفلسطينيين من بقية المحافظات إليها خلال شهر رمضان للصلاة في المسجد الأقصى.

وشهدت مدينة القدس في الجمعة الأولى إجراءات عسكرية مشددة حدت من حرية وتنقل المصلين الفلسطينيين الذين كانوا ينوون الصلاة في المسجد الأقصى، حيث لم يتمكن سوى 150 ألفا من فلسطينيي القدس وداخل أراضي عام 1948 وبعض الذين حصلوا على تصاريح عسكرية إسرائيلية من الوصول لباحات القدس والمسجد الأقصى.

وكانت أفواج من المصلين توافدت إلى القدس فجر الجمعة الماضي أملا في دخولها والوصول إلى المسجد الأقصى إلا أنها اصدمت بالاجراءات العسكرية الإسرائيلية المشددة التي منعت وحدت إلى حد كبير من تنقل الفلسطينيين.
ووتبعا لما أورده شهود عيان "لإيلاف" ممن تمكنوا من دخول المسجد الأقصى فقد تولت فرق الكشافة والنظام وحراس وسدنة وأذنة المسجد الأقصى إرشاد وفصل المصلين الرجال عن أماكن صلاة النساء، كما انتشرت عناصر جمعيات الإسعاف واللجان الطبية والصحية في كافة مرافق المسجد لخدمة الصائمين والصائمات، وتم علاج حالات كثيرة من ضربات الشمس.

وقالت المواطنة نسرين عبد الكريم من مدينة القدس، في اتصال هاتفي مع "إيلاف": "لقد انتشرت لأول مرة "شوادر" ضخمة في باحات المسجد الأقصى المبارك، وجرى نصب عشرات الخيم على سطح صحن مسجد قبة الصخرة، وتم نشر مراوح كبيرة مع رذاذ المياه للتخفيف على المصلين من حرارة الشمس الأمر الذي خفف عن المصلين".
وعلمت "إيلاف" من مصادر مطلعة أن دائرة الأوقاف الإسلامية خصصت باحة صحن الصخرة وبعض الساحات واللواوين ومصلى قبة الصخرة لصلاة النساء، فيما خصصت الجامع القبلي والأقصى القديم والمصلى المرواني وسائر اللواوين والباحات ومرافق المسجد لصلاة الرجال.

وأعدت دائرة الأوقاف برنامجا حافلا لهذا الشهر بدءا من تخصيص أئمة الصلوات والوعاظ وإعطاء الدروس والاستعداد لتقديم وجبات الإفطار للصائمين من العائلات المستورة في البلدة القديمة وتخصيص طواقم كبيرة تتولى عمليات التنظيف الواسعة في المسجد المبارك.
وبحسب مواطنون فقد استعدت لجان أحياء البلدة القديمة وساهمت بشكل واسع للتخفيف من وطأة حرارة الشمس من خلال نشر رذاذ للمياه على رؤوس المصلين خلال ذهابهم وإيابهم من بوابات البلدة القديمة إلى بوابات المسجد الأقصى وبالعكس، الأمر الذي لاقى اقبالا وترحيبا من جموع المصلين.

التضييقات الإسرائيلية

وقال المحامي أحمد الرويضي، مسؤول وحدة القدس في ديوان الرئاسة الفلسطينية في اتصال هاتفي مع "إيلاف": "إن السلطات الإسرائيلية شددت من إجراءاتها العسكرية على مدينة القدس مع بداية شهر رمضان المبارك".
وأضاف: "بدا ذلك واضحا من خلال النقاط العسكرية العديدة التي تمت إقامتها وكذلك حصار البلدة القديمة بشكل مشدد وإقامة الحواجز العسكرية وتضييق الخناق على مداخل المدينة المقدسة ومنع الفلسطينيين من الوصول إليها إلا ضمن شروط معينة".
وأكد أن الإجراءات الإسرائيلية حدت من قدرة الفلسطينيين من بقية المحافظات على أداء الصلاة في المسجد الأقصى، منوها إلى أن التذرع الاسرائيلي لمثل هذه التشديدات ينصب في سياق الأعياد والمناسبات اليهودية.

وكانت السلطات الإسرائيلية شددت من إجراءاتها العسكرية في محيط المدينة المقدسة حيث أعلنت عن حظر دخول المصلين من محافظات الضفة الغربية ممن تقل أعمارهم عن الخمسين عاما واشترطت حصول المصلين على تصاريح خاصة من السلطات الإسرائيلية.
وتضمنت الإجراءات العسكرية نشر المزيد من عناصر الشرطة وحرس الحدود في المدينة المقدسة وخاصة على المعابر والحواجز العسكرية الثابتة على المداخل الرئيسية لمدينة القدس وفي الشوارع والطرقات وعلى طول مسار الجدار الفاصل وعلى بوابات البلدة القديمة والبوابات الخارجية للمسجد الأقصى.
وأغلقت القوات الإسرائيلية وسط مدينة القدس أمام وسائل النقل المختلفة باستثناء الحافلات العامة، ووضعت حواجز خاصة أغلقت بموجبها العديد من الأحياء ومنها وادي الجوز، ورأس العمود، والصوانة، وسلوان، والشيخ جراح، واضطر المواطنون إلى سلوك طرق طويلة وبعيدة للوصول إلى المسجد الأقصى.
كما شملت الإجراءات العسكرية إطلاق 'بالون استخباري' وتحليق طائرة مروحية، في سماء القدس القديمة والمسجد الأقصى لمراقبة حركة المصلين.

الدعوة لشد الرحال
من جانبه، دعا الشيخ محمد حسين المفتي العام للقدس في بيان حصلت "إيلاف" على نسخة منه، المواطنين إلى شد الرحال طوال شهر رمضان وفي غيره من أيام السنة إلى المسجد الأقصى.
وقال حسين: "إنكم تزحفون اليوم لتعلنوا أنكم لن تفرطوا في ذرة تراب من مسجدكم ومن مدينتكم، وتؤكدون بزحفكم أن القدس مدينة عربية إسلامية ولن تكون إلا كذلك".

وأضاف: "احرصوا أن يكون صيامكم بعيدا عن كل الشوائب خاصة وأنتم تؤدون الصيام في هذه الأيام الحارة ولعل هذا الصيام يكون لكم سترا من حر يوم القيامة".
بدوره، دعا رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي، والقائم بأعمال قاضي القضاة، الشيخ يوسف ادعيس، في اتصال هاتفي مع "إيلاف" الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم في القدس والأراضي المحتلة عام 1948 وبقية المناطق إلى شد الرحال والرباط في القدس سعيا لحمايته.

وأوضح ادعيس أن المدينة المقدسة ومقدساتها في خطر حقيقي من خلال استمرار الاستيطان والحفريات تحت أساسات المسجد الأقصى، وهدم البيوت وعمليات الاقتحام المتواصلة لأداء الصلوات اليهودية التلمودية فيه، محملا الحكومة الاسرائيلة المسؤولية الكاملة عن أي مساس بالمسجد أو المصلين فيه أو اتخاذ أي قرار أو إجراء قد يُعَرِّضُه للخطر.
وطالب منظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية إلى نصرة المسجد الأقصى المبارك، مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم من خطر التهويد والهدم.

وقال ادعيس: "إن السلطات الإسرائيلية أحكمت هذا العام من حصارها للقدس والمقدسات ومنعت المصلين من الوصول للمسجد الأقصى في وقت تدعي فيه أمام العالم أنها سمحت للفلسطينيين بالصلاة فيه، حيث حدت من حرية تنقل المصلين ولم تحترم كبار السن ولا صغارهم".
وأضاف: "أن السلطات الإسرائيلية أعطت هامشا أوسع للجماعات اليهودية المتطرفة التي قامت باقتحام باحات الأقصى أكثر من مرة منذ بداية شهر رمضان تحديا لمشاعر المسلمين والمصلين".
وفي سياق الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى قامت مجموعات متتالية من اليهود المتطرفين بالتجوال في باحات المسجد الأقصى المبارك تزامناً مع عيد ما يسمى بـ'خراب الهيكل'، وذلك وسط حراسات شرطية معززة.

وذكر عدد من حراس المسجد الأقصى في اتصالات هاتفية أن هذه المجموعات تنفذ جولات استفزازية منتظمة في العديد من باحات الأقصى، فيما تحول شرطة الاحتلال المرافقة لهذه المجموعات بينها وبين المصلين الذين تأهبوا للتصدي لها.
وكانت قوة معززة من الشرطة الإسرائيلية والوحدات الخاصة اقتحمت، مؤخرا، المسجد الأقصى بعد صلاة التراويح وللمرة الثالثة على التوالي، وأخرجت بالقوة المعتكفين من المصلين في المسجد القبلي المسقوف، بزعم أن ذلك مخالف لأوامر الشرطة الإسرائيلية التي تقضي بمنع تواجد أي مسلم داخل المسجد الأقصى من بعد صلاة العشاء وحتى صلاة الفجر.

في الوقت نفسه، سلمت الشرطة الإسرائيلة الأحد أصحاب المحال التجارية في سوق القطانين بالبلدة القديمة في القدس المحتلة المؤدي للمسجد الأقصى المبارك قراراً يفرض عليهم إغلاق محالهم عصر اليوم وذلك لتسهيل توافد المستوطنين للسوق لإقامة شعائر وطقوس تلمودية خاصة في ذكرى ما يسمى بخراب الهيكل المزعوم.
وأكد الارتباط المدني الفلسطيني في تصريح "لإيلاف" أن إسرائيل وضعت قيودا على حركة المتجهين إلى القدس حيث تسمح فقط للرجال الذين تزيد أعمارهم عن الستين عاما والنساء اللواتي تزيد أعمارهن عن عن 45 عاما من الضفة الغربية التوجه للقدس دون تصاريح عسكرية إسرائيلية فيما تشترط حصول الرجال الذين تتراوح أعمارهم من 45 - 55 عاما والنساء اللواتي تتراوح أعمارهن من 35 - 45 على تصاريح تسمح بموجبها التوجه إلى القدس وزيارة الأقصى,.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مممممممممممم
مممممممممم -

هدول ولاد مو جيش تعال اشلح البدله و شوف الفلسطيني