أخبار

ترجيجات بأن تستقي لندن الدروس من أحداث باريس 2005

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

لميس فرحات: مع أعمال العنف التي اندلعت السبت في لندن، والتي بدأت تنتشر في المدن الإنجليزية الأخرى خلال الليلة الثالثة على التوالي من أعمال الشغب، نشرت صحيفة "التايم" مقالاً قارنت فيه هذه الأحداث بأعمال الشغب التي حصلت في فرنسا عام 2005.

رأت الصحيفة أنه من المرجّح جداً ان تستقي لندن الدروس من باريس التي شهدت ثلاثة أسابيع تقريبًا من الاضطرابات التي هزّت المدن الفرنسية في عام 2005، معتبرة أن ما تشهده لندن اليوم يثير مخاوف رهيبة لأسباب عدة.

واشارت الصحيفة إلى أن الأسباب التي أدت إلى اعمال الشغب في المدينتين تبدو متشابهة، فالشرطة تورطت في قتل الشبان المحليين في الأحياء ذات الكثافة السكانية العالية من الأقليات، والتي أدت إلى موجة من الغضب بين السكان، كما إن الصحافة ساهمت في تأجيج التوتر بين السكان.

وأضافت الصحيفة ان نقاط الاختلاف في هذه المسألة تبدأ من الجغرافية المدنية للدولتين، فأعمال الشغب التي حصلت في فرنسا تركزت في المناطق البعيدة عن العاصمة وفي وسط الطبقات الفقيرة، فكان الشغب عام 2005 في المناطق الأكثر حرمانًا، حيث دمّر هؤلاء الأماكن التي يقطنون فيها من دون أن تطال الخسائر والفوضى المناطق التي يسكنها الأثرياء.

أما في العاصمة الانكليزية لندن، فتمتد أعمال الشغب في الوقت الراهن لتصل الى ابواب منازل الطبقات المتوسطة والعليا من الدخل المتوسط، ويعود ذلك إلى جغرافية لندن، التي تعتبر مناطقها أكثر كثافة واتصالاً من المدن الباريسية.

في الوقت نفسه، تعاني أحياء لندن اليوم اضطرابًا واكتظاظًا في سكان المهاجرين والأقليات الذين يشكون التمييز والبطالة، والعلاقات المتوترة مع الشرطة.

واعتبرت الصحيفة أن على سكان لندن من كل المشارب أن يتعلموا العيش المشترك، وهذا أمر عجزت فرنسا عن تحقيقه بسبب بعد المناطق عن بعضها وضعف الاتصال والتواصل بينها.

وأشارت إلى أن الطبيعة الفرنسية عززت الانقسام بين السكان، فمعظم شكاوى سكان الأرياف في فرنسا تتمحور حول بعدهم الجغرافي عن مراكز المدن الرئيسة في فرنسا، فاندلعت اعمال شغب في عام 2005، لكن الخسائر كانت محدودة لأنها لم تمتد إلى باقي المناطق والعاصمة.

أما في لندن، فاعتبرت الـ "تايم" أن اشتعال الاضطرابات الآن يمتد ليطال الأسر الرغيدة والأماكن المرتاحة أكثر نسبياً، مما سيسبب أضراراً أكثر، مشيرة إلى أن الكثيرين انضموا إلى المحتجين، مما يفسّر انتشار الاضطرابات الجغرافي. وختمت الصحيفة بالقول: "الوقت سيحدد ما إذا كانت الاضطرابات ستستمر في انكلترا كما حصل في فرنسا".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف