"إرهاب الطرقات" يحصد 68 جزائريًا مع بداية رمضان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
سجلت الجهات المختصة في الجزائر 67 حادثًا مروريًا راح ضحيته 68 شخصًا خلال الأسبوع الأول من رمضان. ويتفق ممثلون عن المجتمع المدني ومتحدث باسم المديرية العامة للحماية المدنية في الجزائر في تصريحات لـ(إيلاف) على أنّ القوانين الردعية وحدها تبدو غير كافية للحدّ من إرهاب الطرقات وما يترتب عنه من ضحايا في الأرواح.
الجزائر: كشف المكلف بالإعلام على مستوى المديرية العامة للحماية المدنية في الجزائر المقدم عاشور فاروق في إفادات لـ(إيلاف) عن حصيلة تدخلات وحدات قطاعه في ما يتعلق بحوادث المرور خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان.
وأكد المقدم عاشور أن حصيلة الضحايا ثقيلة بالمقارنة مع السنوات الماضية، إذ تمّ تسجيل 67 حادثًا مرورًيا، راح ضحيته 68 شخصًا خلال الأسبوع الأول من رمضان.
في ظل هذا الوضع تتضارب التفسيرات ووجهات النظر بشأن أسباب ارتفاع نسبة حوادث المرور في الجزائر، ورغم وضع ترسانة من القوانين المتبوعة بالغرامات المالية الكبيرة، إلا أن ذلك لم يضع حدًا لظاهرة "إرهاب الطرقات"، وبعض التقارير تشير إلى أن الجزائر تحتل المرتبة الأولى عربيًا والثامنة عالميًا في عدد حوادث المرور.
وحسب الحصيلة التي تقدم بها المقدم عاشور فإن "عدد حوادث المرور التي تم تسجيلها منذ الفاتح من الشهر الجاري ولغاية اليوم السابع من الشهر نفسهبلغ عددها 67 حادث مرور، هذه الحوادث تسببت في مقتل 68 شخص وإصابة نحو 144 شخص بجروح متفاوتة الخطورة، منهم 51 رجلا وثمان نساء ومثل ذلك من الأطفال.
وأضاف المكلف بالإعلام على مستوى مديرية الحماية المدنية أن اكبر حصيلة تم تسجيلها كانت في اليوم الأول من شهر رمضان،حيث تم تسجيل 13 حادث، خلفت هذه الحوادث مقتل 15 شخصًا و 24 جريحا".
عن الأسباب المباشرة لهذه الحوادث، أشار محدثنا إلى أن"العامل البشري يبقى دائما السبب المباشر والرئيس لحوادث المرور في الجزائر، بسبب السرعة المفرطة والتجاوز الخطر ولامبالاة المارة وعدم احترام المسافة الأمنية والأسبقية، وهي أهم الأسباب التي أدت إلى هذه الحوادث، حيث إن السير بسرعة مفرطة يشكل أخطارًا عديدة، منها فقدان السائق القدرة على التحكم في المركبة بعدما يخف وزنها وينقص تماسكها على الطريق وتزداد شدة جاذبيتها الخارجية أكثر.
ورغم كل الحملات التي تقوم بها مصالح الأمن والدرك والمركز الوطني للوقاية والأمن عبر الطرق للحد من هذه الظاهرة الخطرة، إلا أن لامبالاة السائقين وعدم تطبيق قوانين المرور يجعل المأساة تتكرر".
وأضاف أن الحصيلة المسجلة خلال هذا الأسبوع تعتبر ثقيلة جدًا بالمقارنة مع السنوات السابقة، "فعامل الحرارة الشديدة التي ميزت هذه الفترة كانت من بين أسباب حدوث هذه الكوارث التي تحصد أرواح العشرات من الجزائريين".
رغم حملات التوعية والتحسيس بمخاطر الطرقات، إلى جانب إقرار ترسانة من القوانين الجديدة، إلا أن ذلك لم يضع حد لظاهرة حوادث السير المروري في الجزائر.
حسب المقدم عاشور فإن "القوانين وحدها لن تضع حدا للظاهرة، بل يجب أن يقتنع الناس بأن عدم الالتزام بقوانين المرور يشكل تهديدًا لحياتهم بشكل مباشر بعيدا عن الخوف من القانون أو دفع غرامات مالية لأنه قد يدفع غرامة، لكنه بعد ذلك لا يحترم القانون، ويتسبب في مآس لعائلته ولمجتمعه"، على حدّ تعبيره.
وحسب المدير العام للمركز الوطني للوقاية والأمن عبر الطرقات، الهاشمي بوطالبي، فانه "رغم جهود التنسيق بين مختلف السلطات من خلال عمليات توعية وتحسيس وإعداد دراسات و بحوث تتعلق بمعرفة أسباب ارتفاع نسبة حوادث المرور والتصدي لها، إلا أن الظاهرةلا تزال في تزايد مستمر".
وبرأيه فان "أية إستراتيجية في هذا الشأن لا تهتم بالدرجة الأولى بالعامل البشري فإن مصيرها الفشل، لأن العنصر البشري هو المتسبب الأول لهذه الظاهرة".
السيدة بوبقروط فلورا ممثلة المجتمع المدني في المركز الوطني للوقاية والأمن عبر الطرقات كشفت عن تسبب حوادث المرور في إعاقة نحو 3 آلاف شخص سنويًا في الجزائر.
وتقول لـ(إيلاف): "دور الجمعية هو المساهمة في عمليات التحسيس والوقاية من حوادث المرور، وإظهار النتائج الوخيمة المترتبة عنها، من خلال القيام بعمل بسيكولوجي حول خطر حوادث المرور وتبعاتها والأضرار الجسيمة التي تلحقها بالضحايا، فهناك الآلاف من المعوقين بسبب تهور السائقين وعدم احترام قوانين المرور".
وكشفت فلورا كذلك عن "حصيلة ثلاثة آلاف معوق سنويًا في الجزائر بسبب حوادث المرور، وأضافت أن هذا الرقم ليس حقيقيًا بسبب عدم وجود إحصائيات دقيقة"، حسب تعبيرها.