مصادر سورية تنفي الاتفاق مع تركيا على تكوين حكومة تضم المعارضة

آخر تحديث 9:50 بتوفيت غرينيتش

يجري المتظاهرون في سوريا استعدادات لجمعة جديدة يطلقون عليها اسم "لن نركع إلا لله.. نفوس اباة لن تركع للطغاة".

دمشق: نفت مصادر سورية مطلعة ما نشرته بعض وسائل الإعلام اللبنانية حول مضمون اتفاق سوري تركي بعد زيارة وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو لدمشق الثلاثاء، يقضي بتغيير حكومي في سورية خلال أسبوعين يضم المعارضة، وإجراء انتخابات رئاسية خلال سنتين بعد تعديل الدستور

وقالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء "إن الاتفاق الذي حصل بين وزير الخارجية التركي والرئيس بشار الأسد هو أن تقوم سورية بإصلاحات جدّية خلال أسبوعين"، مشيرة إلى أن ضمن هذه الإصلاحات "إصدار قانون للأحزاب بصيغة جديدة غير تلك التي أقرتها الحكومة، وقانون للإعلام، وآخر للانتخابات وفق صيغ جديدة ديمقراطية تعددية وتداولية، وكذلك التواصل مع المعارضة السورية، والعمل على أن يكون الحل حلاً سلمياً وليس عنفياً إذا أمكن ذلك"، وفق تعبيرها

وحسب المصادر، فـ"إن التفاصيل التي نُشرت في بعض وسائل الإعلام اللبنانية غير واردة ولا يقبل بها النظام السوري"، على حد قولها

وبدورها شككت مصادر في المعارضة السورية بجدية السلطات في دمشق بتحقيق وعود كتلك التي وردت في الاتفاق المزعوم لرئيس الورزاء التركي رجب طيب اردوغان، وقالت "إن أي إصلاح بهذه الصيغة سيُضعف النظام، وسيؤدي إلى انشقاقات داخله بين المعتدلين والمتطرفين، وخاصة بين الرئيس الأسد من جهة وقادة أجهزة الأمن وبعض قادة الجيش من جهة أخرى"، وفق جزمها

وكان رئيس الوزراء التركي قد أعرب عن تفاؤله بعد زيارة وزير خارجيته لسورية بأن تقوم القيادة السورية بإجراء إصلاحات خلال الأسبوعين المقبلين، فيما أعرب أوغلو عن حذره من أن الوضع السوري سيكون حرجاً خلال الأيام المقبلة. وكان الرئيس بشار الأسد أكد أن "سورية لن تتهاون في ملاحقة المجموعات الإرهابية المسلحة من أجل حماية استقرار الوطن وأمن المواطنين لكنها مصممة أيضاً على استكمال خطوات الإصلاح الشامل التي تقوم بها ،وهي منفتحة على أي مساعدة تقدمها الدول الشقيقة والصديقة على هذا الصعيد"، حسبما نقلت عنه وكالة الانباء السورية.

أوباما وإردوغان يناقشان ضرورة "الانتقال الديموقراطي" في سوريا

وأعلن البيت الابيض ان الرئيس الاميركي باراك اوباما ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اتفقا خلال مكالمة هاتفية الخميس على ضرورة "الانتقال الى الديموقراطية" في سوريا. وقال مكتب اوباما ان الرئيس الاميركي واردوغان اتفقا كذلك على ضرورة "الوقف الفوري لكافة اشكال سفك الدماء والعنف الذي يمارس ضد الشعب السوري" من قبل القوات الموالية للرئيس بشار الاسد.

واضاف ان الزعيمين "اكدا على ان الوضع حرج، واكدا قلقهما البالغ بشان استخدام الحكومة السورية للعنف ضد المدنيين، وايمانهما بضرورة تلبية مطالب الشعب السوري المشروعة بالانتقال الديموقراطي"، حسب مكتب الرئيس. ورغم ان اوباما واردوغان ادانا خلال الاسابيع الماضية حملة القمع التي يشنها النظام السوري ضد المتظاهرين، الا انهما لم يدعوان مباشرة الى تنحي الاسد.

وخلال اشهر من التردد، شددت واشنطن من موقفها حيث قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان الاسد فقد شرعيته للحكم، وسعت ادارة اوباما الى تشديد العقوبات الدولية على النظام. قال مسؤولون اميركيون الخميس ان ادارة اوباما قد تطالب الاسد بالتخلي عن السلطة مع تصعيدها الضغوط على النظام لانهاء حملة القمع الدموي ضد المتظاهرين.

إعتقال رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان في دمشق

واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان لوكالة الأنباء الفرنسية انه تم اعتقال عبد الكريم الريحاوي رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان الخميس في دمشق.

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد ان "عبد الكريم الريحاوي اعتقل عند الساعة الثالثة من اليوم (الخميس) من مقهى هافانا في دمشق" مضيفا ان "مصيره لا يزال مجهولا حتى الان". واشار الى ان ناشطا كان موجودا في المقهى اكد للمرصد خبر اعتقال الريحاوي. واشار الى ان ناشطا كان موجودا في المقهى اكد للمرصد خبر اعتقال الريحاوي.

والريحاوي البالغ من العمر 43 عاما يدير الرابطة السورية لحقوق الانسان منذ العام 2004 وهو ينشط بشكل خاص منذ انطلاق حركة الاحتجاجات ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد في منتصف اذار/مارس ولم يعتقل من قبل. ويستند الريحاوي الى شبكة واسعة من الناشطين في الرابطة موزعين على جميع انحاء سوريا وقد اصبح مصدر معلومات مهما للصحافة الاجنبية في وقت تحد السلطات من قدرتها على التحرك.

هذا وقال ناشطون سوريون إن اشتباكات اندلعت في حي بابا عمرو بمدينة حمص بعد حصول انشقاق في قوات الجيش وإن تعزيزات عسكرية وصلت إلى الحي من أجل السيطرة عليه، وأن قصف الجيش السوري على مدينة حمص استمر حتى مطلع الفجر.

وقد افاد ناشط حقوقي في منطقة حمص أن خمسة مدنيين على الاقل قتلوا واصيب 10 اخرون اليوم الخميس برصاص قوات الامن السورية في مدينة سراقب قرب حمص في وسط سوريا.

وقال الناشط من مدينة حمص ان القوات السورية التي اقتحمت المدينة صباح الخميس "قامت باطلاق النار على مواطنين كانوا يحاولون الهروب الى منطقة البساتين فقتلوا خمسة منهم على الاقل". واضاف "اصيب 10 اخرون على الاقل".

وأعلنت لجان التنسيق المحلية في حمص أن حصيلة قتلى يوم الأربعاء برصاص القوات الأمنية وصل إلى 22 على الأقل بالإضافة إلى جرح أكثر من 60 شخصاً، إصابات بعضهم خطرة. ونالت دير الزور نصيبها من المداهمات والاعتقالات بالإضافة إلى القصف وإلى استمرار الحصار الأمني والتمويني الذي يفرضه النظام على المواطنين.

وعن هذا الموضوع قال المحامي والناشط السياسي بهاء الركاد لـ"راديو سوا" إنه منذ أربعة أو خمسة أيام لم تدخل مواد تموينية مطلقا، مضيفا أن أكثر الحوادث خطورة "هو ضرب جامع العثمان في منطقة المطار القديم".

كما أفاد ناشطون أن قوات الأمن وأفراداً من القوات الشعبية المعروفة بالشبيحة اقتحمت بلدتي القصير القريبة من لبنان والمسيفرة في درعا جنوب البلاد. وقال شهود عيان إن الأمن أطلق النيران على محتجين خرجوا في تظاهرات عقب صلاة الفجر في بلدة النيرب بمحافظة حلب.

السوريون يستعدون لجمعة "لن نركع إلا لله"

إلى ذلك دعا الناشطون المطالبون بالحرية في سوريا على صفحتهم على فايسبوك الى تظاهرات حاشدة الجمعة مؤكدين في شعارها "لن نركع" لقمع نظام بشار الاسد. ودعا هؤلاء الناشطون على صفحة "الثورة السورية ضد بشار الاسد 2011" الى التعبئة تحت شعار "لن نركع الا لله. نفوس اباة لن تركع للطغاة". واضافوا ان "كل يوم هو يوم جمعة في رمضان".

وكان عشرات الآلاف من السوريين نزلوا الى الشوارع في اول جمعة من رمضان داعين الاسرة الدولية الى دعمهم. واسفر قمع الاحتجاجات الجمعة الى سقوط 14 قتيلا على الاقل قرب دمشق وحمص.

دمشق تنفي استخدام أسلحة ثقيلة

ونفى المسؤول في تصريحات أن تكون دمشق قد استخدمت أسلحة ثقيلة مؤكداً أن مسلحين في المدينة استخدموا أسلحة ثقيلة ومتطورة بالمقارنة مع أسلحة الجيش السوري. وقد نفى ناشطون من حماة الأنباء التي تحدثت عن انسحاب دمشق من المدينة مؤكدين عودة العديد من القطع العسكرية إلى مداخل المدينة، وتمركز القوات الأمنية داخل المدينة وإقامة حواجز للتفتيش.

وقال عضو اتحاد تنسيقيات الثورة السورية في حماة صالح الحموي لـ"راديو سوا" إن القوات الأمنية تقوم بحملة اعتقالات وأن "هناك قائمة بأسماء أشخاص يبحثون عنهم في كل مكان. وكل شخص يعثر معه على جوال مسجل عليه صور دبابات وجنود يتم اعتقاله وإن لم يكن اسمه على القائمة".

هذا فيما أعلنت لجان التنسيق المحلية في سوريا الخميس عن مقتل نحو 170 برصاص وقذائف الجيش والأمن في عدد من المدن السورية خلال الأيام العشرة الأولى من شهر رمضان. وأشارت اللجان في بيان لها أن هذه الأرقام لا تتضمن حصيلة القتلى في مدينتي دير الزور وحماة بسبب انقطاع الاتصالات مع المدينتين.

واشنطن تعلن أن الأسد فقد الشرعية

وكانت واشنطن قد صعدت خلال الساعات الماضية من ضغطها على النظام السوري، حيث قال جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض إن سوريا ستكون أفضل حالاً من دون الرئيس بشار الأسد.

وأضاف كارني في مؤتمر صحافي أن الأسد فقد الشرعية وأن سوريا ستكون أفضل حالاً من دونه، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة ستواصل ممارسة الضغوط على الحكومة السورية لدفعها باتجاه تلبية المطالب الواضحة للشعب السوري.

وفي نيويورك، أعلنت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة سوزان رايس أن واشنطن لديها أدلة على وقوع جرائم في سوريا وهي مستعدة لاستخدامها لتشديد الضغط على الرئيس السوري.

ودعت رايس مجلس الأمن لوضع مصلحة الشعب السوري أولاً واضافت أنه "توافرت لدينا أدلة على وقوع جرائم ونرغب في وضعها بكل سهولة أمام أي جهة للتحقيق فيها. من جهتنا سنكثف من ضغوطنا عبر تحركاتنا القوية وعبر عقوبات إضافية. ونعمل مع شركائنا من أجل تعيين مبعوث دولي خاص إلى سوريا ودعوة مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي لتقديم تقرير إلى المجلس الأسبوع المقبل بشأن الأوضاع الإنسانية في سوريا".

واشنطن تعلن عن عقوبات جديدة

وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية عن عقوبات جديدة قالت إنها تستهدف البنية التحتية المالية التي تدعم موقف حكومة الرئيس الأسد. وشملت العقوبات المصرف التجاري السوري وفرعه في لبنان وشركة سيرياتيل أكبر شركة لتشغيل الهاتف المحمول في سوريا.

إسرائيل تستعد لأي طارئ مع سوريا

في تطور آخر نقلت صحيفة هآريتس عن مصادر عسكرية إسرائيلية لم تذكرها بالاسم قولها إن الجيش الإسرائيلي يستعد للتصدي لأي محاولة من دمشق من أجل اجتياح خطوط الهدنة الفاصلة بين سوريا والجولان.

وأفادت الصحيفة أن هذا السيناريو محتمل وقوعه خصوصا في حال رغبت دمشق في صرف الانتباه عن مشاكلها الداخلية من خلال افتعال مشاكل على الحدود عبر إرسال متظاهرين تتصدى لهم قوات الشغب الإسرائيلية وهو ما قد يدفع الجيش السوري للرد.