أخبار

واقع مرير تواجهه قوات الشرطة في سيناء بعد الثورة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

عن المشهد المذهل والوضعية شديدة الصعوبة التي تواجهها الآن قوات الشرطة في مناطق متفرقة بشبه جزيرة سيناء، وتحديداً تلك المنطقة البعيدة في الجزء الشرقي التي يطلق عليها منذ ثلاثة عقود "المنطقة ج"، والتي تعتبر الجزء الأخير من الأراضي المصرية قبل الحدود الدولية مع إسرائيل وقطاع غزة، أفردت اليوم مجلة "التايم" الأميركية تقريراً مطولاً تحدثت من خلاله عن الحالة المتدهورة التي تعانيها الآن مقرات الشرطة، بعد أن التهمتها ألسنة النيران وتم تدميرها بواسطة القذائف الصاروخية من قبل السكان المحليين، الذين يعيشون حياتهم هناك يوماً بيوم.

ولفتت المجلة في هذا الإطار إلى أن تلك المنطقة التي تعرف بـ "المنطقة ج" - التي تخضع لمعاهدة السلام المبرمة منذ مدة طويلة بين مصر وإسرائيل - لا يُسمح بالتواجد فيها سوى لضباط الشرطة المدنيين المصريين للقيام بالإجراءات الأمنية هناك.

ونقل عن شخص يدعى مسعود، وهو من أبرز زعماء قبيلة ترابين المنتشرة هناك، قوله :" لقد عاد كل رجال الشرطة إلى منازلهم". ومضت المجلة تبرز الطبيعة الخاصة التي تحظي بها سيناء، في وقت ظل سكانها من البدو يتعرضون لحالة من التجاهل من جانب الحكومة المركزية في القاهرة. ولفتت التايم إلى أن اقتصاد البدو يعتمد بصورة كبيرة على شبكات التهريب غير الشرعية في نقل البضائع والأشخاص إلى داخل إسرائيل وقطاع غزة. ونتيجة لظروفهم المعيشية الصعبة، لم يترددوا ( البدو ) مطلقاً في التعبير عن سخطهم وامتعاضهم من السلطات.

وهي المشاعر التي تُرجمت على مدار سنوات إلى علاقة متوترة على الدوام مع وزارة الداخلية المصرية، في وقت كان يدفع فيه المارقون القبليون أموالاً لبعض رجال الشرطة. لكن خلال فترة الستة أشهر التي تلت الانتفاضة الشعبية التي أطاحت مطلع العام بالرئيس مبارك، بدأت تشهد الأوضاع الأمنية في البلاد تغيراً نحو الأسوأ - مع ازدياد الموقف سوءً في أراضي سيناء الوعرة. وأشارت المجلة هنا إلى تلك الحادثة التي قام خلالها ملثمون في شمال سيناء يوم الثلاثين من شهر تموز/ يوليو الماضي بمهاجمة خط الغاز الذي ينقل الغاز الطبيعي لكل من إسرائيل والأردن للمرة الثالثة خلال شهر واحد؛ والمرة الخامسة في مدة الستة أشهر الأخيرة.

وفي اليوم السابق، قامت مجموعة مسلحة من البدو، معروف لدى السكان المحليين والسلطات أن أفرادها إسلاميون، بمهاجمة قسم شرطة قريب في مدينة العريش، التي تعتبر عاصمةً لمحافظة شمال سيناء، ما أسفر عن مقتل اثنين على الأقل وإصابة 12 آخرين. ويرى البعض - وفقاً لما ذكرته المجلة - أن الأيام الأولى للثورة قدمت نذيراً واضحاً لكل هذا. وعن الوضع أمام قسم شرطة قرية الشيخ زويد بسيناء خلال تلك الفترة، نقلت المجلة عن مهرب من أهالي البدو يدعى، عبد الله، قوله "كنا نطلق قذائف صاروخية، وكانوا هم (ضباط الشرطة) من يقذفون بالحجارة".

كما تحدث أحد رجال الشرطة للمجلة الأميركية عن الطريقة التي أنقذه بها أصدقاؤه المهربون من إحدى المشاجرات. ولفتت المجلة كذلك إلى أن العشرات من البدو كانوا من بين آلاف المساجين الذين لاذوا في وقت لاحق بالفرار من سجون مصر المكتظة أثناء حالة الفوضى التي شهدتها البلاد، أو ممن أطلقت الحكومة الانتقالية سراحهم بعد ذلك.

ويؤكد كثيرون في سيناء إنهم يشعرون الآن بأنهم أكثر تحرراً عما كانوا عليه في السنوات الماضية. وفي حديث له مع المجلة، قال أبو أحمد، وهو أحد زعماء قبيلة السواركة "لم تعد تبحث عنا قوات الأمن كما كان يحدث سابقاً. فلا توجد حكومة الآن. لكننا نترقب في حقيقة الأمر ماذا سيحدث مستقبلاً. فهل ستكون الحكومة القادمة كسابقتها، أم سيكون هناك تغييراً؟ ونحن نريد الاستقرار، ولا نريد الاعتقالات التعسفية".

وختمت المجلة بقولها إن الاستقرار أضحى مصطلحاً مراوغاً في مجتمع تّعَوَّد الآن على العمل فوق القانون. وقدَّر أحد الصحافيين المحليين في مدينة العريش بأنه لن يسمح بعودة الشرطة إلى المدن القريبة من الحدود قبل ثلاث أو أربع سنوات من الآن. ولفتت المجلة إلى تلك الرسالة التي بعث بها البدو إلى قوات الشرطة، والتي تتحدث عن ضرورة إبعاد أنفسهم عن ملاذات التهريب في رفح والشيخ زويد، وإلا فسيتم قتلهم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف