المتمردون الليبيون يزحفون نحو البريقة ومصراته
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بنغازي: حقق المتمردون الليبيون تقدما في شرق البلاد حيث بلغوا مشارف البريقة، كما شنوا هجوما في غرب البلاد لوقف القصف المدفعي على مصراته بعد نحو ستة اشهر من اندلاع الانتفاضة ضد العقيد معمر القذافي.
وظهرت انقسامات في صفوف المتمردين مجددا الجمعة في بنغازي اثر مطالبة نحو عشرين كتيبة منهم بتنحي وزير الدفاع جلال الدغيلي المتهم بانه مسؤول بشكل غير مباشر عن اغتيال قائد قوات الثوار اللواء عبد الفتاح يونس.
وقد اغتيل اللواء عبد الفتاح يونس الذي كان من ركائز نظام القذافي قبل ان ينضم الى الانتفاضة في ظروف غامضة في 28 تموز/يوليو بعد استدعائه من الجبهة لاستجوابه في بنغازي.
واثار اغتيال اللواء عبد الفتاح يونس تكهنات كثيرة حول هوية القتلة ودور المجلس الوطني الانتقالي (الهيئة السياسية للمتمردين) واحتمال وجود "طابور خامس" موال للقذافي في صفوف المتمردين.
واقال المجلس الوطني الانتقالي اثر ذلك الاغتيال المكتب التنفيذي الذي هو بمثابة حكومة موقتة وسيعين مكتبا جديدا خلال الايام القادمة.
ومن جانب النظام الليبي اعلن مسؤول العمليات العسكرية في حلف شمال الاطلسي في ليبيا الكندي شارل بوشار في حديث لفرانس برس الخميس ان كتائب معمر القذافي لم تعد قادرة على "شن هجوم جدي".
وقال بوشار انه بعد اشهر من المراوحة "تحقق القوات المناوئة للقذافي تقدما لوقف هذا العنف ضد الشعب" مؤكدا "اننا نرى تغييرات" على الجبهات الثلاث: البريقة في الشرق ومصراته في الغرب وجبل نفوسة جنوب غرب العاصمة.
واكد الثوار انهم احرزوا تقدما الخميس في مدينة البريقة ودحروا قوات القذافي على بعد 240 كلم جنوب غرب بنغازي وان السيطرة عليها باتت "مسألة ايام".
وافاد مراسل فرانس برس ان المتمردين وصلوا الاربعاء الى محيط المنطقة السكنية في المدينة وانهم وصلوا الخميس بعد يوم من المعارك الى احد احياء تلك المنطقة.
وقال فوزي بوكتاف المهندس المدني الذي تحول الى احد قادة المتمردين العسكريين "اننا نتقدم كل يوم" مؤكدا "الافضل ان نتقدم ببطء ونحقن الدماء ونؤمن ما نحرزه من تقدم منهجيا".
وتمتد مدينة البريقة على عشرة كيلومترات من الشرق الى الغرب، على طول الطريق الساحلية، وقد اقامت قوات القذافي خطوطا دفاعية قوية زرعت فيها مئات الالغام وشبكة من الدهاليز تحت الارض لاخفاء دباباتها والياتها من غارات الحلف الاطلسي.
وفضلا عن المنشات النفطية المتوقفة حاليا، يهدف المقاتلون المتمردون في شرق البلاد خصوصا الى "تخفيف العبء على جبهتي مصراته وجبل نفوسة عبر الهاء واضعاف قوات القذافي" كما قال بوكتاف.
وفي غرب البلاد شن مقاتلو مصراته التي تبعد مئتي كلم شرق طرابلس، الخميس هجوما على تاورغاء على بعد 40 كلم جنوب مصراتة، بهدف وقف القصف الصاروخي الذي تمارسه قوات القذافي وما زال يرعب السكان.
وقتل اربعة من المتمردين واصيب 49 آخرون في ذلك الهجوم لكنهم تمكنوا من دخول تاورغاء قرابة الساعة السادسة صباحا (04,00 تغ) حسب ضباط ومقاتلين.
وتحاول مدينة مصراته الساحلية التي كانت تعد نصف مليون نسمة قبل اندلاع الانتفاضة منتصف شباط/فبراير، الانتعاش بعد المعارك العنيفة التي دامت اشهرا في الربيع حتى تمكن المتمردون من دحر قوات القذافي وفك الحصار عنها بفضل غارات حلف شمال الاطلسي.
وعلى طول شارع طرابلس المحور الاساسي في المدينة الذي طالما كان خط الجبهة، لم تسلم اي عمارة على طول كيلومترين وما زال حطام الحاويات والسيارات على الارصفة.
وفي بنغازي استحوذ المتمردون على طائرة شحن يملكها نظام القذافي كانت صادرتها دولة الامارات، واعلنوا انهم سيستعملونها لنقل المساعدات الانسانية من الخارج.
وعلى الصعيد الدبلوماسي اعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الخميس عن قلقه من تزايد عدد القتلى المدنيين في النزاع الليبي واعتبره "غير مقبول" بما في ذلك الذين يسقطون في غارات حلف شمال الاطلسي.
ودعا بان "طرفي النزاع الى الالتزام باقصى درجات الحيطة في تحركاتهم للحد مستقبلا من ارواح المدنيين".