فيدل كاسترو يحتفل بعيده الخامس والثمانين وقد تنحى تماما عن الحكم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
هافانا: يحتفل الرئيس الكوبي السابق فيدل كاسترو السبت بعيد ميلاده الخامس والثمانين وقد تنحى تماما عن الحكم بعد ان ترك لشقيقه مهمة اصلاح نموذج اقتصادي اشتراكي على حافة الافلاس عكف على بنائه طيلة نحو نصف قرن.
وتقام بمناسبة عيد ميلاده -خلافا لعيد راوول الذي بلغ الثمانين في حزيران/يونيو- عدة احتفالات في الجزيرة تنتهي "بحفل الوفاء" الذي تنظمه مؤسسة صديقه الرسام الاكوادوري اوسفالو غاياسامين في مسرح كارل ماركس الكبير في هافانا، حيث تقام كبرى الاحتفالات الشيوعية الكوبية.
ولم يتاكد حضور "قائد الثورة" تلك الفعاليات.
وبعد 48 سنة في الحكم ترك فيدل كاسترو مقاليد السلطة لاخيه راوول في تموز/يوليو 2006 لاسباب صحية، واضعا حدا لعهده حتى ان ال11 مليون نسمة في هذه الجزيرة تعودوا على غيابه بعد ان كان حاضرا دائما.
ومنذ خمس سنوات يجهد راوول بوتيرته الخاصة على فرض سلسلة من الاصلاحات الاقتصادية صادق عليها في نيسان/ابريل مؤتمر تاريخي للحزب الشيوعي الكوبي، تنص على انفتاح على اقتصاد السوق والرساميل الاجنبية وتسريح عدد كبير من موظفي القطاع العام.
وقال مايكل شيفتر رئيس مجموعة دايالوغ الفكرية الاميركية ومقره في واشنطن لفرانس برس ان "راوول يمسك بمقاليد الحكم، ان فيدل اعطاه نفوذا لاتخاذ القرارات لكنه حدد له ايضا حدودا، خصوصا اصلاحات تتقدم ببطء وحذر كبيرين".
واعتبر الاقتصادي والمعارض الكوبي اوسكار اسبينوسا ان "فيدل بات ملكا للتاريخ، ان المؤتمر اكد دعم راوول الذي لا يعتبر ديموقراطيا بل برغماتيا يحاول اصلاح الاخطاء والاخفاقات التي تركها له اخوه، ان كوبا اليوم ليست كوبا 2006".
وتزامن انسحاب فيدل كاسترو مع لحظة تحول اميركا اللاتينية الى اليسار مع حكومات تقدمية في البرازيل وفنزويلا والاكوادور والبيرو وبوليفيا والارجنتين والاوروغواي والباراغواي والسلفادور ونيكاراغوا.
وقد يشارك "وريثه السياسي" الفنزويلي هوغو تشافيز ايضا في فعاليات هافانا حيث يخضع لعلاج كيميائي من سرطان اكتشفه في حزيران/يونيو عندما كان في كوبا.
ويعكف فيدل كاسترو الخطيب الفريد من نوعه صاحب الخطب الطويلة جدا، منذ عدة سنوات على تدوين "افكاره" حول كبرى المواضيع الدولية -وقد نشر منها 361 حتى الان- من منزله في غرب هافانا حيث يعيش مع زوجته داليا سوتو ديل فايي.
ونادرا ما يظهر امام الجمهور، حيث يعود اخر ظهور له الى مؤتمر الحزب الشيوعي الكوبي في نيسان/ابريل، ومن حينها ظهر في بعض اشرطة الفيديو يتحاور مع صديقه هوغو تشافيز الذي دخل مستشفى عسكريا قريبا من منزله.
ويظل فيدل كاسترو، وهو ابن مهاجر اسباني من اقليم غاليسيا تزوج مزارعة كوبية، واب لثمانية ابناء -لم يمارس اي منهم السياسة- اخر شخصية على قيد الحياة من جيل الحرب الباردة واحدى الشخصيات الاكثر اثارة للجدل في القرن العشرين.
ويظل فيدل كاسترو المناهض للامبريالية الاميركية بالنسبة لانصاره ثوريا انسانيا كبيرا ولمنتقديه دكتاتورا لا يرحم.
وكان اعداؤه يراهنون على زوال الثورة بزواله لكن مرضه ادى الى خلافة سلسة، وردا على سؤال حول ما سيقع في كوبا اذا مات يجمع المحللون على القول "جنازة تاريخية".