الثوار الليبيون يؤكدون أن نصرهم قريب

بنغازي: يعتبر الثوار الليبيون انهم "في مرحلة حاسمة" بعد انجازات عسكرية ضد قوات العقيد معمّر القذافي في عدد من المدن المحورية على طريق العاصمة، فيما اعتبرت واشنطن أن ايام الزعيم الليبي باتت "معدودة.

وصرح ممثل المجلس الوطني الانتقالي في فرنسا منصور سيف النصر الثلاثاء "ندخل مرحلة حاسمة، وقريبًا سنحرر جنوب ليبيا برمته. نتامل الاحتفال بالنصر النهائي مع نهاية شهر رمضان" اي في اخر اب/اغسطس. وتابع ان "قواتنا تسيطر بالكامل على الزاوية التي ستفتح الباب الى طرابلس، ما سيسمح لسكانها ان يثوروا".

واكد الثوار الليبيون الاثنين انهم يسيطرون على "الحيز الاكبر" من الزاويةالتي تقع حوالى 40 كلم غرب طرابلس وكذلك على مدينتي غريان وصرمان اللتين تقعان على التوالي على مسافتي 50 كلم جنوب العاصمة و60 كلم غربها. وبدأوا بالتالي بعد ستة اشهر على انطلاق الثورة تضييق الخناق على طرابلس معقل نظام القذافي الذي يحكم البلاد منذ 42 عامًا، ويواجه منذ 15 شباط/فبراير ثورة تحولت الى نزاع مسلح.

وتقدم الثوار كذلك في مدينة البريقة التي كانت منذ نيسان/ابريل موقعًا متقدمًا لقوات القذافي في شرق البلاد. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني "بات واضحًا اكثر فاكثر ان ايام القذافي باتت معدودة، وان عزلته باتت تزداد يومًا بعد يوم". وكانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون صرحت مرتين ان ايام النظام الليبي "معدودة".

وبمناسبة دخول النزاع شهره السادس، نشر ولي العهد الليبي محمد السنوسي في المنفى في بريطانيا على موقعه على الانترنت نصًا يؤكد ان سقوط القذافي "قريب" وموجها تحية الى مقاتلي الثوار. وكتب الامير، وهو ابن شقيق الملك ادريس السنوسي، الذي اطاح به القذافي في 1969 "انهم وطنيون. انهم ابطال. انهم الشعب الليبي الحقيقي". ودعا الى مواصلة الكفاح "من اجل مجتمع جديد يعطي الاولوية للحريات وحقوق الشعوب".

في طرابلس ابدى المتحدث باسم النظام الليبي موسى ابراهيم تفاؤلاً، واكد ان الجيش "يسيطر بالكامل" على الزاوية وصرمان، وانه "يعالج الوضع" في بلدات اخرى في المنطقة تعاني من "عصابات مسلحة". واضاف ان النظام قطع الطريق بين الزاوية والحدود التونسية، بالرغم من اهميتها لتموين السكان من اجل "حماية الناس" على ما اكد.

وفي تونس، قال صحافي لاذاعة موزاييك اف ام التونسية ان مفاوضات بين ممثلين للمتمردين وآخرين للنظام الليبي تتواصل الثلاثاء في جزيرة جربة التونسية، بحضور مبعوثين فنزويليين.

ويشارك في المفاوضات اثنان من اعضاء المجلس الوطني الانتقالي واثنان من ممثلي العقيد القذافي، احدهما مسؤول عسكري كبير، كما قال الصحافي حبيب ميساوي لوكالة فرانس برس نقلاً عن مصدر قريب من المفاوضات. واضاف ان ممثلين للرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز يحضرون اللقاء ايضًا.

لكن في باريس اكد ممثل المجلس الوطني منصور سيف النصر في تصريحات لإذاعة فرنسا الدولية ان المجلس لم يرسل اي ممثل الى جربة.
وقال ان "المجلس الوطني الليبي لم يرسل احدا (الى جربة). انها شخصيات سياسية ليبية التقت (مبعوث الامم المتحدة الخاص لليبيا عبد الاله) الخطيب. هو موجود في جربة".

واضاف "لم يذهب ممثلون للمجلس الوطني الانتقالي الى جربة او الى تونس. سياسة المجلس هي عدم التفاوض مع نظام (معمر) القذافي". وكان المبعوث الخاص لامين عام الامم المتحدة الى ليبيا عبد الاله الخطيب وصل الى تونس الاثنين، حيث اعلن انه اتى للمشاركة في المفاوضات. لكن في نيويورك نفت الامم المتحدة اي مشاركة في مفاوضات محتملة بين طرابلس والمجلس الوطني الانتقالي.

واكد مسؤول اميركي كبير في وزارة الدفاع لفرانس برس الاثنين ان القوات الموالية للقذافي اطلقت الاحد للمرة الاولى في النزاع صاروخًا بالستيًا من نوع سكود على مواقع للثوار من معقل الزعيم الليبي في سرت، وتحطم في الصحراء من دون ان يوقع اصابات.

وقال هذا المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه "نعتقد ان (الصاروخ) كان يستهدف البريقة" على بعد 240 كلم جنوب غرب بنغازي (شرق)، واشار الى ان الصاروخ اخطأ هدفه واصاب موقعا بعيدا حوالى 80 كلم.