أخبار

خبراء: إنتصار الثوار في الوقت الحالي أسوأ سيناريو محتمل لليبيا

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يقول خبراء حلف شمال الأطلسي "الناتو"، الذي يدعم ثوار ليبيا، إن تقدمهم نحو طرابلس سيحمل في طياته "كارثة" على البلاد. فهم ليسوا في وضع يؤهّلهم للحكم حاليًا، ولن يكون بوسعهم تقديم البديل الحيوي لاستقرار البلاد بعد الفراغ السياسي الذي سيحدثه انهيار نظام القذافي.

ثوار ليبيا.. الثأر أحد أكبر المخاوف في عهد ما بعد القذافي

يحذر العديد من الخبراء العسكريين والسياسيين من أن انهيار نظام العقيد معمّر القذافي في الوقت الحالي "سيخلق فراغًا خطرًا على سائر الأطراف المعنيّة".

جاء هذا التحذير بعد أحداث مدينة الزاوية، وهي شريان الإمدادات الرئيس لطرابلس، وتصريحات قادة الثوار العسكريين بأنهم يتوقعون الاحتفال بدخول العاصمة مع الاحتفال بعيد الفطر، أي مع حلول نهاية الشهر الحالي.

يستند اولئك الخبراء في هذا التحليل على أن الثوار، المدعومين عسكريًا ومعنويًا من قبل الغرب، متشرذمون وبدون قيادة ذات برنامج أو أو أهداف محددة، وأن وصولهم الى سدة الحكم في طرابلس حاليًا يعني أنهم سيتولون الحكم بدون أن يكونوا مستعدين له.

"النصر - الكارثة"

يبدي عدد من الخبراء في "حلف شمال الأطلسي" (الناتو) الذي يوفر الغطاء الجوي للثوار، إجماعًا على وصف السيناريو، الذي يلوح في الأفق الآن بعد تقدم قوات الثوار نحو العاصمة، بأنه سيكون "النصر - الكارثة".

ونقلت صحيفة "تايمز" البريطانية عن أحد هؤلاء الخبراء قوله: "هذا هو التعبير الذي يُستخدم على نطاق واسع داخل أروقة الناتو الآن، إذ إن الأحداث الراهنة تنذر بالخطر الآتي لا محالة في حال انهار نظام القذافي. وحتى إذا لم تصل الأمور الى مرحلة الكارثة فسنشهد على الأقل قدرًا من الفوضى يقود غالبًا الى الشيء نفسه وللأسباب نفسها".

مغزى مقتل يونس

يستشهد الخبراء في تشاؤمهم إزاء مستقبل ليبيا بحادثة اغتيال اللواء عبد الفتاح يونس. فقد نسب "إعدامه" الى أحد أجنحة الثوار "المارقة". وقالوا إن كلمة "مارقة" نفسها تعني أن "المجلس الوطني الانتقالي" ليس مظلة تتوحد تحتها قوى المعارضة. وأشاروا الى أن تعامله مع اغتيال اللواء يظهر انقسامات عميقة داخل تركيبته، وهذا ما أدى الى زواله بدون بديل له حتى الآن

عبد الفتاح يونس

ويقول مصدر دبلوماسي غربي في طرابلس: "باغتيال اللواء يونس وتقدم الثوار نحو طرابلس واحتمال سقوطها في ايديهم، فقد ذهب التخطيط أدراج الرياح.

فليس من تركيبة واضحة للمجلس الوطني الانتقالي، ولا وجود للجنة تنفيذية له أو بديل منها. وعليه فأعتقد أن سقوط طرابلس في الوقت الحالي هو أسوأ سيناريو محتمل لليبيا. والسبب في هذا هو أنه لا يوجد شخص قادر على توحيد الأمّة تحت قيادته والحكم باسمها".

وقال هذا الدبلوماسي إن الغرب "أخطأ بشكل مريع تقدير قوة الإسلاميين ونفوذهم المتصاعد يومًا بعد آخر. كما إنه أخطأ الحسابات بتجاهله شبه الكامل الدور البالغ الأهمية الذي تؤديه قبائل البلاد ومغزى ولائها، وركّز الغرب بدلاً من ذلك على الليبراليين الذين تلقوا تعليمهم في عواصمه لأنهم يلقون على مسامعه ما يحب أن يسمعه".

مطالبة برحيل عبد الجيل نفسه

تأكيدًا على الانقسامات الحادة التي أحالت المجلس الوطني الانتقالي عديم الفائدة تقريبًا، طالب عسكري قاد من جبال الغرب جزءًا من القوات التي تصدرت الزحف على الزاوية رئيس المجلس - مصطفى عبد الجليل - بتقديم استقالته على ضوء التخبط الذي ضرب أطنابه في أركان المجلس بعد مقتل اللواء يونس.

وقال هذا القائد، الذي طلب حجب هويته، إن مجلسًا يمثل سائر قطاعات الشعب الليبي - بما في ذلك سكان الغرب - هو الأفضل لحكم البلاد بعد رحيل القذافي، على أن تصبح مهمته الرئيسة هي الإعداد لانتخابات ديمقراطية تأتي بحكومة دائمة ومستقرة.

مصطفى عبد الجليل

وأضاف قوله إن الأسلوب الذي تعامل به المجلس مع حادثة الاغتيال "يوضح مدى افتقار المجلس الوطني الكفاءة والأهلية للحكم. أنت لا تتعامل مع شخص مثل اللواء يونس على ذلك النحو.. ثم أنك لا تسعى إلى إخفاء ما حدث فعلاً وتتمنى أن ينسى الناس ما حدث، وكأنه أي شخص عابر".

خلفية

كانت "إيلاف"قد نقلت أن يونس (67 عامًا)، الذي كان يشغل مصب وزير الداخلية في حكومة طرابلس، اعتقل من جانب قيادة الثوار بعدما علمت أن انشقاقه كان "خدعة وأنه يتواطأ مع قوات القذافي ويمدّها بالسلاح". وقالت هذه الأنباء وقتها إنه معتقل في أحد المعسكرات الحربية في بنغازي.

لكن عبد الجليل، رئيس المجلس، خرج في مؤتمر صحافي ليلة الخميس 28 من الشهر الماضي، وهو يوم اغتيال اللواء نفسه، برواية مختلفة تقول إن المجلس استدعى يونس اليه من بلدة بريقا ليجيب عن بعض أسئلة قادة الثوار، لكنه اغتيل مع اثنين من مساعديه وهو في الطريق الى بنغازي. وأضاف أن أحد الجناة اعتقل، موحيًا برابط له مع "القاعدة". ومع ذلك فلم يشر إليها بالاسم، واكتفى بالتحذير من أن "جماعات مسلحة" تعمل بشكل مستقل عن الثوار داخل المدن التي يسيطرون عليها.

من جهتها قالت صحيفة "ليبيا اليوم" إن بعض الأفراد المسلحين التابعين لإحدى كتائب الثوار قاموا باعتقاله وتصفيته بعد التحقيق معه في قضايا نسبت إليه. وأضافت أن عملية قتله جاءت حتى بعد إصدار الأوامر من قبل المجلس الوطني الانتقالي بإطلاق سراحه.

فوضى في القيادة

في أوائل الشهر الحالي نقلت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية عن ديرك فانديوالي، البروفيسير الخبير في الشؤون الليبية في جامعة دارتسموث الأميركية، قوله: "ما لا شك فيه هو ان الفوضى تضرب أطنابها وسط قادة الثوار العسكريين. فقد ظلوا عاجزين عن وضع استراتيجية واضحة ومحددة المعالم لطبيعة القيادة. وإحساسي هو أنها لن تنجح في هذا الصدد بالرغم من المساعدات الكبيرة التي تتلقاها".

ويقول فانديوالي إن حادثة الاغتيال "تلقي بالضوء على نوع المخاطر التي تواجهها طبيعة القيادة الارتجالية للثوار. وما نراه هو دولة ابتدائية لا تستند الى أي شكل من أشكال مؤسسات الدولة.. ونرى أيضًا أن المجلس الوطني الانتقالي مؤلف من أعضاء عيّنوا أنفسهم بأنفسهم، ولذا صار محتمًا للفوضى أن تسود بالكامل".

بعبع الثأر

القذافيفي روما حذّر دبلوماسي غربي خبير بالمنطقة من أن سقوط طرابلس "يأتي معه بخطر التصفيات الثأرية.. ليس من جانب الثوار في حق الموالين للقذافي وحسب، وإنما ثوار ضد ثوار آخرين أيضًا".

ومن واشنطن نقلت "تايمز" عن توم مالينوفسكي، مدير "هيومان رايتس ووتش" الذي يستعين به البيت الأبيض كثيرًا في تقويم الأوضاع الليبية الأخيرة قوله: "على ضوء كل هذه العوامل فثمة قلق متصاعد داخل الإدارة الأميركية إزاء أهلية الثوار للحكم بعد القذافي. الجميع يريد سقوط العقيد اليوم قبل غد، لكن هذا يحمل في طيّاته مخاطر هائلة قد لا تحمد عقباها".

الإسلاميون.. والقبائل أيضًا

بالطبع فهناك مخاوف من تنامي قوة الإسلاميين وأيضًا التأثير القبلي على مجريات الأحداث. واستشهدت "تايمز" في هذا بنعمان بن عثمان، الذي كان قائدًا جهاديًا، لكنه نبذ العنف قبل حوالي عشر سنوات.

ويقول بن عثمان: "اعتقد أن العبء الأكبر على الإطلاق في مرحلة ما بعد القذافي هو التوفيق بين ثلاثة تيارات أساسية وهي: الإسلاميون والقبائل والديمقراطية. هذه مكونات المستقبل الليبي. والسؤال المهم الآن هو: كيف يمكن لنا التوفيق بين هذه المكونات الثلاثة، بحيث تعمل جنبًا الى جنب من أجل مصلحة البلاد؟".

شطرنج

المرحلة الأخيرة في أي مباراة في الشطرنج تبدأ عندما تتبقى مجرد قطع قليلة. فهذه هي المرحلة التي ينشط فيها الملك عادة بعد فترة كان كل همّه هو الاختباء في زاوية ما وراء بيادقه.. هذه هي المرحلة التي يتحرك فيها الملك الى وسط اللوح.. وهي أيضًا المرحلة التي تكتسب فيها البيادق أهمية عالية بسبب أهليتها للمرة الأولى للترقية الى مناصب أعلى..!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
النظام والدوله
عراقي يكره البعثيه -

لاتحتاج الى توقع خبراء بل هذه حقيقه واضحه كما حصل في العراق لان الدكتاتوريين صنعوا الانظمه الشموليه واذا سقطت فانها تسقط الدوله والمؤسسات معها.. لكن ثقتنا بالابطال الليبيين كبيره وسيتجاوزون هذه المحنه ويقوموا بمهمة اعادة تاهيل الدوله الليبيه بوقت قصير

تحليل ضعيف
صالح علي -

تحليل غير واقعي يوحي للقارئ ان معد التقرير متعاطف مع طاغية حكم البلاد بقوة السلاح بالقتل والتشريد والفقر والاعتقالات ونقول له والله حياة الفوضي أفضل مليون مرة من حياة الذل تحت حاكم طاغية.

كلام فاضي
عبد الرحمن بن يونس -

من الاخير كلام فاضي

غير موضوعي
مجرد قلرئ -

للأسف فان الكاتب لو يلزم الموضوعية او الحيادية في تحليل الوضع الليبي فنلاحظ استمالة لمشاعر القارئ الى التعاطف مع الطاغية وكذللك نستشف رأيه الشخصي في السفاح في تشبيه ملك الشطرنج به. هذا المعتوه لا يمت للملوك او خصالهم بشئ شتان بين السيد و اللقيط .( الاعتذار الي جميع اللقطاء لإدراج القذافي معكم فوالله انتم اشرف من هذا الأبله والهيل الي وراه)

ليسقط الطاغية
شهم سوري -

ليسقط الطاغية تحليل خيالي لا أساس له من الصحة فليسقط الطاغية أولا فوجوده أسوء من خمسمئة سيناريو بعده وكل حال بعده حسنة وجميلة فهو الثعبان الذي يؤذي كل من حوله وما حوله بل والعالم

القول الفصل
ثائر احمد -

السيف اصدق انباء من الكتب....في حده الحد بين الجد واللعب

ليبيا أم لوبيا
faysel du maroc -

ليبيا خربت تخريبا, فالغرب استغل ديكتاتورية القذافي والإندفاع الغير المدروس للثوار ليقضي حاجته وهي إلحاق ليبيا بالعراق والصومال وافغانستان ,فليبيا ستحتاج لعقود طويلة لتعود لحالها الإقتصادي وحتى الحرية والديموقراطية لا أظنها ستحقق للشعب الليبي للأن فاقد الشيئ لا يعطيه والدبموقراطية تستوجب ديموقراطيين وهذه هي المشكلة فليبيا ستحقق ديموقراطية من النمط العراقي فالمرحلة الأسوأ هي مابعد القذافي يعني تفجيرات هنا وهناك وتطاحن قبلي هنا وهناك وتدخل أطراف خارجية لدعم هذا والتآمر على ذاك ...نسأل الله تعالى أن يظهر الحق حقا ويرزق اخواننا الليبيين إتباعه ويظهر لهم الشر شرا ويرزقهم اجتنابه...

كلام ازلام القذافي
رحيل معمر فرج -

لا أعتقد بصحة التقرير وأشك في مصداقيته،اننا نلاحظ أن المناطق المحرره دخلت مراحل متقدمه في التنظيم الأداري والأمني ولن يحدث أي فراغ نتيجة سقوط الطاغيه . أن ما يشيعه ازلام معمر من أن الفوضي ستعم هي بغرض ارهاب دول الجوار والعالم. لم نسع بهذا القائد الميداني الذي طلب الشيخ مصطفي بالاستقاله والتي أعتقد أنها من نسج الخيال

تحليل غير دقيق
مهماز -

لا اعتقد ان التحليل سليم لان الشعب الليبي ليس طلاب سلطة بل حرية ولدينا اكفاء في المجلس الانتقالي يمكنهم تسيير الامور والاسلاميين في ليبيا معتدلين وخير دليل الشيخ الصادق الغرياني والشيخ اسامة الصلابي

الى اصحاب ..!!!
ابومصطفى -

ان هؤلاء المخدوعين بالاظطرات الحالية في البلدان العربية ومنها ليبيا يتصرفوا مكابرين .....ان ماتناقلته تلك الاراءوالتي لم تروق للقراء هي ارحم من الواقع الذي سيصيب شعوب هذه الحركات من دمار يصل الى الهلاك لان اللاعب الحقيقي رسمها بحبكة لم تستطع تلك العقول من فك شفراتها