جمعية المدونين المغاربة تطلق "أيام الحرية" للدفاع عن الحق في التعبير
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
"أيام الحرية"...هو العنوان الذي أطر الحملة التي أطلقتها جمعية المدونين المغاربة لكسر ما تعتبره حصارا ضُرب على الفضاء التدويني في المملكة.
باريس: أطلقت جمعية المدونين المغاربة الخميس حملة بعنوان "أيام الحرية"، وستستمر حتى الأحد المقبل.
وهي حملة يقول بخصوصها الكاتب العام للجمعية عبد الصمد المساتي إنها "آخر لقاء للمكتب التنفيذي الذي تباحث أعضاؤه الطريقة التي تمكن هذا الإطار من الحضور الوازن والفعل المنظم له".
ويوضح الكاتب العام لجمعية المدونين المغاربة في حوار مع (إيلاف): "في ظل التطورات التي يعرفها المشهد المغربي بعد ربيع الثورات العربية، وعدم الاقتصار على المبادرات الفردية للمدونين والمدونات، يبدو واقع التدوين والعمل الإعلامي الإلكتروني، بقدر ما يعرفه من نهضة في معالجة هموم المواطن وقضاياه الأساسية بكل الوسائل والآليات، بقدر ما يعاني من التضييق والحصار والقمع الممنهج، بل وحتى المتابعات القضائية".
وأورد كمثال على ذلك "ما تعرض له أخيرا المدون خالد ناصر وحسن برح من ضرب وتنكيل، وما يتعرض له الصحافي الكبير رشيد نيني الذي رفضت المحكمة أخيرا تمتيعه بالسراح المؤقت في ملف يشهد الجميع أنه سياسي بامتياز".
ويرى المساتي أن حملة "أيام الحرية"هي مبادرة جماعية، تتضافر فيها كل الجهود من أجل خدمة الأهداف الكبرى التي من أجلها أسست الجمعية، وعلى رأسها الدفاع عن حرية المدونين والمدونات في التعبير والرأي".
المدونون و السلطات المغربية
حول تعاطي السلطات المغربية مع المدونين، يجيب المساتي، بكونها "وفية لمبادئها في إسكات الأصوات التي تغرد خارج سربها، وقمعها وتصفية رأيها المخالف بجميع الوسائل، مستعينة في ذلك بحاشية من المرتزقة"، على حدّ تعبيره.
ويضيف أن هذه السلطات "تسعى جاهدة إلى حجب كل ما من شأنه أن يساهم من قريب أو بعيد في نهضة مجتمعية وحقوقية، قوامها الحرية والكرامة والتشاركية في بناء دولة الحق والقانون، مشيرا إلى مماطلة السلطات إلى الآن في تمكين الجمعية من وصلها القانوني رغم استيفائنا لجميع الوثائق والإجراءات القانونية، وكذا ملاحقتها لعدد من المدونين والمدونات والتضييق عليهم في أرزاقهم وحرياتهم".
و يرى التمساني أن "هناك تزايدا ملحوظا في الحملات التي تشنها السلطات على الصحفيين والمدونين عموما، وما يعانونه من رقابة ومضايقة ومتابعة قضائية، ما يجعل القاصي والداني يقر أن واقع الحريات بالمغرب يعرف تراجعات في "العهد الجديد أكثر من سابقه".
ويتابع في نفس المنحى:" ما يتعرض له المدونون من اعتداء و تضييق،واعتقال للصحفيين ومتابعات بتهم يعلم الجميع طبختها المخزنية في ظل "الدستور الجديد" أكبر دليل على أنه ليس هناك عهد قديم وعهد جديد، ودستور قديم ودستور جديد، وأن هناك منطق واحد للسلطة هو أن تكون معي أو لا تكون".
مبادرة تلقى انتشارا
عرفت هذه المبادرة بحسب أحد أبرز المشرفين عليها انتشارا "في مجموعة من المنتديات والمواقع التفاعلية الاجتماعية وخاصة فايسبوك، وفُتح نقاش وحوار بخصوص أهدافها، ونشرت تفاصيلها عدد كبير من المواقع الصحافية الإلكترونية الوطنية والدولية".
كما "تفاعل معها عدد أكبر من المدونين والمدونات سواء بالمغرب أو خارجه، في عدد من الدول، وننتظر أن تتزايد الأعداد المنخرطة والداعمة للحملة بالحجم الذي يؤكد حقيقة واقع الحريات بالمغرب، بحسب التمساني.
وإن كانت لجمعية المدونين المغاربة أشكال من الشراكة مع إطارات أخرى، فإنّها رسمت منذ تأسيسها خطها الذي تراه كفيلا بتحقيق أهدافها، متخذة في ذلك عددا من الوسائل والتدابير، ومنها التعاون والتشارك مع مختلف الجمعيات والهيآت التي لها نفس الاهتمام أو نتقاطع معها في الأهداف أو الوسائل على المستوى المحلي والعربي والدولي، و"مسارنا في ذلك ماض بخطى ثابتة نجني ثمارها في المستقبل القريب"، يخلص محدثنا.
المدون المواطن
يعتبر المساتي "المدون مواطنا قبل كل شيء، يعيش ما يعيشه غيره في وطنه، ويعاني كما يعاني غيره، ويتألم لما يتألم منه، فلا غرابة أن ينضح بما فيه من إرادة قوية وعزيمة تنتفض ضد كل أشكال التسلط والاستبداد، ويناضل من أجل حقوقه الإنسانية المكفولة بكل القوانين والشرائع، وعلى رأسها حرية التعبير والرأي، والكرامة، والعدالة الاجتماعية".
"و من هذا المنطلق"، يرى محدثنا أن المدون، "يبدع بحسب مؤهلاته، وقدراته، ومعارفه، ونضجه الفكري والسياسي، بالطريقة والوسيلة التي يراها مناسبة ليعبر بالصوت والصورة والكلمة والقلم والريشة والألوان، عمّا يخالجه من أفكار تحررية تخلصه من ربقة الاستبداد والقهر الجاثم على صدره".
بلاغ من أجل "أيام الحرية"
كانت جمعية المدونين المغاربة قالت بلاغ لها، تلقت إيلاف نسخة منه،إنه "في إطار الحراك الاجتماعي الذي يعرفه المغرب وفي ظل المضايقات والمتابعات القضائية المتتالية التي تطال الجسم الإعلامي المغربي، تعلن جمعية المدونين المغاربة إطلاق حملة "أيام الحرية".
و ذكر البلاغ أن "هذا النشاط يأتي قصد توسيع دائرة التضامن والمساندة مع الصحافيين والمدونين الذين يتعرض بعضهم للمحاكمات الصورية، وبعضهم الآخر للمضايقات وحتى للعنف المباشر، من أجل ثنيهم عن تغطية الأحداث، ونقل الأخبار والمعلومات، وعن تحليل قضايا الشعب المغربي الأساسية، وفي مقدمتها: الحرية، والكرامة، والعدالة الاجتماعية".
وأهاب المكتب التنفيذي للجمعية، من خلال ذات البلاغ، "بكافة المدونين والمدونات المغاربة في الداخل وفي الخارج إلى الانخراط الفاعل في هذه الحملة من خلال إعلانها على مدوناتهم وصفحاتهم على فايسبوك وكذا المساهمة المكثفة في هذه الأيام، بكل أشكال التعبير المتاحة على الانترنت: مقالات، تحاليل، حوارات، صور، مقاطع، كاريكاتور، تصاميم".
ليخلص هذا البلاغ إلى شعار مفاده أن "صوت الشعب لا يرفعه إلا إعلام حر"،مشيرا في الوقت نفسه،إلى أنه "سيكون هناك جرد يومي لأهم ما نشر خلال أيام الحرية وفق ما يتوصل به المكتب من معطيات أو ينشر على صفحة الجمعية على شبكة فايسبوك.