جهود اميركية - اسرائيلية مكثفة لاحتواء الازمة مع مصر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أكدت مصر ان الاعتذار الإسرائيلي لا يتناسب مع جسامة الحادث وحال الغضب المصري الذي أدى الى مقتل ضابط وأربعة جنود مصريين واصابة آخرين داخل الحدود المصرية. وقال سفير مصر لدى فلسطين إن اسرائيل تحاول تصدير ازمتها الداخلية. هذا وكشفت صحيفة هآرتس عن جهود أميركية- إسرائيلية لاحتواء الازمة.
القاهرة: كشفت صحيفة (هآرتس) الاسرائيلية ان الولايات المتحدة واسرائيل عملتا بصورة مكثفة منذ يوم امس لنزع فتيل اسوأ ازمة شهدتها العلاقات الاسرائيلية مع مصر خلال العقد الاخير.
وقالت الصحيفة في عددها الصادر اليوم ان هذه الازمة بدأت في الثامن عشر من اغسطس الجاري بعد الهجمات المسلحة التي طالت اهدافا اسرائيلية بالقرب من مدينة (ايلات) في اقصى جنوب اسرائيل في مكان قريب من الحدود مع مصر.
واشارت الى ان مصر طلبت اعتذارا من اسرائيل لقتلها ثلاثة من رجال شرطتها خلال عمليات اطلاق النار جرت مع المسلحين الذين نفذوا الهجمات قرب ايلات حيث هددت باستدعاء سفيرها في اسرائيل.
واضافت "ان الجهود الدبلوماسية المكثفة والتي بذلتها وزارتا الخارجية والدفاع اضافة الى جهود من الولايات المتحدة هي التي نجحت فقط في تخفيف حدة التوتر التي نشبت مع مصر".
ونقلت الصحيفة عن مصادر اسرائيلية في وزارة الخارجية قولها "ان اسرائيل ارادت ان تستخدم الازمة مع مصر وكذلك الهجمات التي وقعت في ايلات لفتح صفحة جديدة مع الحكومة المصرية من اجل للتعامل مع الوضع الامني المتدهور في شبه جزيرة سيناء المصرية".
وكشفت عن "جهود دبلوماسية مكثفة بدأت صباح يوم امس السبت في محاولة لانهاء الازمة ولمنع سحب مصر لسفيرها في اسرائيل ياسر رضا" مشيرة الى ان مصر قد لجأت الى هذه الخطوة قبل 11 عاما بعد انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
وقالت ان مسؤولين في وزارة الخارجية الاسرائيلية وكذلك رئيس مكتب الشؤون السياسية والامنية في الجيش الاسرائيلي عاموس جلعاد ومستشار الامن القومي يعقوب عميدور تحدثوا جميعا مع مسئولين اميركيين وفرنسيين بشأن الازمة مع مصر.
وأجرى هؤلاء محادثات مباشرة مع اعضاء المجلس العسكري الاعلى الحاكم في مصر ومسؤولي جهاز المخابرات العامة من اجل الهدف ذاته.
واوضحت ان المسؤولين في اسرائيل علموا من خلال محادثاتهم ان "التصريحات التي صدرت بشأن استدعاء السفير المصري في اسرائيل اطلقت من الحكومة المصرية دون ان يصادق عليها المجلس العسكري الاعلى".
وذكرت "ان وزير الجيش الاسرائيلي ايهود باراك تحدث يوم امس كذلك مع قائد المجلس العسكري الاعلى في مصر المشير محمد حسين طنطاوي".
وأعلن باراك ان اسرائيل تشعر بالاسف لوفاة رجال الشرطة المصرية خلال الهجوم الذي جرى على الحدود بين مصر واسرائيل.
وشدد على اهمية اتفاق السلام بين اسرائيل ومصر وأعرب عن حسن تقديره للمسؤولية التي تظهرها مصر مؤكدا ان اتفاق السلام هذا له اهمية عظيمة وقيمة استراتيجية من اجل الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط.
اعتذار اسرائيل لمصر لا يتناسب مع حجم الحادث والغضب الشعبي
واصلت اللجنة الوزارية لادارة الأزمات برئاسة رئيس مجلس الوزراء الدكتور عصام شرف اجتماعاتها المفتوحة التى بدأت في التاسع عشر من اغسطس الجاري لمتابعة تطورات الحادث الذي أدى الى مقتل ضابط وأربعة جنود مصريين واصابة آخرين داخل الحدود المصرية.
وجاء في بيان اللجنة انها ناقشت بيان الاعتذار والأسف الاسرائيلي وفي ضوء هذا البيان أكدت أن الحكومة المصرية تعبر عن ارادة الشعب المصري الغاضب من الحادث الذي أدى لسقوط قتلى ومصابين مصريين داخل الأراضي المصرية.
وأكدت اللجنة أن البيان الاسرائيلي وان كان ايجابيا في ظاهره الا أنه لا يتناسب مع جسامة الحادث وحال الغضب المصري من التصرفات الاسرائيلية وأن مصر اذ تؤكد حرصها على السلام مع اسرائيل الا أنه يتعين على تل أبيب أن تتحمل مسؤولياتها أيضا فى حماية هذا السلام.
وقال البيان ان الحكومة المصرية تعتبر الموافقة على اجراء تحقيق مشترك لكشف ملابسات الحادث خطوة أساسية لمنع تكرار مثل هذه الحوادث.
واضاف ان الحكومة المصرية ترفض تصريحات بعض المسؤولين الاسرائيليين والغربيين حول الوضع الأمني في سيناء وطريقة تعامل الحكومة المصرية معه وتؤكد أن سيناء وأمنها شأن مصري خالص لا يحق لأي طرف آخر التدخل فيه من قريب أو بعيد.
وتجدد الحكومة ادانة الهجمات الاسرائيلية المتكررة على قطاع غزة والتي تزيد احتقان الرأي العام المصري والعربي ولا تسهم في تهدئة الأوضاع.
وتؤكد الحكومة كذلك استمرار انعقاد اللجنة الوزارية لادارة الأزمات لحين انتهاء التحقيقات المشتركة.
سفير مصر لدى السلطة الفلسطينية: اسرائيل تصدر ازمتها الداخلية
واكد السفير المصري لدى السلطة الوطنية الفلسطينية ياسر عثمان اليوم أن مصر تعتبر العدوان على قطاع غزة يشكل محاولة اسرائيلية لتصدير ازمتها الداخلية والخروج منها عبر الهروب الى الامام في مغامرات خارجية.
واتهم عثمان في تصريح لاذاعة (صوت فلسطين) الرسمية صباح اليوم اسرائيل "بشن عدوان على الشعب الفلسطيني وهو ما يستلزم وقفه فورا واعادة تثبيت التهدئة من اجل ضمان سلامة هذا الشعب ومصالحه".
ورأى ان اسرائيل تحاول التشويش على التوجه الفلسطيني الى الامم المتحدة في شهر سبتمبر القادم وكذلك التشويش على الجهود المصرية الهادفة الى ضبط الاوضاع في شبه جزيرة سيناء.
واكد "ان ما تقوم به اسرائيل تسبب بالفعل في تشويش ما تقوم به اجهزة الامن المصرية في سيناء منذ أيام عدة".
واشار الى ان مصر ومنذ الساعات الاولى من العدوان على قطاع غزة بدأت جهودها واتصالاتها مع مختلف الاطراف لاسيما الطرف الاسرائيلي لوقف العدوان.
واضاف "ان اتصالات هاتفية واخرى مباشرة تجرى الان مع بعض الاطراف في الفصائل الفلسطينية من اجل العودة الى التهدئة".
واوضح عثمان انه اجتمع يوم امس مع رئيس السلطة الفلسطيني محمود عباس في مدينة رام الله وبحث عدة موضوعات على رأسها كيفية وقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة.
وذكر ان الرئيس عباس حث على تكثيف الجهود المصرية لوقف العدوان على القطاع والعودة الى التهدئة مرة اخرى.
وبدأ جيش الاحتلال الاسرائيلي منذ الثامن عشر من اغسطس الجاري عدوانه على قطاع غزة والذي اوقع نحو خمس عشر شهيدا من بينهم اطفال اضافة الى اصابة اكثر من ستين مواطنا بجراح مختلفة.
شاب مصري ينزل العلم الاسرائيلي عن السفارة الاسرائيلية بالقاهرة
وقام شاب مصري يدعى أحمد الشحات بانزال العلم الاسرائيلي من فوق السفارة الاسرائيلية بالقاهرة ورفع العلم المصري مكانه.
وذكرت القناة الأولى بالتلفزيون المصري أن الشاب تمكن من التسلل الى العمارة التي تقع بها السفارة الاسرائيلية بجوار جسر الجامعة في محافظة (الجيزة).
وشاهد مراسل وكالة الانباء الكويتية (كونا) العلم المصري يرفرف فوق مقر السفارة الاسرائيلية بدلا من العلم الاسرائيلي كما شاهد الآلاف من المواطنين وهم يتظاهرون امام السفارة على جسر الجامعة المطل على النيل وامام ميدان (نهضة مصر) وقد انتشرت مدرعات الجيش المصري وعدد من افراد القوات المسلحة بمحيط المكان.
ورفع المتظاهرون لافتات تطالب بطرد السفير الاسرائيلي من القاهرة وتؤكد ان الدم المصري لن يضيع هدرا وتؤكد تضامنها مع غزة ضد الاعتداءات الاسرائيلية.
وحاول المتظاهرون احراق العلم الاسرائيلي الموجود أعلى مبنى السفارة من خلال اطلاق مئات الألعاب النارية تجاهه كما حاولوا اسقاطه.