أخبار

الناشط الصائم لمكافحة الفساد في الهند لديه أيضاً منتقدوه

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

نيودلهي: صعود نجم انا هازاري من ناشط محلي الى اشبه بمنقذ الهند من براثن فسادها المستشري، رافقته انتقادات وجهها البعض لتنال من هازاري شخصا وفعلا. ورغم ان التغطية الاعلامية الواسعة والمكثفة لحملة هازاري من اجل تشديد قانون مكافحة الفساد بين مسؤولي الدولة جاءت مؤيدة له وطغت على اصوات المعارضين لاسلوبه، الا انها لم تسكت الانتقادات كلية.

ومن بين المنتقدين ناندان نيليكاني المساهم في تأسيس شركة انفوسيس العملاقة للبرمجيات ويرأس حاليا مشروعا حكوميا ضخما لتعميم بطاقات هوية بيومترية تحوي شريحة الكترونية لكافة سكان الهند البالغ عددهم 1,2 مليار نسمة.

وفي مقابلة مع قناة ان دي تي في التلفزيونية الاخبارية قال نيليكاني ان حملة هازاري الشعبية تتسم بالسذاجة و"التسطيح" في تركيزها على اجبار الحكومة على تشديد مسودة قانون لمكافحة الفساد مطروح امام البرلمان لبحثه.

وقال نيليكاني "لا اعتقد ان تمرير قانون او اخر سيجعل الفساد يختفي بمعجزة"، مشيرا الى ان هازاري رفع سقف التوقعات الشعبية لمستويات غير واقعية. وتابع "اذا اردت حقا التصدي للفساد، يتعين التعامل مع فسيفساء عديدة الابعاد (...) وليس من حل سحري بل يجب بذل جهد شاق وعمل طويل".

ويتركز احتجاج هازاري على المسودة التي يطلق عليها في الهند "قانون لوكبال" الذي من شأنه خلق وظيفة جديدة لمراقب عام يتابع مسلك السياسيين والمسؤولين الكبار. ويعارض الناشط البالغ من العمر 74 عاما بشدة استثناء المسودة الحالية لرئيس الوزراء ولكبار مسؤولي القضاء من صلاحيات المراقب العام، وقد اعلن اضرابا عن الطعام لمدة 15 يوما مطالبا باعادة صياغة المسودة.

وقال نيليكاني ان اللجوء الى الاضراب عن الطعام لاجبار السلطة التشريعية لبرلمان منتخب على تبني قوانين "امر غاية في الخطورة ناهيك عن كونه خاطئا بالمرة" في بلد تباهي بكونها اكبر ديموقراطية في العالم من حيث تعداد السكان.

كما اعربت بينكي اناند المحامية البارزة امام المحكمة العليا عن تحفظات مماثلة حول ما وصفته بالموقف المتصلب من جانب هازاري بمواجهة حكومة رئيس الوزراء مانموهان سينغ. وقالت اناند لفرانس برس "لدينا برلمان منتخب منوط بصياغة واقرار وانفاذ القوانين، وعلى الناحية الاخرى شخص يقول اما ما اريد والا فلا! هذا خروج عن الديموقراطية".

غير ان هازاري يقول انه يملك "تفويضا من الشعب" -- في الوقت الذي خرج مئات الالاف من انصاره المتحمسين الجمعة ليحيوه في شوارع دلهي مع بدء اضرابه العام عن الطعام. وخلال خطاب مفعم بالحماس امام الحشد المؤيد وصف كيران بيدي احد مستشاري هازاري وكبار منظمي الحملة الناشط البارز بقوله "انا هو الهند والهند انا".

غير ان راجيندرا دايال خبير الشؤون السياسية بجامعة دلهي رفض وصف الحشود المتظاهرة بالتفويض الشعبي الذي يخول باملاء السياسات. وقال دايال "ليس من حق هازاري ان يملي ما يرديه ونقول سمعا وطاعة. فالنظام الديموقراطي يقوم على اليات تداولية لابد من احترامها".

وتبدو بعض ومضات اعلامية ناقدة لهازاري فقد حمل المقال الافتتاحي لصحيفة "ذا هندو" السبت العنوان التالي: "انا ليس هو الهند، ولا الهند انا!". واشارت الصحيفة الى التزام هازاري بدرب رمز الاستقلال الهندي المهاتما غاندي قائلة ان غاندي لو رأى "العجب والاعتداد بالرأي" الذي سرى بين معسكر هازاري لهاله ذلك فزعا. واضاف المقال "على الهند الديموقراطية التقدمية السياسية ان تجد طريقها بنفسها".

وقالت انوباما جا التي ترأس الفرع الهندي من منظمة الشفافية الدولية التي تراقب مستويات الفساد في العالم ان هازاري نجح في دفع مشكلة الفساد لرأس الاولويات السياسية وهو الامر المحمود، ولكنها شككت في الاعتقاد الاخذ في التنامي بين انصاره بأن تغليظ مسودة قانون الفساد سيقضي على الفساد في الهند قضاء مبرما. وقالت جا ان "القانون الذي يريده سيعمل في احسن الاحوال كعنصر ردع ذاك ان تنفيذ القانون مسألة شاقة" مشيرة الى ان الفساد يضرب منذ عقود بجذور عميقة في البلاد.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف