أخبار

سقوط نظام "العقيد" الليبي أخرج العلاقة مع لبنان من نفق صعب

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
صورة مركبة تظهر أحد الثوار في باب العزيزية وملصق يعرض مكافأة مالية لمن يقبض على القذافي

وضع سقوط نظام العقيد الليبي معمّر القذافي، نقطة النهاية لعلاقة نظامه بلبنان الذي شكل في الكثير من الاحيان، هدفاً لسياسته التي جاءت تعبيراً عن هاجسه الدائم في الظهور كقائد تاريخي قومي عربي حيناً أو إسلامي وأفريقي وعالمي أحياناً أخرى، حيث اعتبر لبنان جزءا من مساحة زعامته، خصوصا وان نظام القذافي امتد لما يزيد على الاربعة عقود، وكانت أهم محطات تلك العلاقة، اختفاء مؤسس "حركة المحرومين" في لبنان ورجل الدين الشيعي الامام موسى الصدر، وأدخل العلاقة بين البلدين في نفق كان من الصعب الخروج منه دون السقوط النهائي لنظامه.

تعود علاقة العقيد الليبي معمّر القذافي بعدد من القوى السياسية والاشخاص في لبنان الى ما قبل مرحلة الحرب الاهلية اللبنانية التي بدأت في العام 1975 والتي شكلت ذروة تدخل الرئيس الليبي بالشأن الداخلي اللبناني كما يقول الكاتب السياسي في جريدة النهار اللبنانية أمين قمورية لـ "إيلاف".

وبدأت العلاقة من خلال دعمه لبعض القوى والاحزاب الناصرية وعلى رأسها الاتحاد الاشتراكي العربي، وتحولت لاحقا الى علاقة بجميع الاحزاب السياسية التي شكلت ما سمي خلال مرحلة الحرب الاهلية "الحركة الوطنية اللبنانية"، وعددا من الفصائل الفلسطينية وبعض الاحزاب والقوى السياسية الاخرى والتي لم تدخل في الاطار التنظيمي للحركة الوطنية اللبنانية.

وقدم القذافي لجميع تلك القوى الكثير من الدعم المالي والسياسي من جهة، والتدريب والتسليح من جهة اخرى حيث أن الكثير من تلك الاحزاب والقوى السياسية، أرسلت عناصرها لتلقي التدريبات في ليبيا، وصولا الى ارسال خبراء عسكرين ليبين للاشراف على بعض المعارك التي حصلت خلال مرحلة الحرب الاهلية اللبنانية، ولجوء عدد من تلك الاحزاب والفصائل الى عملية رد الجميل لذلك النظام، عندما أرسلت وخلال حربه مع التشاد في الثمانينات، أعدادا من المقاتلين للمشاركة الى جانب الجيش الليبي في تلك الحرب تحت عناوين قومية وفي الوقت الذي كانت تستهدف في الحقبقة الحصول على الدعم المالي فقط.

ويضيف قمورية لـ "إيلاف" بان علاقة القذافي بلبنان امتدت لتشمل مئات المثقفين اللبنانين والتي كان أحد أهم أطرها معهد الانماء العربي، ودفع مبالغ شبه خيالية تحت عنوان البحث العلمي، وتقديم الدعم المالي للعديد من الصحف والمجلات ومنها جريدة "الكفاح العربي" ومجلة "الشاهد" التي استمرت بالصدور حتى مرحلة قريبة ومتأخرة.

كما كانت الكثير من العقود والصفقات التجارية، الشكل الآخر للعلاقة وتقديم الحصص لبعض اللبنانيين في قطاع الاعمال داخل ليبيا. ويرى قموريةبان خطف الامام موسى الصدر من قبل القذافي قد شكل نفطة التحول الكبيرة في علاقة نظامه بلبنان، وخصوصا حركة أمل والقوى السياسية الشيعية الاخرى.

ويعتقد قمورية بان الوجود الليبي في لبنان كان جزءا من التنافس على النفوذ فيه بين الدول العربية، وكل ذلك تحت العنوان القومي العربي، وكانت اشكال التدخل تتبدل وفقا للتحالفات السياسية.

ويضيف قمورية "سيطر الطابع النفعي والحصول على الدعم المالي على علاقة السياسين والمثقفين اللبنانين بالنظام الليبي وهو ما برز من خلال تنظير عدد كبير منهم في أهمية "الكتاب الاخضر"الذي أصدره القذافي وصوره ذلك البعض بانه "القرآن الجديد"، وكانت العلاقة في حقيقتها بالقذافي، باعتباره جملا محملا بالاموال، تدل على ان التاثير الفعلي للنظام الليبي على تطور الاحداث في لبنان كان محدودا مقارنة بالدور السوري، أو أدوار بعض الدول العربية الاخرى".

ويشير مسؤول العام الاعلام المركزي لحركة امل طلال حاطوم لـ "إيلاف" الى ان نظام القذافي لم يكن يوما الى جانب لبنان، بل اعتمد سياسة الابتزاز لفرض غاياته الخاصة والذاتية من خلال استغلال العناوين القومية والاسلامية والقضية الفلسطينية. ويضيف"وقد اختطف الامام الصدر بسبب الحراك الذي كان يقوم به من أجل وقف الحرب الاهلية في لبنان، والتأسيس لمرحلة استقرار البلاد، ودوره في اطلاق "المقاومة" ضد اسرائيل بعيدا عن الاصطفافات الطائفية، وبسبب فكره المنفتح والداعي الى التجديد".

ويجزم حاطوم بأن سقوط نظام القذافي لا بد أن "يكشف الكثير من الاسرار التي احاطت بظلم الامام الصدر، وحيث أن المعلومات المتوافرة لدى حركة أمل، تشير الا الى انه لا يزال على قيد الحياة، وقد شكلت كل من الحكومة اللبنانيةوحركة أمل لجنة خاصة لمتابعة كل التفاصيل والمستجدات المتعلقة بقضيته والبناء عليها".

ويؤكد مصدر على معرفة بالقذافي والكثير من رموز نظامه بانه افسد اللبنانين وأفسدوه، وخصوصا بفعل العلاقة المالية التي كانت تربطهم به من سياسين واعلاميين ومثقفين والذين كانوا ينتظرون في فندق الشاطئ اسابيع من اجل الحصول على المبالغ المالية التي كان يقدمها لهم، وهو ما جعل للرئيس الليبي مواقع نفوذ داخل جميع القوى السياسية اللبنانية، والذين غالبا ما كان يخضعهم لاختبارات في مضمون "الكتاب الاخضر"، ولكنه لم يتمكن من بناء حضور سياسي حقيقي لان ذلك كان يجب ان يتم تحت مظلة السوريين والذين بدورهم استثمروه أيضا مقابل بعض البهرجات الاعلامية.

ويعتقد المصدر بان القذافي لم يكن في بداياته كما انتهى اليه، ولكن النرجسية الموجودة لديه وكلام الرئيس جمال عبد الناصر له بانه "أمين القومية العربية" حوله الى "صائد" للثورات وأسقطه في أفخاخ الحركات الثورية والارهابية، وعطل القدرة لديه على التمييز بينهما، ودفعت بالروح الذاتية لديه نحو التضخم أكثر فأكثر بعد مصالحة "لوكربي" مع الولايات المتحدة والغرب، وتحول نحو لقب "ملك ملوك افريقيا".

وفي استخلاص لتجربة حكمه يؤكد المصدر بان القذافي ابتدع نظام اللجان الشعبية، وهو ما كان عبارة عن مأسسة للروح القبلية، أي ما يشبه انشاء لجنة لكل قبيلة، حيث تحولت جميع القبائل نحو الصراع والتنافس فيما بينها لخطب وده من اجل الحصول على بعض السلطة والثروة، مما اباد اي شكل من اشكال بناء الدولة الحقيقية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
خبير نووي دولي
خبير نووي دولي -

على أساس أن لبنان دولة مهمة ومحورية بالنسبة الى ليبيا أو حتى للصومال فترى كل الليبيين قاعدين ينتظرون بقلق ولوعة شديدين التحسن في العلاقات مع لبنان من أجل أمن واستقرار و تطور ليبيا السياسي والاقتصادي والثقافي. لو وضعتم خبرا عن مجاعة الصومال كان أشرف لكم وأفضل

كتير قوي
سنتور -

الجايزة المعروضة لراس القذافي كبيرة قوي. ما يستاهلش.................

ولكن نفق المحكمة
ابن طرابلس لبنان -

عار سيلاحق نصرالله وخامنئي وبشار لقتلهم احرار لبنان وسوريا. عاشت ثورة الحرية في سورية المنتفضة وعاش لبنان سيدا حرا مستقلا رغم انف القتلة عملاء ملالي الفرس