مروان والياس سيقاتلان حتى النهاية من اجل حرية ليبيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الجميل: بعد مشاركتهما في معارك طرابلس وقتالهما على اخر جبهات الغرب الليبي يستعد مروان والياس للتوجه نحو الجنوب لاسقاطه. انهما منهكان لكن الحماس والفرح لا يفارقهما وكذلك الاعتزاز بثورة المواطنين والتصميم على الذهاب حتى النهاية في سبيل الحرية.
فقد شارك هذان الصديقان في سقوط العاصمة طرابلس وفي المعارك الشرسة التي دارت عند باب العزيزية مقر معمر القذافي وفي حي ابو سليم القريب. لكن لدى عودتهما مع الثوار الاخرين الى بلدة الجميل الصغيرة القريبة من الحدود مع تونس لا تضعف عزيمتهما بل يزداد تصميمهما على المثابرة. انه شعور جديد لم يعرفاه من قبل ويصعب عليهما وصفه.
وقال مروان ميوف وهو طيار في الثلاثين من العمر وسط صياحات الفرح ونيران الرشاشات والمدافع "اننا نتذوق طعم الحرية".
ومنذ الهجوم على طرابلس السبت الماضي حرما من النوم تقريبا متنقلين بلا توقف من معارك الشوارع في العاصمة الى سهول الغرب قبل الانطلاق نحو صحراء الجنوب.
وقال الياس العزابي وهو طالب طب في الثامنة والعشرين من العمر "علمنا ان زوارة محاصرة وجئنا للمساعدة. غدا سنلتحق باصدقائنا لمهاجمة غدامس التي هرب منها اتباع القذافي الى الجزائر".
هما لا يحبذان الحرب وذاقا طعم الخوف مرارا وتكرارا. وقال مروان "اننا مواطنون عاديون. عندما اعود من معركة اشعر بالخوف. لكني اريد ان اتخلص من هذا القذافي القذر الذي اخذ منا كل شيء".
احدهما متمرد من الخارج والاخر من الداخل.
مروان صاحب القامة الرياضية يغطي عينيه بنظارات "راي بان" ويحمل رشاشا ثقيلا بيده وسكينا في حزامه، شارك في الهجوم على العاصمة من جبل نفوسة. وهو ينتمي الى "كتيبة طرابلس".
ومنذ البداية، في شباط/فبراير، ذهب الى بنغازي (شرق) معقل الثوار وتدرب وقاتل في اجدابيا قبل ان ينضم الى متمردي الجبال. واكد "لن اتعب الا عندما ينتهي القذافي".
اما الياس الذي يرتدي سترة واقية من الرصاص ويعتمر قبعة للجيش النظامي وجدها في باب العزيزية، فقد بقي في طرابلس. فخلال شهور تدرب في منزله حيث اخفى كلاشنيكوفا في قبو المنزل، تدرب على تلقيمه وتصويبه وعلى اعداد قنابل يدوية الصنع.
وقال "كنت امارس رياضة الجري كل يوم. كان رفاقي يسخرون مني لكني لم اكن اعري ذلك اي انتباه. ويوم الهجوم اختبأت مع مجموعة صغيرة على الاسطح وانتظرنا الثوار. ثم خرجنا واطلقت رصاصتي الاولى".
ولم يقتصر الامر على اطلاق الرصاص فحسب بل والقتل ايضا "ربما ثلاثة رجال كان لديهم قاذفة صواريخ. الاول كان يطلق النار علي، لم اكن اريد (قتله) لكن لم يكن لدي الوقت للتفكير ولم يكن لدي الخيار. انه شعور جديد. لكننا نقاتل من اجل الدفاع عن وطننا واولادنا" كما قال.
واليوم يشعر الصديقان بالفخر والاعتزاز بهذه الثورة التي قام بها اناس عاديون. وهما يذكران الثورتين التونسية في كانون الثاني/يناير والمصرية في شباط/فبراير اللتين اعطيتا الليبيين الشجاعة لمجابهة معمر القذافي الحاكم بقبضة من حديد منذ 42 عاما. وانطلقت اولى التظاهرات ضد النظام ومعها هذه القوة الكامنة التي اكتشفاها بداخلهما، غير آبهين بعبارات الزعيم الليبي الذي توعد بسحق "الجرذان".
واكد مروان "اني فخور لاننا احرار".