تحديات آنية وعاجلة تواجه المجلس الوطني الانتقالي الليبي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
مع بداية الأسبوع الأول من "الحياة بدون القذافي" في ليبيا يواجه قادتها الجدد تحديات ومشاكل سياسية واقتصادية لا بد من الإسراع بالتعامل معها لتفادي انحسار مشاعر التفاؤل وحلول إحساس عام بالخيبة محلها.
طرابلس: يرى مراقبون أن على المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا ان يسارع إلى إعادة ست نواح أساسية من نواحي الحياة لكسب ثقة الليبيين.
وكما أظهرت تجربة العراق فإن اسقاط الحرس القديم أسهل بكثير من بناء نظام جديد.
الأمن
الأمن هو الأولوية العليا للمجلس الانتقالي، وقال وزير إعلام المجلس محمود شمام إن المواطنين سيخرجون من بيوتهم والمتاجر تفتح ابوابها والحياة تعود الى حالتها الطبيعية حين يشعرون بالأمان.
وإذ انتهى القتال عمليا في طرابلس فان حواجز تفتيش كثيرة تنتشر بحراسة شبان مسلحين، ولا يوجد إلا عدد قليل من افراد الشرطة ولا يُعرف ما إذا كان عناصر الشرطة والجيش في نظام القذافي سيعودون الى ارتداء ملابسهم العسكرية أو يتعرضون إلى الاجتثاث.
ونقلت صحيفة الغارديان عن شمام ان المجلس الوطني الانتقالي لن يكرر الأخطاء التي حدثت في مدن اخرى مثل بغداد وكابل، وانه يعمل ليلا ونهارا لنشر قوة في الشوارع.
وأضاف أن وزير الداخلية يتحادث مع القوات الثورية بشأن افضل السبل لإعادة الشرطة الى الشوارع.
وتبدو المخاوف من انزلاق الوضع الى فوضى على الطريقة البغدادية مبالغا فيها رغم انتشار الأسلحة.
وقال شمام ان المجلس الانتقالي سيحاول اقناع المسلحين بتسليم اسلحتهم من خلال حملة اعلامية ورسائل توجه عبر المساجد وبخلافه "فاننا قد نشتريها".
الصحة
آلاف الليبيين يحتاجون الى عناية طبية بسبب النزاع ولكن لدى ليبيا افضلية توفر بنية تحتية قوية نسبيا وقاعدة من المهارات المهنية وآلاف الأطباء الذين درسوا في الخارج.
وقال وزير الصحة ناجي بركات إن غالبية المستشفيات مفتوحة رغم غلق احدها للتطهير بسبب العديد من الجثث التي تُركت تتفسخ فيه.
وعاد 60 في المئة على الأقل من الأطباء والكوادر الصحية الى العمل وافادت تقارير بأن الامدادات الطبية المتوفرة تكفي لثلاثة أو أربعة أسابيع.
وتقوم المنظمات الدولية بنقل إمدادات إضافية، ويعمل مصنع ينتج الأوكسجين للمستشفيات وسيعود آخر الى العمل بكامل طاقته قريبا.
ونُقلت اسطوانات اوكسجين من بنغازي الى العاصمة، وُشكلت "لجنة أزمات" تجتمع مرتين أو ثلاث مرات في اليوم لمتابعة الوضع.
القيادة
سُمع ناشط من قوات المعارضة في طرابلس يتساءل "أين الحكومة؟" ويحذر مراقبون من ان مظاهر البهجة ما زالت محسوسة في الشوارع ولكن الأيام المقبلة يمكن ان تشيع احساسا بوجود فراغ في القمة.
وكان رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل ورئيس المجلس التنفيذي محمود جبريل في الدوحة يوم الأحد، ولا يُعرف على وجه التحديد متى يعتزمان العودة الى طرابلس حيث سيكون ظهورهما العلني الأول لحظة زاخرة بالمعاني الرمزية.
ويُسجل لمقاتلي المعارضة حفاظهم على وحدة الصف خلال القتال ولكن المراقبين يحذرون من ان انقسامات قبلية وجهوية يمكن ان ترفع رأسها بعد الاستيلاء على السلطة، وتحدثت أنباء عن مشاعر احباط بين أهل مصراتة لغياب تمثيلهم.
كما أن المجلس الانتقالي يبحر في مياه مجهولة محاولا بناء مؤسسات سياسية واقتصادية من الصفر عمليا في دولة كان حاكم فرد يتحكم بمقدراتها.
الرواتب
لم تُدفع رواتب منذ شهر وهناك نقص في المتوفر من النقود لدى المصارف رغم ان غالبية الليبيين يحتفظون بمالهم نقدا في البيوت.
ونقلت صحيفة الغارديان عن فيصل غراب الذي يعمل مدير برنامج في فريق استقرار ليبيا ان هناك خطة لفتح المصارف المحلية قريبا على مراحل تُنفذ خلال 10 إلى 30 يوما، وأعرب عن أمله بصرف الرواتب والودائع النقدية قريبا.
وكان المجلس الانتقالي تلقى جرعة من الدعم المالي الاسبوع الماضي حين قرر مجلس الأمن الدولي الافراج عن 1.5 مليار دولار من الأرصدة الليبية المجمدة، وقال مسؤولون إن هناك حاجة ملحة الى هذه الأموال لتوفير خدمات اساسية.
الخدمات العامة
بدأت فرق من المتطوعين جمع ما تكدس من نفايات وأكياس القمامة، ولكن التيار الكهربائي ما زال متقطعا في العاصمة.
وقال المجلس الانتقالي إن مهندسين يعملون لإصلاح خطوط نقل الكهرباء.
وبدأ توزيع 30 ألف طن من البنزين على ان يجري توفير وقود الديزل وزيت الطهي بعد ذلك.
وأعرب غراب من فريق الاستقرار عن تفاؤله على جبهة المحروقات منوها بالتقدم المتحقق في قطاع الاتصالات والكهرباء، وقال غراب ان القتال لم يؤثر عمليا في قطاع النقل وان الطرق والجسور آمنة بدرجة مقبولة ولم تتعرض الى أضرار تُذكر.
الماء
تشير التقديرات الرسمية الى تأثر نحو 70 في المئة من سكان طرابلس بأزمة الماء، وهؤلاء هم الليبيون الذين يعتمدون على خزانات مؤسسة الماء الرئيسة في المدينة في حين ان الآخرين، في الضواحي ، يعتمدون على آبارهم الخاصة.
وكانت ناقلة تحمل 4 ملايين لتر راسية في ميناء طرابلس يوم الأحد، وقال فريق استقرار ليبيا ان هناك اتفاقا مع المجلس المحلي على خطة لتوزيع هذا الماء.
وأكد فيصل غراب من فريق الاستقرار ان مجموعة خاصة تعمل على مدار الساعة لاصلاح شبكة الماء معربا عن الأمل بانجاز ذلك خلال اسبوع أو نحو ذلك.
وقال اسامة العبد نائب رئيس المجلس الجديد لمدينة طرابلس ان مشكلة الماء تتعلق بالشبكة نفسها وان هناك عوامل تقنية يعمل فريق الاستقرار على حلها، وأضاف العبد أن المشكلة ناجمة عن اعمال تخريب قامت بها قوات القذافي.