جهود شعبية دعما للحراك السياسي لنيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
في ظل الحراك الدبلوماسي والنشاط السياسي الدؤوب للسياسيين الفلسطينيين على كافة الصعد استعدادا لاستحقاق أيلول القادم يسعى الفلسطينيون للقيام بسلسلة فعاليات على الأرض لتعزيز الحراك الجماهيري الداعم لهذا التوجه.
يواصل الفلسطينيون حراكهم السياسي على العديد من المستويات لا سيما السياسية والدبلوماسية سعيا لتحقيق اعتراف دولي بدولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران خلال أيلول القادم في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ويسعى الفلسطينيون خلال الفترة القادمة لتعزيز الحراك السياسي والشعبي وتوحيد الجهود للمضي قدما مع اقتراب الموعد المحدد لانعقاد اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقالت نائب محافظ محافظة نابلس عنان الأتيرة، في لقاء خاص مع "إيلاف" : "إن حراكا واسعا سيتم العمل على تنفيذه في محافظة نابلس كباقي المحافظات خلال الفترة القادمة سعيا لخلق حالة من الحشد الجماهيري المؤيد للحراك الذي تقوم به القيادة لنزع الاعتراف الأممي بدولة فلسطينية مستقلة خلال أيلول".
وأكدت الأتيرة، أن الفعاليات المقرة لصالح حشد أكبر تأييد على المستوى الشعبي عديدة ومتنوعة، موضحة أنها ستكون موزعة خلال الأيام التي ستشهد قرب اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة.
وقالت: "إن المحافظة ستشهد تنظيم مسيرة مشاعل كما سيتم تخصيص خطب المساجد والكنائس خلال الفترة القادمة للحديث عن هذا الموضوع وستنظم لاحقا العديد من الإعتصامات والمسيرات السليمة سعيا لتحقيق الوحدة وخلق حالة من التوحد في الخروج بعمل جماهيري حاشد يدعم توجهات القيادة.
وذكرت أن العمل نحو التوعية والتعبئة مستمر ومتواصل وسيتم التركيز على العمل الإعلامي خلال الفترة القادمة سعيا لتعزيز الهبة الجماهيرية وحشد أكبر قدر ممكن من المشاركين دعما وتأييدا للقيادة السياسية في مسعاها القادم.
وفي أريحا عقدت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية اجتماعا موسعا لها في مقر جبهة التحرير الفلسطينية في أريحا مؤخرا، تم فيه مناقشة الاستعدادات والبرامج والفعاليات التي ستجري استعدادا لاستحقاق أيلول المقبل.
وقد اتفق المشاركون على ضرورة الالتقاء بالجماهير في المخيمات والتجمعات الفلسطينية لمناقشة البرامج والفعاليات المطلوبة من مسيرات شعبية ووطنية لدعم القيادة الفلسطينية خلال شهر أيلول.
وناقش المجتمعون كافة الخطوات التي يجب اتخاذها بالتزامن مع وبعد إعلان شهر أيلول، على أن تكون هذه الخطوات متمثلة بالتحركات الشعبية السلمية والمسيرات التي يجب أن تشمل كافة مخيمات وقرى محافظة أريحا.
وتم الاتفاق على تشكيل لجنة من الفصائل الفلسطينية على أن تكون في حالة اجتماع دائم لدراسة كافة التطورات والأحداث التي قد تطرأ، بالإضافة إلى القيام بمسيرة نسائية حاشدة مع مسيرة شموع للأطفال ومسيرات شعبية أخرى.
وتوافق المجتمعون على أهمية التقاء وسائل الإعلام المختلفة لشرح طبيعة الاستحقاق واستنهاض الجماهير الفلسطينية لدعم موقف القيادة الفلسطينية.
بدوره، قال محافظ أريحا والأغوار ماجد الفتياني، خلال ترؤسه اجتماعا للحملة الوطنية "فلسطين الدولة رقم 194"، بحضور رجال الدين المسيحي والإسلامي، والأئمة والوعاظ وخطباء المساجد بمحافظة أريحا والأغوار: "إن دعم "استحقاق أيلول: فلسطين الدولة رقم 194" يحظى بإجماع شعبي وجماهيري يتجاوز كل الأحزاب والقوى الوطنية، واستقلال فلسطين هدف ومبتغى كل فلسطيني أينما كان ولأي طيف سياسي انتمى".
وأضاف: "أن المطلوب من الجميع زيادة هذا الدعم وإظهاره والتأييد بالمشاركة في كافة الأنشطة والفعاليات والمسيرات السلمية، لنقول للعالم آن الأوان بالاعتراف الذي طال انتظاره بدولة فلسطين وإنهاء الاحتلال".
بدوره، قال جمال الرجوب، منسق الحملة الوطنية لفلسطين الدولة 194 في محافظة أريحا في تصريح خاص لوكالة الأنباء الفلسطينية: "إن هذه الاجتماعات المتتالية التي يقوم بها المحافظ تأتي في إطار حشد وإشراك القطاعات الممثلة للشعب في أريحا والأغوار، وللتأكيد على أهمية الاستحقاق وأهمية المشاركة في الأنشطة والفعاليات".
وأضاف: "أن الحملة في مختلف مناطق الوطن تعتزم إطلاق سلسلة من الأنشطة ستصل ذروتها في الحادي والعشرين من أيلول المقبل، موعد افتتاح النقاش العام في الجمعية العامة للأمم المتحدة".
وفي قلقيلية، أعلن عن تشكيل لجنة الفعاليات الميدانية لحملة 'فلسطين الدولة 194'، وذلك بعد اجتماع عقد في مقر المحافظة، بمشاركة ممثلين عن المحافظة والأجهزة الأمنية وممثلي الدوائر الرسمية والقوى والفعاليات ورؤساء الهيئات المحلية والنقابات والاتحادات والجامعات.
وأوصى المجتمعون بضرورة تكاثف الجهود لإنجاح الأنشطة والفعاليات المزمع تنفيذها خلال الفترة القادمة.
وفي نابلس، قال محمود العالول، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح: "إن خيار التوجه إلى الأمم المتحدة لم يعد حوله أي اختلاف وهو الخطوة الأولى على طريق البدء بالبحث عن خيارات أخرى".
وأضاف العالول خلال اجتماع تداولي للجنة الوطنية لدعم حملة فلسطين الدولة 194 حضره ممثلون عن مختلف المؤسسات والفعاليات الشعبية وممثلو الفصائل الفلسطينية في المحافظة واللواء جبرين البكري محافظ نابلس: "في حال نجاحنا في الحصول على الاعتراف ستتغير المعادلة من نزاع على أراض كما تروج إسرائيل إلى احتلال دولة معترف بها عالميا".
وأشار إلى ضرورة التفاعل الشعبي والجماهيري مع هذه الخطوة بقدر الضغوط الخارجية التي مورست ضد الفلسطينيين لثنيهم عن توجههم وآخرها تهديد الولايات المتحدة بقطع المساعدات المالية ضد الفلسطينيين ومن يؤيدهم حتى وصلت إلى درجة تهديدها بإيقاف مساهمتها في ميزانية الأمم المتحدة إذا قبلت الطلب الفلسطيني.
الرئيس عباس سيزور المحافظات
وذكرت بعض المصادر، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، يعتزم زيارة محافظات الضفة الغربية وذلك قبيل التوجه إلى الأمم المتحدة لانتزاع اعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 67، في وقت أكدت المصادر "أن خطاباً تاريخياً وصفته بـ" الهام جدا" سيوجهه الرئيس أبو مازن للشعب الفلسطيني خلال الفترة القادمة".
وقالت المصادر: "إن الرئيس أبو مازن أبلغ مسؤوليه أنه يعتزم تنظيم زيارات ميدانية لمحافظات الضفة الغربية وذلك للإطلاع عن كثب على أحوال المواطنين واحتياجاتهم، ولقاء الجماهير في هذه المحافظات، للتأكيد على أنه ذاهب إلى الأمم المتحدة دون التنازل عن أي حق من الحقوق الفلسطينية الثابتة، وتأكيداً منه على التمسك بالقدس عاصمة الدولة الفلسطينية".
رسائل فنية للأمم المتحدة
إلى ذلك، وقّع شبان وشابات فلسطينيون على لوحات فنية ونصوص إبداعية رُسمت وخُطت بأيديهم عبّروا فيها عن الحلم والقلق تجاه قيام دولتهم، (ضمن حراك سبتمبر) ووجهوها إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وجاء ذلك خلال ورشة إبداعية نظمتها وزارتي الإعلام والثقافة.
وقال منسق وزارة الإعلام في طوباس عبد الباسط خلف للصحافيين: "إن هؤلاء الشباب اختاروا التعبير عن سبتمبر واستحقاق الدولة بنصوص بعيدة عن لغة الخطاب السياسي من خلال الإبداع والرسم والنحت لتشكيل ملامح حلم الدولة مستخدمين بذلك أدوات ولغة ومضامين تخرج عن المعتاد".
وفي هذا الإطار، جسدت الفنانة الشابة تغريد فقهاء، مساعي القيادة الفلسطينية الهادفة لتحقيق الاعتراف بالدولة المستقلة بلوحة أطلقت عليها اسم "توقعات" حيث عبرت في لوحتها الفنية عن أن مساحات الأمل للشعب تطغى على الألم فيما اختزلت أيلول بتساقط أوراق المعاناة استعدادا لانطلاق براعم الأمل.
بدورها، فقد اختارت الشابة شروق عبد الرازق التي تدرس الأدب الانكليزي وتعشق الرسم إطلاق اسم "اختراقات" على لوحتها من خلال شخوص إحدى روايات الفيلسوف الفرنسي البير كامو وقلدت صاحب وجه إيرلندي استعار بجسد إغريقي ليتحدى حصار بلاده ويفتش عن حريتها الضائعة.
أما المحامية أحلام مسلماني، فقد أطلقت العنان لخيالها بالتجول في كلماتها بين ثلاثية "الدولة وسبتمبر واللجوء" ونثرت خاطرة أصرت مجرياتها على الإطاحة بالاحتلال وأصيبت بأمل الإعلان عن دولة تتسيد أرضها وتملك حرية أفقها وتسمح لعصافير شمسها بالتحليق دون جدران ومستوطنات.
وكانت منار برهم، التي تدرس الهندسة المعمارية، قد انحازت لقصة قصيرة وحوار مع جدتها التي تغني وتدمع فرحا وحلما وتستوقفها مفارقة أن قرار العودة (194) سيحمل الرقم نفسه للدولة التي تلفظ احتلالها البغيض.
صحافي يحدد موعد زفافه مع إعلان الدولة
تجدر الإشارة إلى تتعدد الجهود الشعبية التي يبذلها الشارع الفلسطيني في هذه الأيام لدعم توجه القيادة الفلسطينية للأمم المتحدة في أيلول القادم للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وكان آخر هذه المبادرات، المبادرة أطلقها الصحفي نهاد الطويل، الذي أعلن عن نيته تنظيم حفل زفافه في أيلول تحت شرف استحقاق "الدولة والوحدة" وذلك في قرية فرعتا إحدى قرى محافظة قلقيلية.
وأكد الطويل في لقاء خاص مع "إيلاف"، أن هذه المبادرة تأتي بالتزامن مع الحراك السياسي الرسمي الذي تقوم به القيادة الفلسطينية لحشد الجهود الدولية ونزع الاعتراف بالدولة الفلسطينية في أروقة الأمم المتحدة.
وقال الطويل: "إن هذه المبادرة التي حظيت بمباركة واسعة من قبل زملائه وأصدقائه تؤكد على الالتحام الشعبي الفلسطيني بكافة مكوناته ومحافظته والوقوف بجانب تطلعاته نحو إقامة دولته الفلسطينية، وتحمل في طياتها دعوات متجددة الدعوة لإنهاء الانقسام وتوحيد الصف الفلسطيني.
ومن المتوقع أن يشارك في الاحتفالية ممثلين عن كافة المؤسسات الحكومية وغير الحكومية بالإضافة إلى شخصيات اعتبارية في الشارع الفلسطيني، وستضمن العديد من الفعاليات الشعبية والتراثية الفلسطينية.
وكانت عائلة الطويل وأصدقائه قد وجهوا دعوة عامة لكافة المواطنين في محافظة قلقيلية ومحافظات الوطن للمشاركة في الاحتفالية التي ستنظم في الرابع والعشرين من أيلول وذلك في منطقة الشهيد رامي شناعة في قرية فرعتا.
فلسطينيون يصنعون مقعدهم الأممي
وفي إطار المبادرات الشبابية قامت مجموعة "فلسطين تستحق" بتصميم المقعد الفلسطيني الرمزي الذي سينطلق من فلسطين وتحديدا من رام الله ليجوب عددا من العواصم العربية والعالمية في مسعى للتأكيد للعالم أن فلسطين تستحق أن تصبح دولة وتستحق بالتالي عضوية كاملة في الأمم المتحدة.
وقال أيمن صبيح منسق الحملة في تصريح خاص لوكالة معا الإخبارية: "لما كان المقعد الأممي مطلبا يعبر بواقعية عن الشكل الدبلوماسي لفلسطين كدولة وإيمانا منا نحن مجموعة فلسطين بأن شعب فلسطين وأطفال فلسطين يستحقون مستقبلا أفضل، فقد قررنا إرسال مقعد دولتنا فلسطين بأنفسنا إلى الأمم المتحدة".
وأضاف: "أن مسيرة المقعد الفلسطيني الطائر نحو مقر الأمم المتحدة ستبدأ بعد عقد مؤتمر صحفي في رام الله سيعلن عنه قريبا معربا عن أمله، في أن تكتمل باقي الاستعدادات لهذه الحملة الشعبية خلال الأيام القليلة القادمة".
وأكد صبيح، أن الرسالة الهادئة والسلمية التي يحملها المقعد الطائر تعكس حاجة الفلسطينيين للعيش بحرية وسلام في وطنهم على غرار باقي شعوب الأرض.
وأوضح أن الكرسي صمم على نحو متميز بحيث يمكن للوفد الذي سيسافر به حمله في حقيبة سفر أو داخل طائرة حتى يصل إلى نقطة النهاية وهي مقر الأمم المتحدة، لافتا إلى أن عددا من المدن الفلسطينية شاركت في صناعة المقعد وهذه المدن هي القدس ورام الله ونابلس والخليل وجنين.
وبحسب صبيح فإن "المقعد الطائر" سينطلق من فلسطين ليحل ضيفا على لبنان التي ستكون رئيسا لمجلس الأمن في أيلول القادم، ومن ثم سيتوجه إلى قطر المحطة الثانية والتي ستترأس الجمعية العامة للأمم المتحدة في ذات الفترة، ومن المنتظر أن يصل بعد ذلك إلى العاصمة الروسية موسكو، ليحل ضيفا بعدها على العاصمة الفرنسية باريس ثم إلى بروكسل حيث المقر الدائم للاتحاد الأوروبي في بلجيكا وبعدها مباشرة للعاصمة البريطانية لندن، ومن ثم إلى مدريد عاصمة إسبانيا ، وفي نهاية الرحلة سيصل "المقعد الفلسطيني الطائر" إلى المقر الدائم للأمم المتحدة في نيويورك حيث سيُطلب رسميا تثبيته بين مقاعد الدول كاملة العضوية، لتبدأ من هناك رحلة وطنية دبلوماسية جديدة، نحو تحقيق الحلم الفلسطيني بالاعتراف الدولي الكامل بفلسطين الدولة.