تشكيل لجنة سعودية لبحث أسباب تأخر رحلات معتمري مصر

أمل إسماعيل من جدة، ووكالات: أوضح مساعد المتحدث الرسمي للخطوط الجوية السعودية وليد العلومي خلال حديث لـ"إيلاف" أن تكدس الرحلات كان سببًا في حدوث تأخير في مواعيد إقلاع الرحلات، مؤكدًا أن المشكلة في طريقها إلى الحل، وأن هنالك رحلات متعددة خلال الأربع والعشرين ساعة المقبلة.

إلى ذلك أكدت إمارة منطقة مكة المكرمة في بيان لها أن أمير المنطقة وجّه بتشكيل لجنة ميدانية من الإمارة، ووزارة الحج، وهيئة الطيران المدني، والخطوط السعودية، وجهات أخرى، لمعرفة أسباب مشكلة تأخر بعض المعتمرين من الجنسية المصرية عن المغادرة في مواعيد رحلاتهم على الخطوط الجوية السعودية، وما نتج من ذلك من أعمال شغب أحدثوها داخل صالات المطار.

وأدت هذه الأعمال إلى إصابة عدد من العاملين في المطار بسبب إصرار بعض الركاب على المغادرة وتأخر بعض الرحلات المجدولة ووصول بعضهم في وقت متأخر عن موعد الرحلة. ولضمان عدم تكرار ذلك وتوفير سبل الراحة المعتمرين؛ باشرت اللجنة عملها فجر يوم العيد، وتم تأمين رحلات إضافية وغادر جميع الركاب المتأخرين، وعادت الرحلات إلى وضعها الطبيعي. وأوضحت الإمارة في بيانها حقيقة ما تم، مشددة على عدم صحة ما نشر من إجراءات خلاف ذلك.

في وقت سابق كان الاف المعتمرين المصريين حطّموا مساء الاثنين ابواب صالات الحجاج والمكاتب التابعة للخطوط الجوية السعودية في مطار جدة بسبب تأخر سفرهم وبقائهم بدون طعام او علاج او خدمات لثلاثة ايام.

وافاد مصدر مسؤول في مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة لفرانس برس الثلاثاء ان "الوضع مأساوي للغاية، وهناك حالات اغماء وانهيار لكبار السن وعجزة ومعوقين، بعد تردي حالتهم الصحية بسبب طول الانتظار في الصالات لاكثر من 72 ساعة".

وعزا المصدر، الذي رفض كشف هويته اسباب التكدس وحالة الغضب الى "عدم ايفاء الخطوط السعودية بالتزاماتها تجاههم بتوفير طائرات العودة الى القاهرة للمسافرين الذين كانت اعدادهم مهولة".

واشار المصدر الملاحي الى ان "معظم الجهات المسؤولة في المطار توارت عن الانظار، ولم تقم بواجبها على كامل وجه، وتركت المسؤولية على افراد امن المطار"، مضيفا إن "افراد امن الصالات اضطروا الى اصدار بطاقات الصعود (البوردنغ) للمعتمرين وعملوا على توفير الطعام والدواء لهم ناهيك عن تفريق التجمهر وتهدئة الناس الغاضبين".

واكد المصدر ان "المشكلة تكمن في ادارة الخطوط السعودية التي استخفت بآلاف المعتمرين العائدين لبلادهم، وتركتهم أيامًا في صالات المطار من دون اهتمام"، مؤكدًا ان "كل خطوط الطيران الاخرى لم تشهد أي حالات تاخير او تكدس على الاطلاق".

ولفت الى ان "اكثر من عشرة الاف معتمر مصري وجدوا في المطار بعد ليلة ختم القران في المسجد الحرام، الا انهم لم يجدوا طائرات في انتظارهم تقلهم الى القاهرة". ورغم ان الخطوط السعودية حاولت تخفيف حدة الوضع المأساوي عن طريق استئجار طائرات تابعة لخطوط كابو النيجيرية، الا ان "الوضع الانساني للمعتمرين لا يزال سيئًا"، وفقًا للمصدر.

وأعرب المصدر عن مخاوفه من تأثير هذه الاحداث على سمعة المملكة في الخارج، وقال "فسر بعض المصريين الأمر على انه مؤامرة ضدهم ولذلك حطموا مكاتب الخطوط السعودية كرد فعل على ذلك". والثلاثاء، زار القنصل المصري في جدة المطار لمحاولة تهدئة المعتمرين وتوفير بعض الخدمات الضرورية لهم والتنسيق لجدولة عودتهم.

وكانت وكالة وزارة الحج لشؤون العمرة كشفت في الاسبوع الماضي ان عدد تاشيرات العمرة الممنوحة حتى يوم الخامس عشر من شهر شعبان بلغ اكثر من 4 ملايين و600 الف تاشيرة، بزيادة فاقت المليون ومائة الف تاشيرة عن الفترة عينها من العام الماضي.