ساركوزي: الرئيس السوري ارتكب "ما لا يمكن اصلاحه"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
باريس: اعتبر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الاربعاء ان الرئيس السوري "ارتكب ما لا يمكن اصلاحه" ضد حركة الاحتجاج في بلاده و"اخطأ بالاعتقاد انه محمي من قبل شعبه".
وقال الرئيس الفرنسي خلال المؤتمر السنوي للسفراء الفرنسيين في باريس "يخطىء النظام السوري ان اعتقد ان شعبه يحميه. الرئيس السوري ارتكب ما لا يمكن اصلاحه. فرنسا وشركاؤها ستفعل كل ما هو ممكن قانونيا من اجل ان تنتصر تطلعات الشعب السوري الى الحرية والديموقراطية".
واضاف "اشعر بأسف لأن مجلس الامن الدولي ما زال لا يتحمل مسؤولياته تجاه المأساة السورية" في اشارة الى معارضة روسيا والصين في مجلس الامن الدولي تعزيز العقوبات ضد نظام بشار الاسد.
ولكنه استبعد اية مبادرة فرنسية اخرى خارج الاطار القانوني للامم المتحدة. وقال "علينا ان نعمل جاهدين للتوصل الى تفاهم وتعزيز العقوبات".
التعليقات
المشكلة السورية
عبد الكريم الريحاوي -لم يعد النظام قادراً بعد أكثر من خمسة أشهر من الثورة الشعبية السورية على احتواء الانتفاضة وإطفاء الحريق المشتعل فقد أغرق البلاد في بحر من الدماء بحيث لم يعد قادرا على التراجع عن أساليبه المتبعة، وبالمقابل لم تعد الجماهير مستعدة للتراجع عن مطلبها في إسقاط النظام بعد كل الثمن الذي دفعته، وبعدما سقط النظام في اختبارات الوفاء بوعود الإصلاح التي أطلقها. الأمر الذي أوصل الطرفين إلى نقطة المفاصلة التي لا رجوع عنها، المشكلة تكمن في صلب وبنية النظام السوري المستمر منذ أكثر من أربعين عاما، إذ لا مكان ولا مجال للسياسة أو حتى السياسيين في الداخل، ومصطلح السياسة يظهر فقط في التعامل مع الخارج، لأن ثمة طرفاً آخر ينبغي مخاطبته والتعامل معه، أما الداخل فالسلطة تدير المجتمع بواسطة أجهزتها الأمنية ولا تسوسه، والسلطة لا تعني سوى الرئيس والأجهزة الأمنية، وكل ما عدا ذلك -بما في ذلك حزب البعث ذاته- هياكل لا وجود لها على الأرض ، وتعامل السلطة مع المجتمع في الداخل يتم على قاعدة الإخضاع وليس الحوار، وسياسة الأسد الابن في القرن الواحد والعشرين استمرت على سياسة الأسد الأب في القرن العشرين المعتمدة على سحق المعارضة بالأجهزة الأمنية واستخدام الدبابات والأسلحة الثقيلة بل زاد عليها الابن استخدام الشبيحة من المجرمين والجنوب اللبناني والحرس الثوري والباسيج ، لقد لجأ النظام لمواجهة المعارضة إلى الأساليب القمعية دون أن يدرك أن ما مر زمن الأب يتعذر تمريره الآن. فالدنيا تغيرت والناس اختلفوا، وأساليب الاتصال ما عاد ممكناً حصارها أو منعها من فضح الجرائم وتعميمها على العالم ،و لا تزال الدبابات تقتحم المدن، في حين أن المتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام صامدون في الشوارع، غير آبهين بزخَّات الرصاص الموجه صوب صدورهم العارية،و هو متمير في سياسة سحق الجماهير الغاضبة فصار أكثر المحللين يرون أن الدماء الغزيرة التي سالت والمعاملة الوحشية التي تتلقاها الجماهير الغاضبة على أيدي شبيحة النظام وجلاديه تجعل استمرار التعايش مستحيلا بين السلطة والمجتمع، وعلى ضوء التضحيات المستمرة فإن استعادة الشعب السوري لكرامته وكبريائه صارت حتمية لامحالة ، إنها إرادة شعب يريد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ، إنه هدف جلل، يهون لأجله أي ثمن يدفع، خصوصا أن هذا الشعب لم يتردد في دفع مقدم ذلك الثمن من دمائهم في كل يوم من أيام الثورة إلى يو