سيف الإسلام يتوعّد الثوار والساعدي يعرض التفاوض معهم

في أول حديث لأبناء القذافي منذ دخول الثوار باب العزيزية، قال نجل الزعيم الليبي سيف الإسلام القذاقي إن "المقاومة مستمرة ونرفض الإستسلام"، مؤكداً في اتصال هاتفي مع قناة الراي ان لديهم أكثر من 20 الف شاب مسلح في سرت، في وقت أعلن الثوار عن إعتقال وزير الخارجية، وأن الساعدي سيكون في أمان إن سلَّم نفسه.

نيقوسيا: أكد ابن الزعيم الليبي المتواري عن الانظار الساعدي القذافي في اتصال مع قناة العربية الفضائية مساء الاربعاء أنه مستعد للتعامل مع الثوار باعتبارهم أخوة، ومستعد لتسليم نفسه فورًا، إن كان ذلك سيؤدي الى حقن الدماء.

وقال الساعدي (38 عامًا) وهو لاعب كرة قدم محترف وأقل تاثيرًا على الساحة السياسية من باقي إخوته، "اذا كان تسليم نفسي سيحقن الدماء سأسلِّم نفسي اعتبارًا من هذه الليلة".

على الأثر، أعلن الثوار أنهم مستعدون لضمان سلامة الساعدي إن هو سلّم نفسه.

وقال الساعدي "لقد تكلمت مع اكثر من مسؤول، منهم عبد الحكيم بلحاج،ليست عندي مشكلة أن اتكلم مع أي أخ ليبي، ولا توجد مشكلة بالنسبة إلى التفاوض". واضاف "الآن يجب ان يتم حقن الدماء بسرعة وفورًا وبشكل عادل (..) انا لا أتكلم عن مناصب وسلطة دنيوية، وانما عن حقن دماء".

وقال "اناشد الجميع بوضع السلاح جانبًا"، قبل أن يؤكد "أنا لم أحمل السلاح ضد مسلم سواء ليبي أو غير ليبي" وشدد على "انا لم اتدخل في هذه الأزمة منذ اندلاعها" في 17 شباط/فبراير.

واضاف "الثوار اخوتنا، لا مشكلة لدينا إن (هم) تسلموا السلطة، لا مشكلة بتسليم المدن الليبية لإخواننا الليبيين، نريد الجلوس معهم، هم يمثلون طرفًا شرعيًا تفاوضيًا (وننتظر أن) يعترفوا بنا طرفًا شرعيًا تفاوضيًا".

وقالت قناة العربية ان الساعدي قال انه تحدث نيابة عن والده، لكنه لم يقل ذلك صراحة، لا بل انه قال "انا امثل نفسي"، ولدى سؤاله إن كان في سرت قال "انا لست في سرت". وشدد الساعدي على "نريد حقن الدماء وحماية الأرواح، ولا مانع لدينا ان يقود (الثوار) البلاد".

لكنه قال ان "مناطق كثيرة ما زالتخارج سيطرةالثوار، متحدثا عن اضطرابات في العجيلات والزاوية ومناطق اخرى في طرابلس. وقال ان "هناك قبائل لا تحمل السلاح وهي مؤيدة للنظام".

وكرر القول "نحن مستعدون لحقن لدماء، وليس محرمًا الاعتراف بأخ ليبي يحقن الدماء (..) حقن الدماء أولاً ووقف إطلاق النار".

وردًا على ما قاله الساعدي، اعلن المسؤول العسكري للثوار في طرابلس عبد الحكيم بلحاج ان نجل الزعيم الفار معمّر القذافي مستعد "للانضمام الى الثورة". وقال نائب رئيس المجلس العسكري المهدي الحاراتي خلال لقاء مع الصحافيين ان "مفاوضات حصلت مع الساعدي حتى الساعة 20:00 من مساء امس" الثلاثاء بشأن تسليم نفسه. واضاف "انه متردد، إذا ما أراد تسليم نفسه، سنعطيه الأمان، إن شاء الله. اذا حصل اتفاق (...) لن تكون هناك مشكلة".

من جهة اخرى، اكد سيف الاسلام القذافي نجل الزعيم الليبي المتواري عن الانظار ان المقاومة مستمرة، داعيًا انصاره الى ضرب "اهداف العدو"، في تصريح نقله تلفزيون "الرأي" في دمشق مساء الاربعاء.

واكد سيف الاسلام ردًا على المهلة التي منحها الثوار لاهالي مدينة سرت على بعد 360 كلم شرق طرابلس، لتسليم المدينة بعد عيد الفطر، ان دخول المدينة لن يكون بمثابة "نزهة".

وقال سيف الاسلام "اتكلم من ضواحي طرابلس"، واضاف "امورنا جيدة، المقاومة مستمرة والنصر قريب"، قبل ان يدعو انصاره الى مقاتلة المتمردين اينما وجدوا.

وبشأن والده الزعيم الليبي قال "اطمئنكم نحن بخير والقيادة والقائد بخير، ومبسوطين ونشرب الشاي والقهوة وقاعدين كلنا مع اهلنا ونقاتل ونجاهد".

وقال "بالنسبة إلى التهديدات الموجهة لمدينة سرت نقول لهم تفضلوا هذه مدينة سرت ان كنتم تعتبرون الدخول فيها نزهة بحرية، سرت فيها اكثر من 20 الف شاب مسلح وهم جاهزون". واعتبر ان حديث المتمردين الذين دخلوا طرابلس الاربعاء عن "الانتصار هذه كلها حملة لتضليل الرأي العام".

ويعتبر هذا اول حديث لأبناء القذافي منذ دخول الثوار باب العزيزية، حيث جاءت تصريحات سيف الإسلام بعد حديث اخيه الساعدي، الذي قال هاتفياً لقناة العربية الفضائية إنه يناشد الجميع بوضع السلاح جانباً، وانه لم يحمل السلاح ضد المسلمين او الليبين، وقال: "انا شخصياً لم احمل السلاح ضد اي شخص مسلم او ليبي". وبين أنه لم يتدخل في الازمة منذ اندلاع الحرب، وان تسلم الثوار السلطة ليس بمشكلة لديه. مضيفا: إن كان تسليمي لنفسي سيحقن الدماء فسأسلم نفسي.

الى ذلك، اعلن نائب رئيس المجلس العسكري التابع للثوار الليبيين المهدي الحاراتي ان عبد العاطي العبيدي، وزير خارجية نظام معمّر القذافي، اعتقل الاربعاء. وقال الحاراتي للصحافيين في طرابلس "نعم، عبد العاطي العبيدي اعتقل اليوم"، ولكنه لم يعط تفاصيل اضافية.