محامون يدافعون عن باكستانيين في "غوانتانامو افغانستان"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
لاهور: قبل ثلاث سنوات اختفى المراهق حميد الله خان اثناء زيارة لاسرته في المناطق القبلية التي تنتشر فيها طالبان في باكستان، ليظهر بعد عام خلف القضبان في سجن عسكري اميركي في افغانستان.
وقتها كان خان صبيا في الرابعة عشرة من عمره، ولا يدري ذووه كيف انتهى الى مركز احتجاز تديره القوات الاميركية قرب قاعدة باغرام الجوية في افغانستان، ولا سبب احتجازه او متى سيتمكنون من رؤيته.
ويقول وكيل خان والد حميد "عندما نأكل او نشرب او نفعل اي شيء، نتذكره. لو كان قد مات لربما كنا نسيناه لكن المفقود لا ينسى ابدا".
وتابع الاب "على مدار ثلاث سنوات امه لا تأكل شيئا تقريبا وباتت الان تعاني من داء السكري، وجدته قضت حزنا عليه".
ويقول نشطاء حقوق الانسان ان معتقل باغرام هو "غوانتانامو المنسية" في اشارة الى المنشأة الاميركية في كوبا التي نقلت اليها الولايات المتحدة المشتبه بهم في الحرب على الارهاب بعد الهجمات التي تعرضت لها قبل عشر سنوات في الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001.
ويحتجز من يشتبه بانهم ارهابيون في باغرام لفترات مفتوحة دون توجيه تهم ودون امكان وصول محامين من الخارج اليهم في ظروف يصفها النشطاء باللاانسانية.
غير ان الجيش الاميركي يدافع عن السجن الافغاني باعتباره ضرورة لاحتجاز اشد المتشددين ويقول ان المحاكمات العسكرية المغلقة امام ما يوصف ب"لجان مراجعة اوضاع المحتجزين" توفر منفذا قانونيا مناسبا للمحتجزين داخله.
ويقول ريك تشيرنيتسر الضابط المسؤول عن الشؤون الاعلامية "الامر يتعلق بالامن وبضرورات عسكرية وقد اقره القانون الدولي كاجراء مشروع منذ امد بعيد".
غير ان اسرة حميد الله تقول ان اخر مرة شوهد فيها كان في محطة حافلات في منطقة جنوب وزيرستان الباكستانية المضطربة حيث كان ينوي العودة الى بيته في مدينة كراتشي جنوبي البلاد.
ويضيفون انهم عرفوا باحتجازه عندما اتصلوا بنشطاء لحقوق الانسان اجروا اتصالات بدورهك باللجنة الدولية للصليب الاحمر التي يتيح لها الجيش الاميركي تفقد سجناء باجرام.
ويقول المحامون عن الاسرة ان الصبي الذي صار في السابعة عشرة من عمره الان، هو واحد من عدة شبان ربما سلمتهم السلطات الباكستانية الى القوات الاميركية على الجانب الاخر من الحدود.
وقد رفع محامو الاسرة دعوى امام محكمة لاهور العليا للمطالبة بالافراج عنه.
وحتى الان لم تستجب الحكومة الباكستانية لطلب المحكمة ايضاح دورها في القضية، غير ان المتحدث الاميركي تشيرنيتسر ينفي ان يكون قد تم اعتقال اي من نزلاء باجرام على اراض اجنبية.
ويقول "لم ينقل اي شخص هنا (في السجن) من بلد خارجي بل جميعهم اعتقلوا في افغانستان".
وكان مركز الاحتجاز انشئ اولا ضمن القاعدة العسكرية المترامية في باغرام الى الشمال من العاصمة الافغانية كابول.
وفي كانون الاول/ديسمبر 2002 اكتسب سجن باغرام سمعة سيئة بوقوع ممارسات وحشية خارج اطار القانون داخله حينما توفي سجينان الواحد بفارق اسبوع عن الاخر.
وجاء التقرير الرسمي ليقول انهما توفيا وفاة طبيعية غير ان تحقيقا اميركيا كشف لاحقا تعرضهما للضرب وللربط بسلاسل وللحرمان من النوم.
وفي اواخر 2009 نقل السجن الى مسافة ميل خارج القاعدة واعيدت تسميته "مركز احتجاز باروان" حيث قالت القوات الاميركية ان ظروف الاعتقال تحسنت بشكل كبير وان السلطات الافغانية تساعد الان في ادارة السجن ويجري تدريب عناصر افغانية لتولي شؤونه بالكامل.
غير ان المحامين يقولون انه رغم الانتقال الى منشأة باروان التي بنيت بهدف استيعاب سجناء، مازالت قواعد السجن وظروفه تنتهك حقوق الانسان.
وتقول ساره بلال من مؤسسة جاستيس بروجيكت باكستان وهي المحامية الرئيسية في الدعاوى المرفوعة ضد الحكومة الباكستانية "بصراحة انتهاكات حقوق الانسان التي تجري في باغرام وعدد السجناء هناك تعادل ما كان الوضع عليه في غوانتانامو في بدايتها".
وتضيف "نريد تسليط الضوء على دور الحكومة الباكستانية سواء في نقل هؤلاء السجناء او في التواطؤ مع نقلهم الى باغرام او على اقل تقدير تبادل المعلومات بهذا الصدد مع السلطات الاميركية".
واحتجز 779 سجينا مروا في غوانتانامو مازال اكثر من 170 منهم فيه رغم وعد الرئيس الاميركي باراك اوباما باغلاق غوانتانامو في غضون عام من توليه الرئاسة في كانون الثاني/يناير 2009.
وتضم منشأة باروان الان اكثر من 2500 سجين، بحسب تقارير اعلامية اميركية، وحميد الله ليس الباكستاني الوحيد الذي استقر به المقام هناك. فقد وثق المحامون حالات ستة اخرين على الاقل فيما يقول الصليب الاحمر ان 18 باكستانيا محتجزون في باغرام.
ومن تلك الحالات امل خان البالغ الثامنة والعشرين الان والذي اختفى في شمال غربي باكستان في تموز/يوليو 2002 بعد ان ابلغ اسرته انه ذاهب للبحث عن عمل.
وتمكنت الاسرة من العثور عليه بمساعدة الصليب الاحمر حيث وجدوا في العام التالي انه في سجن باغرام وتمكنوا من الحديث اليه عبر الهاتف.
لكن خان لا يتسنى له ان يقول لهم كيف اصبح سجينا في باغرام، حسبما يؤكد ذووه. فكلما يحاول الحديث عن وضعه مع اسرته، او معاملته في السجن، ينقطع خط التليفون.
وحتى اذا نجحت الدعوى المرفوعة امام محكمة لاهور، يشكك الخبراء في ان يتمكن حميد الله وخان واخرين من الخروج قريبا.
ويقول امتياز غول رئيس مركز البحوث والدراسات الامنية في اسلام اباد "ليس هناك ما يجبر الولايات المتحدة على اطلاق سراحهم"، مشككا في امكانية الافراج يوما عمن وصفوا بأشد المتشددين.