بعد عشر سنوات مازالت "حرب آسيا على الارهاب" مستعرة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
جاكرتا: قتلت اندونيسيا او اعتقلت اغلب المتشددين المسؤولين عن تفجيرات بالي 2002، غير انها باتت تواجه تهديدات جديدة من الجيل الثاني من الجهاديين الساعين لتكرار هجمات 11 ايلول/سبتمبر.
وحتى قبل الهجمات على نيويورك وواشنطن في الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001 انتهج متشددو جنوب شرق اسيا اساليب الارهاب في بلدانهم لفرض الخلافة الاسلامية على المنطقة.
فالجماعة الاسلامية التي اسسها منفيون اندونيسيون في ماليزيا في مطلع التسعينات اتهمت بالعديد من الهجمات بينها تفجيرات استهدفت الكنائس والبورصة الاندونيسية في عام 2000.
غير ان "النجاح الباهر" لهجمات ايلول/سبتمبر ثم غزو الولايات المتحدة لافغانستان حشد مزيدا من المتشددين للانضمام للحرب التي وصفها زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن بالحرب ضد "العدو البعيد" او الغربيين.
ونفذ المتشددون التفجيرات الانتحارية الهائلة التي استهدفت مقاهي وحانات ومطاعم سياحية في جزيرة بالي الاندونيسية في الثاني عشر من تشرين الاول/اكتوبر 2002 ما اودى بحياة 202 شخصا بنهم 88 استراليا.
وبينما احتفل الجهاديون وجدت اندونيسيا والولايات المتحدة واستراليا انفسها مضطرة للتعامل مع التهديد الارهابي في جنوب شرق اسيا خاصة في اندونيسيا وجنوب الفيليبين.
وبدأ المستشارون الاميركيون والاستراليون يتدفقون على اندونيسيا لمساعدة الحكومة المنتخبة ديموقراطيا، حيث ما تزال تحاول الوقوف بعد سقوط دكتاتورية سوهارتو عام 1998، في مواجهة الجماعة الاسلامية وانصارها.
لكن رغم سلسلة من النجاحات خلال السنوات التي تلت ذلك مع القضاء على زعماء متشددين الواحد تلو الاخر يقول انسياد مباي رئيس الوكالة الوطنية الاندونيسية لمكافحة الارهاب ان الخطر زاد ولم يقل.
ونقلت فرانس برس عن مباي قوله "مشكلة الارهاب مرجعها فكر متشدد ومن ثم لا تنتهي الحركات الارهابية باعتقال او قتل رؤوسها".
واضاف ان الجماعة الاسلامية الاسيوية المرتبطة بالقاعدة "تحولت" الى تهديدات جديدة متشعبة.
وتابع ان "تلك الجماعات الصغيرة المستقلة لا ترتبط بقائد واحد، بل يربطها الفكر، وبإمكانها التحرك كمجموعات صغيرة او حتى كأفراد يحددون اهدافهم بانفسهم وينفذون الخطط دون الاستعانة بآخرين".
واردف "لديهم نوازع متشددة جدا لاعتقادهم القوي بهذا الفكر، وهم حقا متطرفون.. الحقيقة ان تلك المجموعات تزداد قوة".
وبعد صدمة بالي، جاء النجاح الاول باعتقال الزعيم البارز بالجماعة الاسلامية الاندونيسي حنبلي في عام 2003، همزة الوصل مع القاعدة المتهم بجرائم عدة بينها التخطيط لتفجير طائرات ركاب اميركية.
ثم جاء هجوم اخر استهدف السائحين الغربيين في بالي عام 2005، ومن ثم قتلت شرطة مكافحة الارهابة الاندونيسية المدربة اميركيا صانع القنابل بالجماعة الاسلامية ازهري حسين، الماليزي الجنسية، في مخبأ بجزيرة جاوا الاندونيسية.
ويقول المحللون ان الجماعة الاسلامية شعرت عندها بتزايد الضغوط عليها، فبدأت انقسامات تدب فيها بين من يريدون مواصلة القتل العشوائي على غرار القاعدة واخرين رأوا ان المشكلة في ذلك ان مسلمين كثيرين يقعون ضحايا تلك الهجمات إلى جانب المستهدفين.
ومن ثم انشق ماليزي اخر، وهو نور الدين محمد توب، عن الجماعة الاسلامية ليشن عملياته الخاصة، بما في ذلك اخر هجوم ارهابي كبير تشهده اندونيسيا والذي تمثل في التفجيرات الانتحارية عام 2009 لفنادق فخمة في جاكرتا ما اسفر عن قتل سبعة اشخاص.
والبعض علل هجوم نور الدين بانتقامه لاعدام مهاجمي بالي امروزي ومخلص وامام سامودرا رميا بالرصاص في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر 2008. غير ان نور الدين نفسه قتل بعد شهرين من تفجير الفنادق في تبادل لاطلاق النار مع الشرطة في جاكرتا.
ومنذ ذلك الحين حالف النجاح القوات الاندونيسية لمكافحة الارهاب، فقد تم اكتشاف خلية جديدة اطلق عليها "القاعدة في اتشيه" في سومطرة العام الماضي وجرى اما قتل او اعتقال زعمائها.
كما قتلت الشرطة زعيما اخر للجماعة الاسلامية وعقلا مدبرا اخر لهجمات بالي، ويدعى ذو المتن العام الماضي بينما حكمت اخيرا على الشيخ ابو بكر باعشير الاب الروحي للكثير من المتشددين، بالسجن 15 عاما بناء على اتهامات بالارهاب في حزيران/يونيو.
واعتقلت الشرطة الباكستانية من جانبها من يعتقد انه اخر المشاركين في تدبير هجمات بالي، الاندونيسي المتشدد عمر فاتك في وقت سابق هذا العام في نفس البلدة التي قتلت فيها القوات الاميركية الخاصة اسامة بن لادن. ومازال فاتك بانتظار المحاكمة في اندونيسيا.
ويقول نور الهدى اسماعيل المحلل بمعهد السلام الدولي في جاكرتا ان المتشددين الاندونيسيين آثروا بشكل مؤقت البعد عن الاهداف الكبيرة والتركيز على استهداف الشرطة والمسؤولين المحليين في هجمات محدودة.
لكنه يقول "انه تحول مؤقت ليس إلا -- وهم بانتظار ان تحين اللحظة لمهاجمة الاجانب ثانية"، مضيفا ان على الحكومة "بذل الكثير من الجهد" على صعيد مكافحة عمليات التشدد التي تجري للمحكومين داخل السجون.
وفي الفيليبين حيث قتل متشددو جماعة ابو سياف سبعة من قوات المارينز في جزيرة خولو الشهر الماضي، وقد دأبوا على عمليات الخطف وقطع الرؤوس منذ امد طويل، يقول المحلل الامني رودلفو ميندوزا ان المعركة ضد التسلح الاسلامي على اشدها.
واضاف ميندوزا "لم نبلغ بعد النصر على ابو سياف والارهاب.. فلديهم خلايا نشطة وتحالفات قائمة مع مجموعات اخرى مثل الجماعة الاسلامية".