أسماء الأسد تغازل السوريين بزيارة طالب متفوق برفقة زوجها

بعد الأنباء التي تحدثت عن هروب زوجة الرئيس السوري مع أبنائها الثلاثة إلى بريطانيا في بداية الإحتجاجات، جنّدت أسماء الأسد صفحتها على فايسبوك لإظهار مدى تلاحمها وزوجها مع الشعب رغم المواجهات بين عناصر الأمن والثوار في مختلف المدن السورية.

خصصت أسماء الأسد عقيلة الرئيس السوري صفحتها على شبكة التواصل الاجتماعي "فايسبوك" لإنقاذ زوجها من عثرته السياسية وانقلاب الشارع السوري ضده والمطالبة برحيله، إذ روّجت من خلال نشر صور لها وزوجها للقاء زارا خلاله إحدى الأسر السورية، لتهنئتها بنجاح نجلها بتفوق في شهادة الثانوية العامة "البكالوريا"، ونقلت عقيلة الرئيس السوري صورها برفقة زوجها إلى صفحتها الخاصة على فايسبوك، لإظهار مدى تلاحمها وارتباطها وزوجها بالشعب.

تحت عنوان "الرئيس الأسد يزور متفوق البكالوريا، كتبت أسماء الأسد خبراً مقتضباً، أشارت فيه إلى أن الرئيس بشار الأسد وعقيلته السيدة أسماء زارا منزل الطالب باسم إدريس، الذي حصل على المرتبة الأولى على مستوى سوريا، في امتحانات الشهادة الثانوية "البكالوريا" في الفرع العلمي في مدينة حلب، إذ حصل على المجموع الكامل 290 من 290 درجة، واستمرت زيارة الأسد وعقيلته بحسب صفحة أسماء الاسد على فايسبوك ما يقرب من ساعتين، تناول فيها الرئيس السوري وعقيلته طعام الغداء مع أسرة الطالب المتفوق، كما التقطا معه وأسرته الصور التذكارية.

رقابة أمنية مشددة على مواقع الانترنت

لم يكن مستغرباً ان تكون تعليقات زوار صفحة أسماء الأسد على فايسبوك إيجابية، إذ إن الجميع يعلم مدى الرقابة الأمنية المشددة على مواقع الانترنت والبريد الالكتروني في سوريا، وعلى خلفية ذلك جاءت معظم التعليقات لتشيد بالخطوة التي قام بها الأسد وعقيلته، واعتبروها تعبيراً عن تواضع أسرة الاسد، فضلاً عن عبارات التبجيل والتفخيم التي خلعوها على الرئيس.

ومن بين هذه التعليقات، بحسب ما جاء على صفحة اسماء الاسد: "يا أخي بعد أسدنا ما في أسد"، و"مبروك التفوق والله يحمي رئيسنا"، الى غيره من تعليقات تسير كلها في هذا الفلك.

على الرغم من ذلك، لم يستنكف عدد ضئيل من المتصفحين توجيه الانتقادات لزيارة الأسد وعقيلته الأسرة السورية، إذ دار مضمون تلك التعليقات حول الدهشة من الفجوة بين عمليات القمع والقتل التي ترتكبها سلطات النظام السوري ضد الثوار في مختلف المدن، وبين الزيارة التي حاول الأسد وعقيلته التعبير فيها عن مدى ارتباطهما وتواصلهما مع الشعب.

وكان من بين التعليقات التي وردت في هذا المضمون: "شو استفدنا ...اذا بكرا رح يكبر ويقتلوه الشبيحة"، و"كان من باب أولى يروح يزور أول شهداء سقطوا في درعا، راح بعت ناس ينوبوا عنه مشان شهيد، ومشان طالب راح زاره، على كل حال الف مبروك للطالب، وعقبال نجاحه بالجامعة".

لم تقتصر حملة عقيلة الرئيس السوري والترويج لارتباطه بشعبه عند زيارة أسرة الطالب السوري المتفوق، وإنما تجاوزتها لزيارات أخرى حملت المضمون نفسه، ومنها زيارة الأسد وعقيلته المفاجئة 15 قرية في محافظة السويداء السورية، وقالت انهما تناولا "فطائر على الصاج" لدى إحدى السيدات اللواتي حصلن على قرض بطالة، تمكنت من خلاله فتح مطعم صغير، كما زار الأسد وعقيلته خلال تلك الجولة عدداً من العائلات في منازلها، واستمع خلالها الرئيس السوري إلى المشكلات التي تعانيها منطقتهم.

تكريم 56 أمًّا من مختلف المحافظات

كما اهتمت أسماء الاسد في صفحتها على فايسبوك في إبراز دورها ونشاطها الاجتماعي داخل سوريا، إذ نشرت خبراً المحت فيه الى تكريمها لـ 56 أماً من كل المحافظات السورية، استفدن من القروض الصغيرة التي تمنحها الجهات الأهلية والحكومية، وأسسن مشاريع صغيرة ناجحة ساهمت في تحسين واقع أسرهن إلى الأفضل.

وأدرجت عقيلة الرئيس السوري صوراً لها على صفحتها الخاصة تظهر فيها الى جانب زوجها خلال الجولات والزيارات التي تجولا فيها داخل سوريا، وغيرها التي ظهرت فيها مع عدد من الامهات السوريات اللاتي حظين بالتكريم.

حملة اسماء الاسد وصفتها صحيفة يديعوت احرونوت بـ "حملة الإنقاذ"، ولكنها جاءت بحسب الصحيفة العبرية في "الوقت الضائع"، مشيرة الى انه في الوقت الذي يواصل نظام الرئيس السوري قتل وقمع واعتقال أبناء شعبه في مختلف شوارع المدن السورية، وتجاهله للضغوطات الدولية المتزايدة الممارسة عليه، خصصت سيدة سوريا الاولى ساعات من وقتها لتحميل أخبار وصور لها وزوجها في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، وذلك بمناسبة زيارة قامت بها والأسد للطالب الأول في سوريا باسم ادريس من محافظة حلب، الذي حصل على الدرجات النهائية في امتحانات الثانوية العامة "البكالوريا".

وقالت الصحيفة العبرية ان وسائل الاعلام السورية تحدثت بإسهاب عن زيارة الاسد وعقيلته أسماء لمنزل اسرة الطالب المتفوق باسم ادريس، ونقلت الصحيفة عن موقع الكتروني سوري اعتمد في معلوماته على مصدر وصفه بالمقرب من اسرة الاسد، ان اسماء الاسد وزوجها بادرا الى الزيارة.

واضاف: "انه بعد يوم من تكريم باسم ادريس، فوجئت اسرة الطالب المتفوق بتلقي اتصال هاتفي من قصر الرئاسة السوري، جاء فيه: انه ينبغي عليهم المكوث في منزلهم وعدم مغادرته بتاتاً، من دون ابلاغهم بأن الرئيس وعقيلته يعتزمان زيارتهما، وبعد ما لا يقل عن ربع ساعة فقط من الاتصال الهاتفي، فوجئت اسرة الطالب المتفوق بدخول الرئيس الاسد وعقيلته المنزل".

هروب أسماء مع أبنائها الثلاثة

وكانت وسائل إعلام بريطانية اشارت الى ان عقيلة الرئيس السوري اسماء الاسد غادرت سوريا، ولاذت بالفرار مع ابنائها الثلاثة الى العاصمة البريطانية، وانها تقيم هناك في منزل خاص متاخم للندن.

ومنذ اندلاع الاحتجاجات المناوئة للأسد في شوارع المدن السورية لم تظهر عقيلة الاسد في مناسبات اجتماعية، على خلفية تحذيرات تلقاها الرئيس السوري من اجهزته الامنية، اكدوا فيها أن حياة عقيلته وأبنائه الثلاثة باتت في خطر، ومن الافضل ان يغادروا جميعاً البلاد.

واشار التقرير العبري الى ان مصدراً وصفه بـ "العربي" قال إن الاسد وافق على التوصيات الرامية الى ضرورة مغادرة عقيلته وأبنائه الأراضي السورية، والسفر الى لندن، خاصة أن أقارب العائلة تقيم في المدينة عينها.

واضاف المصدر: "ان أسماء وابناءها الثلاثة لاذوا بالفرار من سوريا في سرية تامة، ورافقها خلال عملية الهروب عدد ليس بالقليل من عناصر الحراسة السورية.

الجدير بالذكر ان والد ووالدة أسماء الاسد يقيمان في إحدى الضواحي غرب لندن، غير أن جيران والديها أكدا أنهم لم يروا أسماء أو ابنائها الثلاثة، ونفوا أن تكون عقيلة الاسد قد وصلت إلى منزل والديها أو أنها تقيم فيه سراً.

ونقل التقرير العبري عن مراقبين سياسيين قولهم إنه ربما يكون هروب عقيلة الاسد من سوريا - إذا صحّت - خطوة استباقية لهروب زوجها من سوريا، وربما يطلب حق اللجوء السياسي الى بريطانيا، رغم نشر تقارير أخرى أكدت أن السعودية تعهدت بمنح الأسد وأسرته لجوء سياسياً إذا طلبه الرئيس السوري من الرياض.