أخبار

اكراد العراق في وضع حرج بين الانفصاليين وضغط تركيا وايران

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بغداد: بات اكراد العراق عالقين بين روابطهم الاتنية بالمتمردين الاكراد المتمركزين في اقليم كردستان المتمتع بالحكم الذاتي، والضغط الشديد التي تفرضه ايران وتركيا بهدف القضاء على قواعد المعارضة الكردية لنظاميهما.

وكانت ايران شنت منذ تموز/يوليو هجوما كبيرا ضد متمردي حركة حزب الحياة الحر (بيجاك)، مستهدفة قواعدهم في كردستان العراق على طول الحدود بين العراق وايران وقصفت المنطقة لاسابيع.

واعلنت الاربعاء ان قواتها قتلت في الثالث من ايلول/سبتمبر مساعد قائد حزب الحياة الحر "بيجاك" مجيد كافيان المكنى سماخو سارلدين.

وفي منتصف آب/اغسطس بدأت تركيا حملة عسكرية تخللها قصف وغارات جوية ضد قواعد لحزب العمال الكردستاني في كردستان.

وقال رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني الثلاثاء خلال اجتماع لممثلي اقليم كردستان في الخارج "نحن في وضع حرج، لان هناك دولتان تقولان لنا سيطروا على حدودكم فلا تبقى لدينا مشاكل معكم، في الوقت الذي نحن نخشى فيه من ارسال قوات الى الحدود، لانه يمكن ان تندلع حرب كردية-كردية ولهذا السبب من غير الممكن ارسال قوات".

واضاف "نحن لا ندعم بيجاك (حزب الحياة الحر الكردي الايراني) ولا (بي كي كي) حزب العمال الكردستاني في الحصول على هذه الحقوق بالحرب وانما نشجعهم على المطالبة بحقوقهم بالطرق السلمية".

وقال بارزاني ان "(بيجاك) و (بي كي كي) لا يراعيان وضع اقليم كردستان (العراق) بالقيام بعمليات عسكرية من اراضي الاقليم".

ودعا بارزاني الطرفين الى التخلي عن فكرة الحصول على حقوقهما بالطرق العسكرية.

وكشف بارزاني عن مساعي لحل القضية قائلا "اذا نجحنا في مسعانا سنقدم خدمة كبيرة لسكان الاقليم ولايران وتركيا، واذا لم ننجح، فاننا لن نكون جزءا من هذه الحرب".

والوضع من دون شك صعب بالنسبة للبارزاني المحارب القديم الذي قاد التمرد لمدة عشرين عاما من أجل الحكم الذاتي لكردستان العراق، حين يجد نفسه مضطرا لعدم التعاطف مع اكراد ايران وتركيا.

ولكن بالنسبة لايران وتركيا فان ما يهمهما هو التخلص من حزب العمال الكردستاني وحزب الحياة الحر.

وقال يوسف كوران المستشار في المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال طالباني "اعتقد ان هناك ضوء من جانب التركي لبدا القوات الايرانية بضغط على مقاتلي حزب الحياة الحر".

واشار كوران الى ان "هناك سببين وراء القصف الاخير على معاقل الانفصاليين الاكراد، الاول، تزايد نشاط مقاتلي حزب الحياة الحر داخل ايران".

اما السبب الاخر فيتعلق ب"الاحداث الاخيرة في المنطقة وسقوط بعض الانظمة والثورات التي تقوم بها الشعوب في المنطقة قد ادت الى تخوف بعض الدول من وجود جماعات المسلحة على حدودها".

واضاف "اذا لم تتوقف الهجمات سوف تستمر المعركة، لان تركيا وايران تصر على وقف أنشطة هذه الجماعات المسلحة".

وبدا حزب العمال الكردستاني الكفاح المسلح في جنوب شرق تركيا ذات الغالبية الكردية منذ عام 1984 ، في صراع خلف 45 الف قتيل.

وتاسس حزب الحياة الحر الذي يرتبط بعلاقات مع حزب العمال الكردستاني في عام 2004، وانخرط في معارك متقطعة ضد القوات الايرانية.

وقال المحلل السياسي عبد الرحمن غريب انه يعتقد ان ايران تسعى الى تصدير ازمتها الداخلية واشغال الراي العام الداخلي بقضايا الحدود ومشكلتها مع حزب الحياة الحر.

كما رأى غريب ان "القصف والمعارك بين الطرفين ستستمر الى حين حسمها عن طريق المفاوضات".

اما الخيار الاخر برأي غريب فانه حسم الموقف بدحر قوات حزب الحياة الحر عسكريا، وهذا صعب التكهن به بسبب اسلوب حرب العصابات وكذلك صعوبة العمل العسكري في مناطق تواجد المقاتلين المعروفة بمناطق جبال قنديل الوعرة.

ولكن الى حين التوصل إلى حل، فإن سكان اقليم كردستان سيضلون يعانون.

وقال قائمقام قضاء قلعة دزة حسن عبد الله "منذ بدا القصف الايراني على منطقة قلعة دزة (160 كم شمال السليمانية) نزحت 330 عائلة فيما تضررت عشرات المنازل اثر القصف الايراني".

وكانت تركيا ايضا نفذت هجمات في المنطقة بما في ذلك ضربة جوية اواخر اب/اغسطس اودت بحياة عائلة من سبعة افراد في بلدة كورتك.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف