أخبار

إختفاء صواريخ من مستودعات الأسلحة الليبية يثير قلق واشنطن

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

القاهرة: في خضم عمليات القتال المتواصلة داخل ليبيا بين الثوار والقوات المتبقية من المواليين لنظام العقيد معمر القذافي، بدأت تثار مخاوف لدى المسؤولين الأميركيين من احتمالية أن تجد الصواريخ والأسلحة الليبية طريقها بسهولة إلى السوق السوداء.

وفي هذا السياق، لفتت اليوم صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن تلك البنايات الثلاثة الضخمة الموجودة بداخل مجمع محاط بسور في العاصمة طرابلس، ويعتقد بحسب ما هو معلن عليها من الخارج أنها تُستَخدم في طباعة الكتب المدرسية وكمستودع تخزين، تضم بالفعل كتيبات، لكنها متعلقة بالطريقة التي يمكن من خلالها إطلاق قاذفات صواريخ وصواريخ موجهة سلكياً من بين عدة أشياء أخرى كذلك.

وأوضحت الصحيفة أن تلك البنايات عبارة عن مستودعات مقنعة ممتلئة بالذخيرة - كقذائف الهاون وقذائف المدفعية والصواريخ المضادة للدبابات وآلاف القطع من الذخائر العسكرية التي لا تخضع نهائياً لأي حراسة منذ أكثر من أسبوعين بعد سقوط العاصمة.

ورأت الصحيفة أن اختفاء تلك الصواريخ التي تعرف بالصواريخ المتتبعة للحرارة من مستودعات الأسلحة الليبية والتي يمكن أن يستعين بها الارهابيون في اسقاط طائرات مدنية، هي التهديد الأكبر الذي تخشاه الآن السلطات الأميركية. وسبق أن تم تحديد تلك الصواريخ، ومعظمها من طراز SA - 7B، في ليبيا من قبل، ومن المعروف جيداً أنها بيعت لحكومة العقيد القذافي من قِبل بلدان كانت تقع سابقاً في الكتلة الشرقية.

وتابعت الصحيفة بقولها إن الأدلة التي توجد في مستودع طباعة الكتب المدرسية تؤكد كميات الصواريخ الكبيرة التي كانت تتواجد هناك. كما جاء اختفائها على هذا النحو ليثير تساؤلات بشأن الأعداد التي ربما تم اختلاسها من جانب الثوار أو المجرمين أو المهربين. وقال ماتيو سكرويدر، الذي يجري أبحاثاً على الصواريخ المتتبعة للحرارة وانتشارها لصالح اتحاد العلماء الأميركيين في واشنطن، إن اكتشاف نهب مستودع سلاح آخر في ليبيا يعد مدعاة للقلق، وبخاصة المستودعات التي كانت تحتوي على ما يطلق عليه اخصائيو الأمن منظومات دفاع جوي محمولة.

هذا وقد طلبت حكومات غربية ومنظمات غير حكومية مراراً وتكراراً من حكومة الثوار، المجلس الوطني الانتقالي، أن تتخذ إجراءات من شأنها تأمين مخزونات الأسلحة الهائلة التي آلت ملكيتها لها، على ما يبدو من دون جدوى. وعاود سكرويدر ليقول " إن المزاعم التي تتحدث عن أن المستودعات التي يوجد بها منظومات دفاع جوي محمولة أو أسلحة أخرى خطيرة لم تؤمن بعد بصورة مناسبة هي أمور مقلقة للغاية، وينبغي التحقيق فيها بشكل شامل. وفي الحالات التي يتضح فيها وجود نقص في تأمين المخزون، يجب اتخاذ أي خطوات فورية لتصحيح أي قصور".

وفي واشنطن، قال جون برينان، كبير مسؤولي قطاع مكافحة الارهاب في إدارة الرئيس أوباما، إن انتشار الصواريخ التي تطلق من على الكتف وغيرها من الأسلحة المستمدة من الترسانة الليبية يثير الكثير من المخاوف. ولفت أيضاً إلى أن الولايات المتحدة ضغطت على حكومة الثوار من أجل اتخاذ إجراءات تعني بتأمين مخزونات الأسلحة.

فيما أوضح ضابط بارز بالجيش الأميركي يتتبع الوضع في ليبيا عن قرب أن هناك عدداً قليلاً جداً من الحالات الموثقة التي أطلقت فيها القوات الليبية الموالية صواريخ من فوق الكتف على الطائرات التابعة لحلف الناتو. وقال إنه من غير الواضح أيضاً ما إن كانت القاعدة أو غيرها من من التنظيمات الارهابية قد تحصلت على نوعية الصواريخ هذه أم لا، رغم قوله إن محللين استخباراتيين افترضوا حدوث ذلك.

ونقلت الصحيفة كذلك عن بيتر بوكايرت، باحث لدى منظمة هيومان رايتس ووتش، قوله "تعرف دول أخرى أن تلك الأسلحة متروكة دون رقيب، وستحاول أن تتحصل عليها". وقال عبد الرحمن بوسين، ناطق باسم جيش الثوار الليبي، إن سلطات الثوار على دراية بمستودع الكتب المدرسية، الذي يبعد مسافة قدرها ربع ميل فقط عن مقر لواء خميس، الذي يعد من وحدات الجيش الموالية التي يترأسها نجل العقيد الليبي معمر القذافي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف