أخبار

تحقيق بريطاني يؤكد وفاة عراقي جراء "اعمال عنف لا مبرر لها" قام بها جنود

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

لندن: خلص تحقيق رسمي بريطاني الخميس في لندن الى ان جنودا بريطانيين مارسوا "اعمال عنف لا مبرر لها" ضد معتقل عراقي قضى متأثرا بجروحه في 2003 في البصرة جنوب العراق.

وجاء في تقرير عن التحقيق ان بهاء موسى، عامل الاستقبال في احد الفنادق، توفي بعدما تعرض "لسلسلة مخيفة من اعمال العنف غير المبررة" التي تشكل "انتهاكا بالغ الخطورة لانضباط" الجنود البريطانيين.

وانتقد التقرير سلوك عدد من عناصر فوج كوين لانكشاير الاول الذين تقع على كاهلهم "مسؤولية ثقيلة" في هذه المأساة، ولا سيما الكولونيل جورج مندونكا الذي كان رئيسا للوحدة لدى حصول الحادثة.

واعتبر وليام غيج القاضي السابق الذي ترأس التحقيق، في مؤتمر صحافي ان "هذا الحدث ... البالغ الخطورة ... كان يفترض الا يحصل ويجب الا يحصل".

ودان التقرير ايضا "الفشل الجماعي" لوزارة الدفاع البريطانية والجنود الذين استعانوا في العراق بتقنيات استجواب حظرتها الحكومة في 1972 وخصوصا تغطية رؤوس الموقوفين وارغامهم على البقاء واقفين في اوضاع مؤلمة ومرهقة.

وقد توفي بهاء موسى البالغ من العمر 26 عاما والاب لولدين في 15 ايلول/سبتمبر 2003 بعدما انهال عليه بالضرب جنود بريطانيون في البصرة التي كانت آنذاك تحت سيطرة بريطانيا. وتوفي بعد 36 ساعة من التوقيف على ذمة التحقيق وكان يعاني من 93 جرحا.

واشار رئيس الوزراء ديفيد كاميرون الى ان "ما حصل مخيف ويصيب بالصدمة ويجب الا يتكرر"، معربا عن ارتياحه لان بريطانيا "لا تسعى الى التكتم على هذا النوع من القضايا"، ومؤكدا امكانية حصول ملاحقات جديدة.

وذكرت وزارة الدفاع البريطانية ان عددا من الاشخاص وردت اسماؤهم في التقرير سيتم تسريحهم من الجيش، وقدم الجنرال بيتر وال رئيس اركان سلاح البر الاعتذار عن هذه القضية التي "اساءت الى سمعة" الجنود.

اما عائلة الضحية فطالبت بملاحقة المسؤولين. وقال محامي العائلة سابنا مالك "بتنا ننتظر تحرك السلطات القضائية المدنية والعسكرية للتأكد من احقاق الحق".

وحكم في هذه القضية حتى الان على جندي واحد هو دونالد باين. ففي 2007، اعتبرت محكمة عسكرية انه ارتكب جريمة حرب وطرد من الجيش وحكم عليه بالسجن عاما واحدا.

والتقرير الذي صدر الخميس بعد ثلاث سنوات من التحقيق اتهم باين بانه مارس "سلسلة مخيفة من اعمال العنف غير المبررة والوحشية" ضد بهاء موسى ومعتقلين عراقيين آخرين.

وفي تموز/يوليو 2008، وافقت وزارة الدفاع البريطانية على دفع تعويضات تبلغ قيمتها 2,83 مليون جنيه استرليني (3,2 مليون يورو) الى عائلات بهاء موسى وتسعة عراقيين اخرين تعرضوا لسوء معاملة.

من جهته، خلص تقرير رسمي في 2008 الى ان سوء المعاملة الذي مارسه جنود بريطانيون ضد مدنيين في العراق ليس "منهجيا".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف