ثورتا مصر وتونس أبطلتا مفعول فزاعة الإسلاميين السلطوية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
في الحلقة الخامسة من ملف "إيلاف" حول "ربيع العرب" يرى خبيران أن أنظمة المنطقة استثمرت هاجس الريبة الشعبي من الإسلاميين لمصلحتها، وللإيحاء بأنها البديل الأوحد من الاحتلال وسيطرة الأصولية. ورغم نجاح دعم الغرب لهذه الأنظمةفي تثبيت ذلك،لكنهما أشارا إلى أن نجاح ثورتي مصر وتونسأبطل مفعول هذه الفزاعة.
القاهرة: يرى خبراء في شؤون الجماعات الإسلامية أن إستخدام الأنظمة التي تواجه ثورات شعبية فزاعة الإسلاميين في مواجهة الغرب يعتبر إستثماراً لفوبيا الإسلام.
وأكدوا أن نجاح ثورتي مصر وتونس ساهم بشكل واضح في إزالة جزء من ذلك الخوف، وشددوا على ضرورة أن تبذل الجماعات الإسلامية مجهوداً لإثبات أنها تؤمن بالديقراطية والحرية وتقبل الآخر.
إستثمار لفائض الشك
وفقاً للدكتور نبيل عبد الفتاح نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستيراتيجية والخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، فإن كل الأنظمة الإستبدادية في المنطقة العربية إستثمرت فائض الشك والريبة لدى الغرب تجاه الحركات والتنظيمات الإسلامية الراديكالية لمصلحتها، من أجل توطيد أركان حكمها في بلادها، والإيحاء بأنها البديل الآمن على مصالح أميركا والدول الغربية للجماعات الإسلامية.
وأضاف لـ"إيلاف" أنه لا يمكن قراءة المشهد الحالي في ما يخص إستخدام الإنظمة التي تواجه ثورات شعبية أو تلك التي أسقطت بفعل ثورات شعبية الإسلاميين كفزاعة للغرب، من دون الحديث عن المرتكزات التي بنيت عليها تلك الأنظمة إستيراتيجيتها.
وأوضح أن أميركا وأوروبا إستخدمتا جماعات الإسلام السياسي في الحرب ضد الإتحاد السوفيتي السابق في أفغانستان، كما إستخدمتا جماعات الإسلام السياسي في باكستان في مواجهة قوة الهند عندما كانت لها تحالفات قوية من الإتحاد السوفيتي.
مشيراً إلى أن أميركا أيضاً إستخدمت تلك الجماعات في مواجهة الناصرية في مصر وحزب البعث في العراق وسوريا في بداية التصف الثاني من القرن الماضي، وبالتالي فإن الغرب هي من صنع تلك الفزاعة لنفسه ولغيره، وكان من السهل على الأنظمة الآيلة للسقوط أن تتشبث بكراسي الحكم بإستخدام فزاعة الإسلاميين والفوضى والإضرار بمصالح الغرب في المنطقة.
الحل السحري للإبقاء على الدعم الغربي
ونبّه عبد الفتاح إلى أن هناك عوامل عدة نجحت في أن تكوّن إعتقادًا لدى تلك الأنظمة بأن فزاعة الإسلاميين هي الحل السحري لإبقاء الدعم الغربي لها مستمراً، منها تنفيذ تنظيم القاعدة والجماعات الأخرى عمليات عنف عدة في مصر والمغرب والسعودية ولندن وشرق أفريقيا في كينيا وتنزانيا، ثم 11 سبتمبر/أيلول في أميركا.
تلا ذلك توظيف الميديا في الربط بين الإسلام والعنف، ورفض الآخر، سواء من المسيحيين أو اليهود أو أصحاب الديانات الأخرى في آسيا وأوروبا، مشيراً إلى أن هذه الصورة النمطية بدأت تتبدد بعد نجاح ثورتي تونس ومصر، وإنفتاح حركات أو جماعات الإسلام الراديكالي على الآخر، سواء في الداخل أو الخارج.
نماذج الحكم الإسلامي الفاشلة
حول مدى فاعلية تلك الفزاعة مع الداخل العربي، قال عبد الفتاح إن الجماعات الإسلامية، ولاسيما جماعات الجهاد والجماعة الإسلامية، ارتكبت العديد من الأخطاء التي ساهمت في رسم صورة ذهنية مشوّهة عن الإسلاميين لدى العامة والليبراليين والقوى الماركسية في مصر والعالم العربي، تمثلت تلك الأخطاء في ارتكاب جرائم عنف مادي، مثل القتل أو الجرح أو السطو على محال الذهب والصاغة، إضافة إلى العنف المعنوي، مثل تكفير الآخر.
وأشارإلى أن هناك عوامل أخرى ساعدتعلى إحداث فجوة بين الإسلاميين والقوى الأخرى أو الشارع وعدم رغبتها في أن يصلوا إلى الحكم، أهمها نماذج الحكم الإسلامي الفاشلة في السودان وإيران، فنظام الحكم في السودان أدى إلى تقسيم الدولة إلى دولتين، فضلاً عن حدوث نزاعات إنشقاقات في دافور، ويعود هذا بالدرجة الأولى إلى ممارسة الإسلامي العربي الإستعلاء على الإسلامي الأفريقي.
أما في إيران فهناك غياب للديمقراطية الحقيقية وإنتشار للفساد والقمع، حيث تتم ملاحقة الحركات والقوى الإصلاحية وإعتقال قياداتها، رغم أن بعض تلك القيادات تقلد أعلى المناصب في إيران.
وشدد عبد الفتاح على أن القوى الإسلامية يجب أن تبذل جهوداً مضنية لتصحيح صورتها لدي الغرب والداخل في الوقت عينه، مشيراً إلى أنه يقع عليها عبء إثبات أنها ليست البديل الأسوأ من تلك النظم الفاسدة والإستبدادية، ونبه إلى ضرورة أن تتبنى خطاباً معتدلاً يؤمن بالوطنية والديمقراطية والدولة المدنية التي يتساوى فيها جميع المواطنين أمام القانون.
الغرب يفضل الإستبداد على الديمقراطية
ويذهب ممدوح إسماعيل محامي الجماعات الإسلامية في مصر بعيداً عن ذلك بالقول إن الخلاف بين الغرب والإسلاميين ليس خلافاً سياسياً، بل خلاف عقائدي. وأوضح لـ"إيلاف" أن الأزمة الحقيقية تتمثل في أن الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، تفضّل التعامل مع الأنظمة الإستبدادية على التعامل مع الأنظمة الديمقراطية، وتعتقد أن مصالحها معها، وليست مع الشعوب.
مشيراً إلى أن الغرب يعاني فوبيا الإسلام، وهو ما تدركه الأنظمة الحاكمة في المنطقة العربية، وتلعب على هذا الوتر بحرفية شديدة، حيث تثير لديه المخاوف من أن البديل منها سيكون وصول الجماعات الإسلامية المتشددة إلى سدة الحكم، وإعلان الحرب عليه، والإضرار بمصالحه.
ولفت إسماعيل إلى أن الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن على والرئيس المصري السابق حسني مبارك، والعقيد معمّر القذافي، والرئيس اليمني علي عبد الله صالح، وأخيراً الرئيس السوري بشار الأسد، كل هؤلاء إستخدموا الإسلاميين فزاعة للغرب، ومن هذا المنطلق كان الدعم المطلق لها في مواجهة شعوبها في بداية الثورات، لكن إرادة الشعوب إنتصرت في النهاية وفرضت نفسها. ويجب على الغرب أن يعي جيداً من الآن فصاعداً أن مصالحه مع الشعوب، وليست معالأنظمة الحاكمة الفاسدة.
ثورتا تونس ومصر أبطلتا مفعول الفزاعة
ووفقاً لوجهة نظر على عبد العال الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، فإن الأنظمة الإستبدادية في المنطقة العربية لم تبدأ حملاتها من أجل صنع فزاعة الإسلاميين منذ إندلاع الثورات فقط، بل كانت تعمل على تشويه الحركات والجماعات الإسلامية على مدار عقود طويلة، وشنّت حملات إعلامية عبر برامج ومسلسلات درامية وأفلام سينمائية بغرض تنفير الغرب والداخل من الإسلاميين، منها مسلسل "العائلة" وفيلم "الإرهابي".
وأضاف عبد العال لـ"إيلاف" أن تلك الأنظمة وقفت إلى جوار الغرب، ولاسيما أميركا، في حربها ضد ما تعتقد أنه "إرهاب إسلامي"، وتوحدت حملاتهم الإعلامية في الداخل والخارج، ونتج من ذلك إنتشار فوبيا الدين الإسلامي لدى الغرب، وفوبيا الجماعات الإسلامية لدى الشعوب في الداخل، وتحديداً التيارات الليبرالية والقومية والماركسية.
وتابع عبد العال قائلاً إن نجاح ثوتي تونس ومصر وإنهيار نظرية الفزاعة الإسلامية ساهم في إزالة جزء كبير من الخوف من الإسلاميين، وأثبت أن الإستبداد هو الوجه الآخر للعنف أو الإرهاب.
وأوضح: الجماعات الإسلامية لجأت إلى العنف، سواء الفكري أو المادي، نتيجة إنسداد كل قنوات التعبير في وجهها، وفقدان الأمل في التغيير السلمي، ولكن بعد نجاح الشعوب في إحداث التغيير المنشود سلمياً، لم تعد هناك أية حاجة لإستخدام العنف.
ولفت إلى أن قيادات الجماعة الإسلامية، التي مارست العنف في السابق، أعلنت أنها لن تعود إليه مرة أخرى في ظل الحرية، وجاء ذلك على لسان الشيخ عبود الزمر، الذي كان متهماً في التخطيط لإغتيال الرئيس أنورالسادات.
التعليقات
على العكس تماام
sheri -سيطرة جماعة الاخوان المسلمين المحضوره في مصر .. وضهور الحركات الاسلاميه بقوه في تونس ، يثبت ان موضوع الفزاعه الاسلاميه حقيقي وهو ليس فزاعه بل ثعبان متلون
على العكس تماام
sheri -سيطرة جماعة الاخوان المسلمين المحضوره في مصر .. وضهور الحركات الاسلاميه بقوه في تونس ، يثبت ان موضوع الفزاعه الاسلاميه حقيقي وهو ليس فزاعه بل ثعبان متلون
مقال منحاز.
Ali, Alex -أتفق مع تعليق #1 , الأخوان الذين كانو يتباكون على الديمقراطية الأن يرفضون أى ضوابط دستورية لكى يفصلو الدستور ليضعو أنفسهم فوق المحاسبة فى حالة فوزهم فى الأنتخابات, ويتكلمون بأستعلاء وغطرسة ويتوعدون المنشقين فى صفوفهم, والسلفيين يبدو الأن وكأنهم هبطو علينا من كوكب أخر ويريدون لنا أن نعيش فى العصر الحجرى ونازلن تقطيع فى الودان والأيادى.
العكس هو الصحيح
د. حسين -أؤيد ما ذهبو إيه السادة اصحاب التعليق ١ و ٢ حيث لم يظنها اي شئ لحد الان ما يثبت صحة ما تفضل به صاحب المقال حيث العكس هو ما يحدث الا سلاميون في مصر بدؤا يعلنون جهارا عدائهم للدولة المدنية فهم يعتبرون اي نص دستوري يدعو الى الدولة المدنية هو مس بالدين الاسلامي بل اي ذكر لكلمة المدنية في اي حوار يبحث موضوع مستقبل مصر الدستوري بل وتحفضوا على كل ما اقترحه امام الازهر في مجلسه الحواري على الرغم عدم ذكره لكلمة المدنية بل ذكر الدولة الوطنية ولم يرضوا بذلك بل أصروا على المرجعية لأي دستور سيناقش
العكس هو الصحيح
د. حسين -أؤيد ما ذهبو إيه السادة اصحاب التعليق ١ و ٢ حيث لم يظنها اي شئ لحد الان ما يثبت صحة ما تفضل به صاحب المقال حيث العكس هو ما يحدث الا سلاميون في مصر بدؤا يعلنون جهارا عدائهم للدولة المدنية فهم يعتبرون اي نص دستوري يدعو الى الدولة المدنية هو مس بالدين الاسلامي بل اي ذكر لكلمة المدنية في اي حوار يبحث موضوع مستقبل مصر الدستوري بل وتحفضوا على كل ما اقترحه امام الازهر في مجلسه الحواري على الرغم عدم ذكره لكلمة المدنية بل ذكر الدولة الوطنية ولم يرضوا بذلك بل أصروا على المرجعية لأي دستور سيناقش
صناعة الاوهام
حميد حرب -لقد اصاب الكاتب كبد الحقيقة ، فلطالما عملت امريكا على صناعة خصوم وهميين او فزاعات كما يسميها البعض ،وانا اسميهم عملاء يعملون لمصلحتها ،الموضوع الجوهري هو ان امريكا تريد ادارة العالم وفق تصوراتها المريضة من اجل ان تبقي هيمنتها على اطراف العالم من اجل مصلحتها ونفوذها غير اخذة بالاعتبار البعد الانسناني لانها ببساطة لاتفقه هذا البعد اصلا معتمدة على مبدا الغاية تبرر الوسيلة ، لو كان هناك حب لبلداننا لما عمل البعض عميلا لها - لامريكا - او كماتحب تسميتها بالفزاعة ، لكن يبدو ان الشعوب بدت تستيقظ من نومها العميق بعد حدوث الثورا العربية وحينئذ سينتهي زمن الفزاعات .
صناعة الاوهام
حميد حرب -لقد اصاب الكاتب كبد الحقيقة ، فلطالما عملت امريكا على صناعة خصوم وهميين او فزاعات كما يسميها البعض ،وانا اسميهم عملاء يعملون لمصلحتها ،الموضوع الجوهري هو ان امريكا تريد ادارة العالم وفق تصوراتها المريضة من اجل ان تبقي هيمنتها على اطراف العالم من اجل مصلحتها ونفوذها غير اخذة بالاعتبار البعد الانسناني لانها ببساطة لاتفقه هذا البعد اصلا معتمدة على مبدا الغاية تبرر الوسيلة ، لو كان هناك حب لبلداننا لما عمل البعض عميلا لها - لامريكا - او كماتحب تسميتها بالفزاعة ، لكن يبدو ان الشعوب بدت تستيقظ من نومها العميق بعد حدوث الثورا العربية وحينئذ سينتهي زمن الفزاعات .