أخبار

مصريون: سئمنا "المليونيات" والقبضة الناعمة للمجلس العسكري

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

ملّ الكثير من المصريين ممّن تحدثت إليهم (إيلاف) التظاهرات والمليونيات وما وصفوه بـ"القبضة الناعمة" للمجلس العسكري في إدارة شؤون البلاد. وفيما يطلّ السياسيون والمحللون للحديث عن الثورة و أحداث السفارة الإسرائيلية، تسيطر مشاعر الغضب على المصريين البسطاء، خصوصًا غير المهتمين بالسياسة وتعقيداتها.

من أحداث السفارة الإسرائيلية في القاهرة

القاهرة: فيما يطلّ أصحاب الياقات البيضاء من المحليين والساسة والخبراء الأمنيين على شاشات الفضائيات، للحديث عن الثورة وأحداث السفارة الإسرائيلية، تسيطر مشاعر الغضب على المصريين البسطاء من غير المشتغلين بالسياسية، ويرون أن الغالبية العظمى من السياسيين يعيشون فى حالة انفصام عن الواقع، ويتحدثون بلغة لا يفهمها هؤلاء الذين يعاني 47% منهم الأمّية. ويؤكد مصريون تحدثت إليهم "إيلاف" أنهم ملّوا التظاهرات والمليونيات، وملوا كذلك ما وصفوه بـ"القبضة الناعمة" للمجلس العسكري في إدارة شؤون البلاد.

من ثورة إلى فوضى

لن يمحو المصريون من ذاكرتهم تاريخ 9 سبتمبر من العام 2011، وما شهده من أحداث عنف شديدة، منها اقتحام السفارة الإسرائيلية ومقر وزارة الداخلية وإحراق جزء منه، ومحاولة الاعتداء على السفارة السعودية، ومحاولة اقتحام وإحراق مديرية أمن الجيزة، لاسيما أن تلك الأحداث تتشابه في حدتها مع أحداث "جمعة الغضب" 28 يناير، التي كانت يوماً فاصلاً في تاريخ ثورتهم الشعبية.

لكن لماذا لن يُمحى ذلك التاريخ من ذاكرتهم؟ تجيب علا سيد ربة منزل تقيم بالقرب من السفارة الإسرائيلية في الجيزة، بالقول "لأن هذا اليوم أنهى سليمة الثورة، وجعلنا نشعر بأنها تحولت من ثورة إلى فوضى.

وأضافت علا لـ"إيلاف": ما شاهدته من تكسير وإحراق للسيارات واقتحام للسفارة والمعارك التي دارت بين قوات الأمن ومجهولين، كان أشبه ما يكون بفتنة أو حرب شوارع لم نعتد عليها في مصر، نحن لم نعرف هذا العنف طوال تاريخنا. لقد عشت في حالة من الرعب أنا وأطفالي لم نعشها من قبل.

الجميع متواطئ في الجريمة

تلقي سيد باللوم في أحداث العنف على من دعوا إلى "جمعة تصحيح المسار"، والمجلس العسكري ووزارة الداخلية، وتوضح أن: الجميع تواطأ ضد مصر، كانت هناك تحذيرات من أعمال عنف وهجمات على مواقع حيوية، خرجت من مواقع تابعة للداعين إلى التظاهر، ومنها صفحة "ثورة العضب الثانية"، وبدلاً من أن يحقق المجلس العسكري والنيابة في تلك التهديدات، أطلق تحذيرات بالتعامل بحزم، وترك مسؤولية تأمين أماكن التظاهر للقوى السياسية الداعية إليه.

وبدلاً من أن يقوم الجميع بمسؤولياته، وعلى غير العادة، لم تقم تلك القوى السياسية بتشكيل لجان شعبية لتأمين ميدان التحرير أو حماية الأماكن الحيوية، مما سمح بالاندساس بينهم، وفي المقابل لم تتعامل الشرطة أو المجلس العسكري بالحزم المطلوب، وانتظروا حتى تم إحراق مبنى الأدلة الجنائية التابع لمقر الداخلية واقتحام السفارة الإسرائيلية وإحراق أربع سيارات شرطة، ثم تدخلوا في الوقت الضائع، هؤلاء جميعاً يتحملون المسؤولية.

سأم من المليونيات والشرطة والمجلس العسكري

نحن سئمنا من التظاهر والمليونيات، سئمنا من القبضة الحريرية للمجلس العسكري على زمام الأمور في البلاد، سئمنا من تقاعس الشرطة عن عمد في القيام بواجبها نحو حماية الأمن، نحن سئمنا من كل هؤلاء.. إنه حديث عاطف شلبي "سائق تاكسي".

وقال لـ"إيلاف" كل هذا يؤدي إلى وقف الحال وخراب البيوت، وتعطيل مصالح الناس، وأضاف بلهجة غاضبة: أنا لا يهمني الدستور أولاً أو الانتخابات أولاً، ولا يهمني من سيفوز بالانتخابات الإخوان أو الشيوعيون أو حتى الكفرة، ما يهمني هو الخبز أولاً، كانت الثورة ترفع شعار حرية كرامة عدالة اجتماعية، ولم أر شيئاً من هذا تحقق، لم أر سوى الظلم للطبقات البسيطة، من فقدوا أعمالهم وتعطّلت مصالحهم، وعندما يتظاهر هؤلاء يقف الجميع ضدهم ويتهمونهم بـ"رفع مطالب فئوية".

وواصل: منذ حدوث الانفلات الأمني، وأنا لا أعمل بالتاكسي ليلاً، خشية أن أتعرّض للقتل والسرقة، البلطجية يتنشرون في كل مكان، على الطرق وفي والشوارع، ولا يتورعون عن فعل أي شيء، ومعهم حق، فليس هناك أحد يردعهم، الشرطة لا تمارس عملها.

وبنبرة حزينة، يتابع: زوجتي مريضة بالسرطان، وتتعاطي العلاج الكيماوي، وكان موعد الجرعة في اليوم التالي لأحداث السفارة الإسرائيلية، ولم تحصل عليها، لأن الاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين لم تنقطع، والطريق إلى معهد الأورام مغلق، حسبي الله ونعم الوكيل.

"موقعة السفارة" تقضي على السياحة تماماً

ويؤكد محمد مسعود "بائع برديات متجول أمام المتحف المصري"، أن موقعة السفارة الإسرائيلية سوف تساهم في "قتل السياحة في مصر تماماً"، وقطع أرزاق نحو 3 مليون شخص.

وأضاف لـ"إيلاف" من واقع خبرتي في التعامل مع السياح الأجانب هم يخافون جداً من أحداث العنف في أي مكان، وشركات السياحة الغربية لا تغامر أبداً بتسيير أفواج إلى مصر، لأن التكلفة سوف تكون أعلى، حيث سيتطلب ذلك وضع بند للتأمين.

وتابع: الحال صعبة جداً، ولم يعد هناك أمل في التحسن، إلا لو تم إيقاف التظاهر تماماً، وعودة الأمن إلى الشارع المصري، أنا شخصياً فقدت عملي، ومنذ سبعة أشهر أجلس في المنزل بدون "شغلة ولا مشغلة، وليس لي سوي معاش هزيل، إننا بالفعل زهقنا من الاحتجاجات والمظاهرات، وزهقنا من "طراوة" المجلس العسكري في إدارة الدولة. أتمنى أن أرى أحدًا يدعو إلى مليونية من أجل العمل أو مليونية لتشجيع السياحة.

رغبة جامحة في إسقاط الدولة

وحسب وجهة نظر محمد حافظ "مدير مدرسة في الجيزة"، فإن الدولة تنهار، وأوضح لـ"إيلاف": عندما اندلعت الثورة في 25 يناير، واستطاعت إسقاط نظام حكم مبارك في 11 فبراير، كنت سعيداً جداً، فقد أسقطنا واحداً من أعتى الأنظمة ديكتاتورية وظلماً وفساد، وقلت علينا أن نتفرع للمحاسبة والبناء، ولكن ما حدث أننا تفرغنا للهدم فقط، ولم نفكر في البناء، وهناك نوع من العناد بين المجلس العسكري ومن يصفون أنفسه بشباب الثورة، وكلاهما محدود الرؤية، ينظر تحت أقدامه.

وبلغت ذروة الهدم في أحداث السفارة الإسرائيلية، فكانت هناك رغبة جامحة من قبل البعض في إسقاط الدولة، حيث تم هدم أجزاء من واجهة وزارة الداخلية، ومحاولة إحراق مبنى الأدلة الجنائية، ثم هدم سور السفارة الإسرائيلية واقتحامها وإحراق أجزاء منها، ثم مهاجمة السفارة السعودية ومديرية أمن الجيزة.

وأستطرد: قد أتفهم هدم الجدار العازل أمام السفارة، لكني لا أجد مبرراً لاقتحامها ومحاولة إحراقها، وأندهش جداً من محاولة التعدّي على السفارة السعودية، ولا أجد وصفاً لما حدث سوى أنها مؤامرة لإسقاط الدولة يشترك فيها مصريون.

سخط لفقدان الشعور بالأمن

يرجع الدكتور على محمود أستاذ علم النفس في جامعة القاهرة، أسباب سخط وغضب المصريين على الجميع بعد أحداث السفارة الإسرائيلية إلى أن الحادث يمثل بالنسبة إليهم ذروة الشعور بعدم الأمان وانتشار الفوضى.

وأضاف لـ"إيلاف" أن الشعور بالأمن يأتي على رأس الاحتياجات الضرورة للحياة الإنسانية، وفي حالة فقدان الإنسان للشعور بالأمن يختل توازنه، ويصبح غير قادر على الإنتاج أو ممارسة حياته بشكل طبيعي، بما في ذلك ممارسة الجنس، حيث تقلّ الرغبة لديه بدرجة كبيرة، مشيراً إلى أن المصريين يشعرون جيدًا أن غياب الأمن وانتشار الفوضى يترتب عليه توقف عجلة العمل والإنتاج، ومن ثم فقدان أعمالهم وزيادة الفقر، وبالتالي زيادة معدلات الجريمة.

ولفت محمود إلى أن القرآن أكد على أن نعمة الأمن من أهم النعم، وذلك في قوله تعالى "وكم من قرية كفرت بأنعم ربها، فأذاقها الله لباس الخوف والجوع بما كانوا يكسبون"، فقد كان الخوف العقاب الأشد للكفر بالنعمة، وترتب عليه الجوع، نتيجة توقف العمل والإنتاج.

ووفقاً لمحمود، فإن أحداث السفارة الإسرائيلية عززت لدى المصريين الشعور بأن مصر مستهدفة داخلياً وخارجياً، وأن الاعتداء على السفارة قد يؤدي إلى إضافة تهديدات خارجية جديدة للأمن المصري، فضلاً عن التهديدات الداخلية، ممثلة في انتشار البلطجية وزيادة معدلات الجريمة.

يومًا بيوم

وحول تحليله لأسباب رفض المصريين للتظاهر والدعوات المتكررة إلى المليونيات، أوضح محمود أن 49% من المصريين يعيشون تحت خط الفقر، وكانوا يتكسبون رزقهم "يومًا بيوم"، وليست لديهم مدخرات يعتمدون عليها في العيش طوال الفترة الماضية، ويرون أن استمرار التظاهر يعطّل العمل، ويؤدي إلى انخفاض معدلات السياحة، التي يستفيد ملايين المصريين منها بشكل مباشر أو غير مباشر.

كما إن القوة الشرائية للمصريين انخفضت بشكل كبير، حيث يرفض من لديهم مدخرات أو لديهم دخول ثابتة الإنفاق، كما كانوا في السابق، خشية تردي الأوضاع بشكل أكبر، ومن ثم فقد أكثر ذلك على المحال التجارية أيضاً، والمصانع التي تقدم المنتجات المختلفة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تستاهلون
عراقي شامت -

حيـــــــــــــــل بيكم تستاهلون..لانكم ايضا كنتم تحبون صدام الساقط

Sad Scene
jamal from texas -

I never liked Hosni Mubarak,,but now i know why did he use the toughness with his people...they don''t deserve freedom..Look at the army, now they are using the emergency law again..isn''t it funny.

supporting Isreal
supporting Isreal -

خارج الموضوع

تعليق رقم 1
عبد الله ابو هيثم -

اشمت بنفسك يا فهيم يعني حال العراق عاجبك هسة لو شنو. و ثانيا شنو رباط السالفة ؟ لو بس تريد تحجي على العرب و تشمت بيهم بدون سبب الا عقلك المريض. كبر

ارهاب سلفى عسكرى
جاك عطالله -

هل نحكم عقولنا كمصريين ونعقل ونهدأ قليلا ونركز على الهدف الرئيس وهو كشح العسكريين من الحكم واقامة دولة مدنية بحكم انتقالى من مدنيين ليبراليين ؟؟ الا يدور فى ذهنكم يا مصريين ان العسكريين هم من يغذى تلك الفوضى ليحكمونا للابد ؟؟ الا يدور بذهنكم انهم رفضوا الغاء الطوارىء ورفضوا تسليم مصر لمدنيين ورفضوا كتابة دستور حديث ويحاكمون المدنيين امام محاكم عسكرية ويقطعوا السنة الكتاب والصحفيين والمفكرين و الاعلام؟؟ الا يدور بذهنكم انهم رفضوا اعادة تاهيل الشرطة لتكون محايدة ومتحضرة ؟؟ الا يدور بذهنكم ان مهلة الستة اشهر مرت ومعها شهرين زيادة ولا توجد اى خطط الا التعاون مع السلفيين وتسليمهم مصر على طبق سعودى؟؟؟ فى 11 سبتمبر نحتفل بانتصار الروح الامريكية والشعب الامريكى على الارهاب فمتى سنحتفل بانتصار المصريين العقلاء على الارهاب الاخوانجى السلفى العسكرى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

عراقي شامت
مصري عنصري -

لا تشت كثيرا فنحن مصريين في بعضنا لم ندخل الالعداء ونجعلهم اصدقاء ونقتل بعضنا بعض ولسه بنحب صداااااام صدام صدام

قوم فرعون
داوود سليمان -

المصريون لم يعرفوا الديمقراطية ولا يمكن ان يعرفوها لسبب بسيط لأنهم يعتبرون ان نظاما صارما هو امر ضروري لفرض الإنظباط في بلد تقوم حياته على ضرورة استمرار تدفق النيل بيسر وسهولة.لهذا السبب عبد المصريون فراعنتهم وبنوا لهم قبورا اسطورية وقدسوهم.وفي المقابل عمد الفرعون-المللك-الإله الى ضمان الأمن العام وحرص على الاهتمام بالنيل والأراضي الزراعية.ولقد لاحظ المؤرخ هيرودوس طبيعة مصر فقال مصر هبة النيل فلولاه لكانت صحراء قاحلة ; .اما عمر ابن العاص فعرف وبذكاء ميل المصريين للخضوع للحاكم الفرد فقال & ;مصر لمن غلب اخفاد قوم فرعون لن يصبحوا ديمقراطيين فكل الحكام الذين حكموا مصر منذ عبد الناصر كانوا فراعنة صغار خرجوا من رحم المؤسسة العسكرية.ولقد جاء هؤلاء الى السلطة بعد الفي عام خضع خلالهاالمصريون لحكام طغاة اجانب حكموهم كما كان يحكم رمسيس او خوفو.مصر لمن غلب واحفاد قوم فرعون لن يغيروا جلودهم اوطبيعة بلدهم.ابشروا ففرعون جديد لا بد ان يظهر من القوات المسلحة في اخر النهار..

The army
Araby -

How many more years will take the Egyptian to understand and apply Democracy,it may take 10 more years of destruction and fights ,for some hidden reasons the army leaders who in control allowing all this to happen ,they are the only one who can do something to stop all these revolutionary uncontrolled damage to everything , so people will call on them to continue ruling ,they all love power ,like jamal,sadat and Mubarak,they learn it in the armycollege,they become those super power human being ,they become all these wise men and no body else deserve to control except the army,it is all calculated to bring the relegious wing to scare these youth and destroy them ,so the army can continue to rule

مصر ستنتصر
عراقي بيحب مصر -

اعتقد ان الشعب المصري هو من ارقى الشعوب واجملها ما يحدث شئ طبيعي هو ان الثورة لم تنتهي من الطبيعي ان يحدث بعض العنف ما حدث فى لندن قبل شهر كان اعنف بعشرات المرات المجلس العسكري يريد الاستيلاء على السلطة وتشويه الثوار وهذا ربما ينجح قريبا ولكن سينكسر امام ارادة الشباب المصري الواعى مصر ستنتصر وتعلم الاخرين واتمنى ان نحن العراقيين من المصريين

مصر ستنتصر
عراقي بيحب مصر -

اعتقد ان الشعب المصري هو من ارقى الشعوب واجملها ما يحدث شئ طبيعي هو ان الثورة لم تنتهي من الطبيعي ان يحدث بعض العنف ما حدث فى لندن قبل شهر كان اعنف بعشرات المرات المجلس العسكري يريد الاستيلاء على السلطة وتشويه الثوار وهذا ربما ينجح قريبا ولكن سينكسر امام ارادة الشباب المصري الواعى مصر ستنتصر وتعلم الاخرين واتمنى ان نحن العراقيين من المصريين