نهاية "الربيع الإسرائيلي" بلا مكاسب تذكر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أعلن قادة الحركة المطلبية في إسرائيل نهاية مرحلة من الاحتجاجات بعد تنظيم اكبر تظاهرة في تاريخ دولة إسرائيل.
القدس: حين اقام شباب اسرائيليون مدينة من الخيم وسط تل ابيب احتجاجا على غلاء السكن ولامبالاة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، صاغوا شكل تحركهم هذا مستلهمين ثورات الربيع العربي.
ورُفعت لافتات تسمي موقع المخيم في جادة روتشيلد زاوية من ميدان التحرير داعية المارة الى مقارنة "الربيع الاسرائيلي" بأحداث ميدان التحرير في القاهرة.
ولكن بعد ثمانية أسابيع على اقامة مدن الخيم في اسرائيل بدأت الآن عملية تفكيكها.
وأعلن قادة الحركة المطلبية نهاية هذه المرحلة من الاحتجاجات بعد تنظيم اكبر تظاهرة في تاريخ دولة اسرائيل بمشاركة نحو 400 الف شخص يشكلون 17 في المئة من سكانها.
وجاء إعلان النهاية رغم ان الحكومة لم تقدم تنازلات ملموسة للمحتجين، وهذه الحقيقة وحدها تستدعي وقفة مراجعة للربيع الاسرائيلي من حيث اختلافاته عن تظاهرات القاهرة وليس أوجه الشبه معها، بحسب مجلة فورين بولسي.
وتأتي في مقدمة هذه الاختلافات التفاعل بين التهديدات المحيقة بالامن القومي وصيانة الوحدة في صفوف المتظاهرين.
إذ تمكن المحتجون في الربيع العربي من اجهاض محاولات الأنظمة استخدام شبح الحرب مع اسرائيل أو التطرف الاسلامي ذريعة للتنصل من الاصلاح الديمقراطي والبرلماني الذي طال تأجيله.
اما في إسرائيل فان مطلب العدالة الاجتماعية طُرح بمفردات تحاول ان تنكر الأهمية المركزية للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني وتأثيره في الاوضاع التي يريد المحتجون تغييرها.
وكان احتجاج مدينة الخيم الاسرائيلي نفسه خيمة بتنوع الشرائح والأطراف المشاركة فيه.
وما كان بالمستطاع الحفاظ على الوحدة بين هذا التشكيلة الواسعة من المحتجين إلا باتفاق ضمني على تجاهل القضايا الجوهرية للسياسة الإسرائيلية.
وتلاحظ مجلة فورين بولسي ان رد الفعل على تشظي اسرائيل السياسي يتبدى في تظاهرة ضد الفوارق الاجتماعية وشعار "الشعب يطالب بالعدالة الاجتماعية" الذي اتفق المحتجون على رفعه وكأن الآثار الاجتماعية لإرضاء المستوطنين والقوميين المتطرفين واليهود المتزمتين الذين توحدهم جميعا مصلحة مادية مشتركة في تكريس الاحتلال، لا تمت بصلة الى عجز الحكومة عن توفير احتياجات "الشعب".
وانكفأ الربيع الإسرائيلي إلى خريف لأن الحركة اغلفت الأسباب السياسية لأزمة سياسية عصرية بالاحتجاج على نتائجها الاجتماعية.
والدرس الذي يمكن استخلاصه من الحركة بحكم وجودها لا بدعاواها هي ان سياسة الاحتلال الاسرائيلية التي دخلت طريقا مسدودا، لم يعد بالإمكان تسميتها باسمها الصريح أو النظر إليها مباشرة في إسرائيل.
وأسفر الاستسلام لدعاة الاحتلال والمنتفعين منه عن حرب غير معترف بها واحيانا حرب غير واعية على الموارد بين من لهم مصلحة في تكريس الاحتلال و"جميع الآخرين"، على حد تعبير ملصقات احتجاجية مختلفة.
وبدلا من التدليل على انتصار اشكال جديدة من التضامن الاجتماعي فان موسم الاحتجاجات الأخير في اسرائيل يُنبئ باتساع انقسامات قد تكون عنيفة، لم تعد معايير اليسار واليمين الانتخابية المعهودة تنطبق عليها.
فالاحتجاج الذي يسمي هذه الانقسامات الأخرى، الأعمق ، باسمهما يختلف اختلافا بينا عن الاحتجاج الحالي، مثلما يختلف اعتصام طلابي في جامعة باركلي عن إعلان إضراب وطني عام.
وهذا هو الاختلاف الحقيقي بين الاحتجاجات في جادة روتشيلد وسط تل ابيب واحتجاجات ميدان التحرير، بحسب مجلة فورين بولسي.
التعليقات
m??
amine -يا اخي عندنا مثل في الجزائر يقول ابناء الكلبة كلهم كلاب