المرأة الليبية تأمل في الاحتفاظ بما حققته لها الثورة من مكاسب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
دور المرأة الليبية خلال الثورة على نظام العقيد معمر القذافي لم يكن مقتصرا على إرسال الزوج والأبناء إلى جبهات القتال فقط، إذ تنوعت مهامها بين معالجة الجرحى ونقل الذخيرة وتحديد مواقع قوات القذافي وإيواء المصابين من الثوار، وهي أدوار تكابد للحفاظ عليها.
طرابلس: مع تواصل أعمال القتال بين الثوار الليبيين والقوات الموالية للعقيد الهارب، معمر القذافي، واستمرار حالة الضبابية التي تكتنف مصير البلاد في ظل المقاومة التي ما زال يتشبث بها القذافي، وهروب بعض من أفراد أسرته إلى خارج البلاد، تبين أن المرأة تلعب دوراً كبيراً في تلك الثورة، ولا تكتفي بمجرد إرسال أبنائها وزوجها لجبهة القتال.
وهو ما أبرزته اليوم صحيفة النيويورك تايمز الأميركية بلفتها إلى أن مهام السيدات هناك تتفاوت، من واحدة إلى أخرى، فعائشة غدور، وهي مدرسة علم نفس، تقوم بتهريب الرصاص في حقيبة يدها البنية المصنوعة من الجلد، وتقوم فاطمة بريدان، وهي مصففة شعر، برعاية الجرحى في صفوف الثوار، وتساعد هويدا شيبادي، وهي محامية متخصصة في شؤون الأسرة، قوات الناتو في العثور على أهداف جوية، وتستعين أمل بشير، مدرسة فنون، بشفرة سرية لتجميع طلبيات الذخيرة.
ولا يقتصر دور السيدات في الجهود المتواصلة منذ ستة أشهر للإطاحة بالقذافي عند هذا الحد، حيث تبين أنهن يقمن كذلك بتوفير المخابئ والملاذات الآمنة للمقاتلين، ويعددن لهم الوجبات الغذائية.
كما يقمن بخياطة الأعلام، وجمع الأموال، والاتصال بالصحافيين. ويقمن كذلك بتشغيل البنادق، وفي حالات قليلة، يقمن باستخدامها.
وهنا، أكدت الصحيفة أن تلك الانتفاضة الشعبية نجحت في تعزيز دور المرأة في هذا المجتمع التقليدي، ومكنتها من القيام بأدوار لم تكن تتخيل القيام بها في يوم من الأيام.
وتابعت الصحيفة بقولها إنه وعلى الرغم من العقبات التي تواجهها هؤلاء السيدات بالفعل في سبيل الاحتفاظ بنفوذهن، إلا أن كثيرات منهن لا يرغبن الآن في العودة لما كُنَّ عليه قبل الثورة. وأوردت الصحيفة في هذا السياق عن غدور، 44 عاماً، قولها :" قد أصبح الرئيس أو المحافظ الجديد". ورغم دخول ليبيا حقبة جديدة، إلا أن المرأة لا تحظى بأي تواجد يذكر تقريباً في المناصب القيادية. فالمجلس الوطني الانتقالي، وهو الممثل الشرعي الآن لليبيا، والمكون من 45 عضواً، لا يضم سوى امرأة واحدة. ليس هذا فحسب، بل إن المقر الخاص به لا يوجد فيه مرحاض خاص بالسيدات.
وفي مقابل ذلك، تؤكد السيدات الليبيات أن جهود الحرب التي بذلنها نجحت في ترسيخ عدة حقائق على أرض الواقع، لا يمكن التراجع عنها بسهولة. وبالاتساق مع جهود الدعم والمساعدة التي تبذلها الليبيات الآن، فإنهن يتأهبن لما يمكن أن يقمن به خلال الفترة المقبلة في ما يتعلق بمساعي بناء ليبيا في مرحلة ما بعد القذافي.
كما لفتت الصحيفة إلى بدء تغير موقف الرجال تجاه تلك النشاطات النسائية، حيث بدأوا يدعمونها الآن. فلم يعد هناك وجود على سبيل المثال لمسألة الإكراه الجنسي من جانب المقربين من القذافي.
كما جاءت مشاركة السيدات بتلك الأعداد الغفيرة لتظهر أن دعم الانتفاضة قد توغل بشكل كبير في عمق المجتمع الليبي.
وقالت هنا نبيلة عبد الرحمن أبو راس، 40 عاماً، وسبق لها أن ساعدت في تنظيم أول تظاهرة للمحامين في طرابلس خلال شهر شباط/ فبراير الماضي :" يعرف الناس الدور الذي لعبته المرأة في تلك الثورة، حتى وإن لم يتضح هذا الدور في الإعلام. وحتى إن لم يمنحونا حقوقنا، فمن حقنا أن نخرج ونطالب بالحصول عليها".
ثم مضت الصحيفة الأميركية تشير في السياق ذاته إلى الدور الذي لعبته المرأة الليبية كذلك في تدشين الثورة خلال مراحلها الأولى. حيث قامت في الخامس عشر من شباط/ فبراير الماضي مجموعة من قريبات مساجين تم قتلهم في مذبحة بسجن أبو سالم بتنظيم تظاهرة احتجاجية في بنغازي.
ثم التحقت بتلك المجموعة محاميات بارزات، وفي غضون يومين، قامت قوات القذافي بمهاجمة الحشود المتجمّعة بالأسلحة الرشاشة. كما هبت أعداد قليلة من السيدات الثوريات للدفاع عن حقوق المرأة.
وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أن المرأة الليبية تمتلك خططاً طموحةً وتواجه عقبات كبرى، غير أن الواضح أنهن عازمات على مواصلة مشوارهن في النضال.
التعليقات
يتطاولون بالبنيان
السلام -قررت اتزوج ليبية علشان يجي ولدنا بترولي