المجاعة تطال نصف قوام القوات المسلحة في كوريا الشمالية

تشير أنباء الى أن القوات المسلحة في كوريا الشمالية باتت تعاني من الجوع كبقية الأهالي،في إشارة واضحة الى أن البلاد وصلت الى الحضيض.

لندن: بالرغم من الستار الحديدي الذي يضربه النظام الكوري الشمالي حول البلاد، فمن المعروف أن أهلها - خاصة في القرى والأرياف - يعانون شظف العيش الى حد المجاعة. والآن استطاع فريق من الصحافيين العاملين في وكالة الأنباء الآسيوية "آيشيابرس" التي تتخذ من طوكيو مقرا لها إلقاء الضوء على أمر يدق نواقيس الخطر. ويتعلق هذا بأن قطاعات واسعة من القوات المسلحة نفسها (أهم مؤسسات البلاد على الإطلاق) تتضور جوعا.

وقد أفلح اولئك الصحافيون، كما تقول "ديلي تليغراف" البريطانية، في استمالة أعداد من أفراد الجيش العاملين في مختلف أسلحته فنقلوا عنهم رويات تصب جميعا في خانة واحدة، وهي أن ما لا يقل عن نصف اولئك الذين يرتدون بزات عسكرية يعانون من سوء التغذية.

وقال جندي: "من الواضح أن الأمور تسير من سيئ الى أسوأ. فحتى بعد حصاد البطاطا لا ننال سوى سبع قطع صغيرة في الوجبة الواحدة". ولكي يشرح حجم "القطعة" التي يشير اليها هنا، يبرز إبهامه قائلا: "بهذا الحجم"! وقال جندي آخر في معيته: "النقص الحاد في المواد الغذائية لا يقتصر علينا وحدنا وإنما صار السمة السائدة وسط الجنود في مختلف الأسلحة والوحدات".

وكشف ضابط ألقيت على عاتق وحدته مهمة حماية المسؤولين الحكوميين في أحد أقاليم البلاد إن المخصص للوجبة الواحدة صار لا يتعدى 100 غرام أو حوالي 3.5 أوقية. وقال بعد تردد وتهدات صارمة بحجب هويته: "يمكن القول إن نصف العاملين في القوات المسلحة يعانون من سوء التغذية البالغ... وربما الجوع الواقف على عتبة المجاعة".

يذكر أن "برنامج الغذاء العالمي" التابع للأمم المتحدة بدأ حملة واسعة النطاق لإغاثة المتأثرين بنقص الغذاء في كوريا الشمالية في ابريل / نيسان الماضي. لكن الأمور ساءت خلال موسم الصيف بعدما تسببت الفيضانات في تدمير قطاعات كبيرة من المزروعات في أكثر المناطق الخصيبة بالبلاد.

وفي أوائل الشهر الحالي تبرعت واشنطن لبيونغ يانغ بما قيمته 900 ألف دولار من المواد الغذائية والأدوية والبطاطين وأجهزة التبريد. لكن فعالية تبرعات كهذه تبقى ضبابية بسبب العلاقات المتدهورة بين الطرفين. والسبب الأساسي في هذا هو إصرار النظام الكوري الشمالي على صرف موارد البلاد نحو تطوير القنبلة النووية وأنظمة الصواريخ الحاملة لها بدلا عن توفير لقمة العيش للشعب. ولا يخفى على أحد أن التبرعات الإنسانية الأميركية نفسها ذات غرض سياسي وهو جر النظام الشيوعي الى طاولة المفاوضات حول برنامجه النووي هذا.