الاردن يوزع مساعدات دوائية وغذائية في الصومال
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
مقديشو: وسط مخيم يضم ألفي أسرة صومالية لجأت إلى العاصمة مقديشو هربا من المجاعة، جرى مساء أمس، توزيع مساعدات أردنية على متضررين ومنكوبين صوماليين، في وقت تهدد فيه المجاعة حياة أكثر من7ر2 مليون مواطن في البلاد.
ووفقا لامين عام الهيئة احمد العميان، الذي اشرف على عملية التوزيع، فان الأردن أبدى استعداده للمسؤولين الصوماليين لتوفير مزيد من الدعم للمنكوبين وزيادة كمية المواد الغذائية لإطعام خمسة ألاف أسرة لمدة شهرين لمواجهة تفاقم الأوضاع الإنسانية.
وقال " إن هذه المساعدات نقدمها انطلاقا من واجبنا الأخوي والإنساني"، مشيرا إلى ان تنسيقا مع الحكومة الصومالية سيكون من خلال الإغاثة الإسلامية للوقوف على احتياجاتهم الطارئة، وتقديم مزيد من الدعم والمساندة في مجال الغذاء والدواء على وجه الخصوص.
ويشرف على المخيم "الإغاثة الإسلامية" وهي منظمة تعمل على إغاثة المنكوبين في العالم، حيث ستتولى توفير الغذاء بموجب اتفاق مع الهيئة الخيرية الهاشمية لقاطني المخيم على مدى شهرين.
وفي ذات المخيم ،يمكن الاطلال على جانب من المعاناة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب الصومالي، فمشهد الأطفال الجياع والمرضى والأهالي الذين هربوا من مناطقهم طلبا للغذاء والدواء يعكس صورة عن ماساة هذا الشعب الذي عانى ويلات الحروب والصراعات أيضا.
ووسط حشد من النسوة اللاتي تجمعن لأخذ نصيبهن من المساعدات، تحدثت لنا حسناء عبد الوالي عن المعاناة التي يعيشها ألاف الصوماليين خصوصا في المناطق الست التي أدرجت رسميا تحت مسمى مناطق المجاعة المنكوبة.
وتروي حسناء، وهي تحمل على ظهرها طفلا لم يتجاوز العام من عمره وقدت بدت عليه اثأر الجوع والمرض، قصة معاناتها في السفر من مناطق الجفاف، حيث قررت الرحيل صوب العاصمة علها تجد شيئا يسد رمق أطفالها ،فلا غذاء ولا حليب لديها ومشهد الموت هو الأبرز في المناطق المنكوبة، على حد وصفها.
وتقول" خلال رحيلنا من الجنوب المتضرر إلى مقديشو مات أناس كثيرون، ومنهم من بقي في مكانه بسبب الإعياء والمرض الشديدين".
وبالقرب من ذات المخيم تنتشر مخيمات أخرى في كل واحد منها قصص لمآس وويلات اطلعنا الطبيب عبدالله مولاي عبدالعظيم على بعض جوانبها ،قائلا " مقديشو تحولت إلى مدينة للموت، الناس يأتون من المناطق المنكوبة وهم في أسوأ الأحوال".
وأضاف " في المستشفيات نعالج حالات كثيرة رغم تواضع الإمكانات الطبية ونقص الأدوية بعضها يكتب لها الحياة وأخرى تموت،.. والسواد الأعظم من ضحايا المجاعة أطفال".
ويشير وزير المالية والخزانة عبد الناصر محمد إلى حاجة البلاد لمزيد من المساعدات خصوصا الأدوية والمستلزمات الطبية في ظل نزوح ألاف الصوماليين.
وقال إن المساعدات الأردنية مهمة كونها تحمل أدوية لمعالجة أمراض وبائية وسارية مثل الكوليرا والتيفوئيد والملاريا وغيرها من الإمراض ".
ووصف الأوضاع في عموم الصومال " بالكارثة وأنها ستتفاقم أكثر إن لم يتحرك المجتمع الدولي لمساندة الصومال في تجاوز هذه المحنة التي تحصد العشرات يوميا".
وبين الوزير الصومالي الذي تحدث لموفد وكالة الإنباء الأردنية الى مقديشو خلال استقباله طائرة المساعدات الأردنية " أن الاحتياجات لا تقتصر على الغذاء والدواء بل أيضا هناك حاجة ماسة للأغطية والخيم لإيواء الألف النازحين الهاربين من الموت".
وأشار الى ضرورة توفير الدعم المالي لتأمين طواقم وفرق عمل ووسائط نقل لتوزيع المساعدات بأسرع وقت ممكن.
في مخيم العدالة الذي زاره الوفد الأردني يقول محسن عبد الخالق الذي قدم من ولاية شابيل السفلى المنكوبة " توفي طفلي ونحن في الطريق إلى مقديشو وقمت بدفنه في الصحراء (..) الأوضاع في الولاية سيئة للغاية فالمياه شحيحة والمواشي التي كنا نعتمد عليها نفقت بسبب الجفاف، ولم يعد لنا مكان للعيش في تلك الولاية.
وبين أن في كل خيمة قصة معاناة وحزن فالكثير من الأسر شاهدوا بأم اعينهم أبناءهم يموتون عطشا وجوعا وسط عجزهم عن عمل أي شيء لهم... وقال "إنها مأساة حقيقية".
وخلال توزيع المساعدات أشار جمال اقطيش المنسق في " الإغاثة الإسلامية" وهي منظمة تعمل على إغاثة المنكوبين في العالم ولها مقرات في 54 دولة منها أمريكا وبريطانيا والأردن ، أشار إلى إن المنظمة تعمل على تنسيق الجهود في عدد من المخيمات في مقديشو.
وبين أن الهيئة الخيرية الهاشمية اتفقت مع " الإغاثة الإسلامية" على توفير الغذاء لكامل قاطني احد المخيمات وعددهم 2000 أسرة لمدة شهرين كاملين.
وبين أن جزءا من المساعدات الأردنية والتي تشمل الأدوية جرى تسليمها للإغاثة الإسلامية التي لديها أطباء ومشرفون صحيون لتقديمها للمرضى في المخيمات، لافتا إلى وجود 260 متطوعا في المخيم الواحد بينهم أطباء من مختلف أنحاء العالم يعملون تحت مظلة الإغاثة الإسلامية لإغاثة الهاربين من المجاعة.
وتعتمد الأمم المتحدة معايير صارمة محددة لإعلان المجاعة، ومنها إحصاء ما نسبة 20 بالمئة على الأقل من العائلات التي تعاني من نقص غذائي حاد، و30 بالمئة من السكان من سوء تغذية خطير، وعلى نسبة وفيات بمعدل يومي يتجاوز حالتي وفاة لكل عشرة ألاف شخص.
ورغم المناشدات الدولية من أجل تقديم المساعدات للصومال، فان الملايين مازالوا في خطر جراء موجة الجفاف والمجاعة. ويقول مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنتونيو غوتيريس في تصريحات صحفية سابقة له إن ثلاثة ملايين شخص يمكن أن يموتوا جوعا إذا لم تصلهم المساعدات الغذائية في القريب العاجل.