الغرب يواجه صعوبة في وقف مسيرة إيران النووية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
باريس: قبل عامين نجحت الدول الغربية بفعل موقف موحد قوي في حمل روسيا على الانضمام اليها في ادانة البرنامج النووي الإيراني لكن هذه الجبهة الغربية تشهد تصدعا في الوقت الذي يمكن ان تعلن فيه طهران قريبا تخصيب اليورانيوم بنسبة 60%.
ولا يزال الملف النووي، وان كانت الثورات العربية قد حجبته قليلا، يثير قلقا شديدا لدى الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا او المانيا التي يتوقع ان تنتهز فرصة انعقاد الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك لمضاعفة المشاورات والمساومات حسب مصادر دبلوماسية.
وقال دبلوماسي فرنسي طلب عدم ذكر اسمه ان مجموعة "5+1" (الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن اضافة الى المانيا) تشهد "انقسامات عميقة" في الوقت الذي "تواصل فيه إيران السباق مع الزمن" وتراهن على ضعف الضغوط عليها مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية لعام 2012 في كل من الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا.
واوضح هذا المسؤول ان "طهران يمكن ايضا ان تنتقل الى تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% لكي تجدد، وفقا للرواية الرسمية، قضبان الوقود المستنفدة لمفاعل ابحاث مدني".
وتخضع إيران لستة قرارات ادانة في الامم المتحدة ولعقوبات دولية بسبب برنامجها النووي وخاصة انشطة تخصيب اليورانيوم. وتملك إيران مخزونا من اليورانيوم عالي التخصيب بنسبة 3,0% واخر بنسبة 20%. ومع تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% يمكن استخدامه في انتاج الوقود للمنشات المدنية لكن اذا ارتفعت نسبة التخصيب هذه الى 90% فانه يمكن ان يستخدم في صنع قنبلة ذرية.
وتنفي طهران سعيها للحصول على السلاح النووي الا ان العديد من الخبراء والحكومات الغربية يؤكدون العكس. ويرى برونو ترتريه الباحث في مؤسسة الابحاث الاستراتيجية، ومقرها باريس، ان "إيران تريد كحد ادنى خيارا نوويا وعلى الارجح القنبلة الذرية" مشيرا الى ان "البرنامج النووي الإيراني لا يتفق مع هدفه المدني المزعوم لكنه على العكس يتفق جيدا مع هدف عسكري".
وفي خريف 2009 ادى كشف واشنطن وباريس ولندن، بموافقة موسكو، عن وجود موقع نووي سري إيراني الى توقيع عقوبات جديدة على طهران بل ان موسكو ذهبت الى حد الغاء صفقة بيع صواريخ متطورة اس-300 الى هذا البلد. وقبل ذلك بعامين كان الروس يرون ان العقوبات غير فاعلة خلافا لراي الاميركيين والفرنسيين والبريطانيين.
وقد سادت اجواء سلبية للغاية زيارة اخيرة قام بها وزير الخارجية الفرنسية الان جوبيه الى موسكو عند طرح الملف الإيراني وفقا لمصدر قريب من الوزير. واوضح هذا المصدر ان ملفي ليبيا وسوريا كانا ايضا موضع خلاف الا ان الخلاف على الملف الإيراني كان اكبر بكثير.
وقد عرضت روسيا هذا الصيف نهجا جديدا حيال إيران يتمثل في سياسة "الخطوة خطوة" مع اشارت حسن نية متبادلة. واستنادا الى دبلوماسي غربي فان جزءا من الادارة الاميركية يتقبل على ما يبدو هذا التوجه الجديد.
لكن بالنسبة لفرنسا لا يتوقع اي جديد حيث ترى باريس انه "ينبغي التركيز على المواضيع الحقيقية". وفي نهاية اب/اغسطس الماضي حذر الرئيس نيكولا ساركوزي إيران من "هجوم وقائي" ممكن على منشاتها النووية اذا واصلت السعي الى تحقيق طموحاتها النووية.
ومع عدم وجود توافق في الامم المتحدة يمكن ان تقرر دول غربية عدة فرض عقوبات جديدة على المستوى الوطني على طهران، مع الاستمرار في الوقت نفسه في عمليات التخريب السرية لتأخير مسيرة إيران النووية الى اقصى حد ممكن، وهو المجال الذي يشهد فيه لاسرائيل بالبراعة.