أخبار

قراء إيلاف: توتر العلاقات المصرية التركية مع إسرائيل غير مؤثر

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
رسم بياني يظهر نتيجة الاستفتاء

بينما تسير علاقات إسرائيل مع تركيا ومصر من سيئ إلى أسوأ، وتزداد الأوضاع توترا يوماً بعد يوم، أعرب غالبية قراء "إيلاف" عن إعتقادهم بأن هذا التوتر غير مؤثر في مستقبل علاقات الدول الثلاث، فيما اتفق خبراء مع ما ذهب إليه القراء أن التوتر موقت، لكنهم إختلفوا معهم في أنه "غير مؤثر"، حيث أكدوا أنه سيكون مؤثراً جداً في مستقبل العلاقات بين الدول الثلاث.

طرحت إيلاف على القراء سؤالاً ضمن الإستفتاء الإسبوعي جاء نصه كالتالي "توتر علاقات إسرائيل بتركيا ومصر: يؤشر على تغير موازين القوى في المنطقة؟ أم مؤقت وغير مؤثر؟" وشارك في الاستفتاء 4969 قارئاً.

وبينما رأى 1950 منهم أي ما يعادل 39.24 % من القراء الذين إشتركوا في الإجابة على السؤال أن التوتر يعتبر مؤشراً على تغير في موازين القوى في المنطقة، توقعت الغالبية وتقدر بـ3019 أي ما نسبته 60.76 % أنه توتر موقت وغير مؤثر.

وتشير إختيارات قراء "إيلاف" إلى وعي سياسي وقراءة متأنية لتاريخ علاقات إسرائيل بدول المنطقة، حيث دائماً ما تكون لها الغلبة السياسية بالنهاية، ليس لقوتها في حد ذاتها، ولكن نظراً لقوة الداعمين الدوليين لها ضد الأطراف العربية، ولاسيما الولايات المتحدة الأميركية والغرب عموماً.

وفي الوقت الحاضر ومع اندلاع الثورات العربية ضد الأنظمة الإستبدادية، تنقسم الشعوب إلى قسمين، الأول متفائل بأن الربيع العربي سوف يمنحهم القوة في مواجهة إسرائيل، ويساهم في تغيير موازين القوى لصالحهم، أو على الأقل إحداث تعادل فيها، يقف الآخر متشائماً من المستقبل، إعتماداً على قراءة متأنية للتاريخ، مفادها أن الغرب لن يسمح للعرب بأن يتفوقوا على إسرائيل.

لا يمكن التنبؤ بالعلاقات مع إسرائيل

إيلاف تكشف محتوى وثائق من سفارة تل أبيب في القاهرة بعد اقتحامها
تساؤلات وترقب لمستقبل العلاقات المصرية - الإسرائيلية
إسرائيل تدرس ردها على قرار أنقرة
تركيا تُطبق "الخطة ب" وتطرد السفير الإسرائيلي من أنقرة

ويرى أستاذ العلاقات الخارجية في جامعة حلوان جهاد عودة بأنه لا يمكن التنبؤ بشكل علاقات مع مصر الخارجية في المرحلة الراهنة، ولاسيما علاقاتها مع إسرائيل، لأن السياسة المصرية تسير الآن "يوماً بيوم".
وأضاف لـ"إيلاف" أن "العلاقات المصرية منذ توقيع إتفاقية السلام في مارس من العام 1979 تشهد مداً وجزراً باستمرار، وتعرضت لانتكاسات خطرة ووصل الأمر إلى حد سحب السفير المصري من تل أبيب، وحدث ذلك في أعوام 1982، إبان الحرب الإسرائيلية في لبنان، وفي العام 2008 أثناء الحرب على غزة، ووصف وزير الخارجية الأسبق أحمد أبوالغيط إسرائيل بأنها "عدو" أثناء زيارة له للبنان منذ عدة أعوام، مشيراً إلى أن التوتر هو سمة العلاقات المصرية الإسرائيلية، ولم تكن أبداً تلك العلاقات دافئة على المستويين الرسمي أو الشعبي، ولكنها علاقات باردة دائماً رغم وجود معاهدة سلام بين البلدين تنص على ضرورة إجراء علاقات طبيعية بينهما".

توتر موقت لكنه مؤثر مستقبلاً

ولا يستبعد عودة أن العلاقات المتوترة جداً بين مصر وإسرائيل في المرحلة الراهنة ستكون موقتة، لكنه يؤكد أنها ستكون مؤثرة جداً في صياغة شكل العلاقات في المستقبل، لاسيما أن العامل الشعبي سيكون له دور مؤثر في رسم علاقات مصر الدولية، ولاسيما مع إسرائيل.

وأشار إلى أن الرأي العام لم يكن له تأثير كبير في الماضي، وهذا ما جعل صانع القرار المصري يقيم الحوادث أو المواقف الإسرائيلية من مصر أو من الدول العربية، وخاصة فلسطين ولبنان من منظور سياسي نخبوي، حيث تقوم الأجهزة الأمنية السيادية ووزارة الخارجية إلى جانب القيادة السياسية على صناعة القرار، ولكن من الآن فصاعداً سيكون الرأي العام جزءا أصيلا من دائرة صنع القرار.

الذكرى 33 لإتفاقية كامب ديفيد

في 17 سبتمبر من العام 1978 وقعت مصر وإسرائيل إتفاقية كامب ديفيد، ومع إنقضاء يوم أمس تكون قد أكملت الإتفاقية عامها الـ 33. ويطالب المصريون وبالتزامن مع الإحتفال بذكرى الإتفاقية بتعديلها، حيث يرون أنها تضم بنوداً تنتقص من السيادة المصرية على أراضي سيناء، الأمر الذي يصيب إسرائيل بحالة من الفزع والرعب، خاصة أنها بنت سياستها الخارجية على أساس أن الجبهة المصرية آمنة تماماً، وليست هناك خطورة.

وتجلى ذلك في تصريحات قادة إسرائيل الذين سعوا قدر طاقتهم للحفاظ على نظام حكم الرئيس السابق حسني مبارك، ولكنهم فشلوا في ظل إصرار الملايين على إسقاطه، فراحوا يتباكون على أيامه، ووصل الأمر إلى أن وصف رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بأنه "كنز إستيراتيجي لإسرائيل"، ووصفه آخرون بأنه "حارس حدود دولة إسرائيل الجنوبية"، وقالوا إنه قدم خدمات جليلة لهم.

لا صداقة أو عداء للأبد

ويقول السفير السابق علاء راضي لـ"إيلاف" "هناك مبدأ سياسي يقول لا صداقة أبدية ولا عداء أبدي، وثمة مقولة أخرى مفادها أصدقاء اليوم أعداء الأمس، أي أن السياسة مبنية على المصالح المشتركة".

واضاف أن العلاقات الدولية غير أبدية، وضرب مثالاً على ذلك الحرب العالمية الثانية، حيث وقفت دول المحور ومنها اليابان وألمانيا وإيطاليا ضد دول الحلفاء ومنها أميركا وفرنسا وبريطانيا، الآن هم جميعاً حلفاء ولديهم مصالح إقتصادية وتجارية وعسكرية مشتركة، كما أن أميركا غزت فيتنام، والآن عادت العلاقات بين البلدين بشكل أفضل.

ويتابع: "من كان يتصور أن مصر وإسرائيل سوف تكون بينهما علاقات دبلوماسية قبل العام 1979، حيث تم توقيع معاهدة السلام، فقد حاربت مصر في العام 1948 ضد قيامها كدولة على الأراضي العربية، وتعرضت مصر للحرب من قبل إسرائيل وفرنسا وبريطانيا في 1956، وإحتلت إسرائيل سيناء في 1967، ثم إستعادتها في حرب 1973، ووقعت معها معاهدة السلام. وبالتالي فحالة الحرب لا تدوم إلى ما لا نهاية ولا حالة السلام ستكون أبدية".

توقعات بمكاسب

ويرى راضي أن "العلاقات بين مصر وإسرائيل سوف تشهد المزيد من التدهور خلال الفترة المقبلة، بسبب الضغط الشعبي وفي حالة وصول الإسلاميين أو اليساريين للحكم، سوف تحصل مصر على مكاسب لم تكن تتوقعها لنفسها وللفلسطينيين، لاسيما في ظل توتر الأجواء في الأردن وتنامي حالة العداء ضد سفارة إسرائيل في عمان، وإندلاع الثورة في سوريا، والتي سوف تنتصر إن عاجلاً أو آجلاً، ما يضيف أعباء ثقيلة على كاهل إسرائيل وقادتها، إذ لن تكون هناك جبهة واحدة آمنة في حدودها مع العرب جميعاً". مشيراً إلى أن "الموقف التركي سوف يشد من عضد المواقف العربية، إذا إستمر كما هو دون تراخٍ، طمعاً في إغراءات إقتصادية أميركية أو أوروبية".

تركيا وإسرائيل

أما في الشأن التركي الإسرائيلي فإن تركيا تعتبر أول دولة إسلامية تعترف بإسرائيل في العام 1949، وتوطدت العلاقات بينهما إلى حد كبير، وكانت أنقرة أكبر حليف لتل أبيب في المنطقة، وعقدت معها تحالفات وإتفاقيات عسكرية وإقتصادية وتجارية، وكانت تركيا دائماً ما تدير ظهرها للعرب، وتحاول التقرب مع إسرائيل، في محاولة منها للفوز بعضوية الإتحاد الأوروبي، وعندما اكتشفت أن الأبواب موصدة دونها، تحولت إلى الإمداد الطبيعي أو الجغرافي لها ممثلاً في دول المنطقة العربية، تزامن ذلك مع صعود حزب العدالة والتنمية بقيادة رجب طيب إردوغان للحكم في العام 2003، حيث اتخذ مواقف داعمة للقضية الفلسطينية، ورفض الحرب على غزة في 2008.

وتوترت العلاقات مع تركيا تدهوراً ملحوظاً مع صعود إردوغان للحكم، وبلغت ذروتها في العام 2009 بعد مقتل تسعة أتراك كانوا على متن سفينة مساعدات متجهة إلى غزة، وحدث تراشق بين الجانبين، وإنتهى بطرد السفير الإسرائيلي من أنقرة وتجميد الإتفاقيات العسكرية والإقتصادية.

التحالف التركي المصري لصالح المنطقة

ووفقاً لمصطفى اللباد رئيس مركز الشرق للدراسات الإستراتيجية والإقليمية فإن العلاقات التركية الإسرائيلية مبنية على تبادل المصالح، وأضاف لـ"إيلاف" أن تركيا حاولت الإستفادة من الزخم في الربيع العربي من أجل إستعادة قوتها وهيبتها في المنطقة، لاسيما أن تركيا تنتهج سياسة تقوم على الحرية والأخلاق السياسية وهو ما يتلاقى مع هوى الشعوب العربية المتعطشة للحرية والكرامة، مشيراً إلى أن علاقات تركيا المتوترة مع إسرائيل تتوقف على مدى إستجابة الجانب الإسرائيلي للمطالب التركية، لاسيما الإعتذار، متوقعاً ألا تقدم تل أبيب على هذه الخطوة ما يزيد من عزلتها في المنطقة. ولفت إلى أن عقد تحالف مصري تركي سوف يضع جميع الأطراف في المنطقة في حجمها الطبيعي بما فيها إسرائيل وإيران.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف