أخبار

مقاهي الشيشة تتحول إلى فضاءات للانحراف في المغرب

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بدأت ظاهرة ارتياد مقاهي الشيشة تثير ريبة الأجهزة الأمنية في المغرب وبخاصة في ظل تحول هذه الأماكن إلى فضاءات لتناول المواد الخطرة وإقامة العلاقات الجنسية غير الشرعية ما يزعزع قيم المجتمع ويضر في بنيانه.

الدار البيضاء: انتشرت مقاهي الشيشة بشكل كبير في المغرب، خاصة في المدن السياحية، حيث يتزايد إقبال الشباب عليها بشكل كبير.

ارتياد القاصرات المقاهي يزيد من مخاطر الظاهرة

وبات هذا النوع من المقاهي يشكل تحديًا للسلطات الأمنية، بعد أن تحول بعض هذه الفضاءات إلى أماكن لربط علاقات محرمة، إذ باتت تتردد عليها بشكل لافت الفتيات القاصرات.

ورغم لجوء السلطات المحلية إلى إصدار قرارات عملية تقضي بمنع تقديم الشيشة للزبائن في المقاهي، سعياً وراء محاربة انتشار عادة استهلاك الشيشة الغريبة عن تقاليد المجتمع المغربي، وذلك في انتظار تعزيز الترسانة القانونية، بنص قانوني يمنع التدخين في الأماكن العامة، بما فيها المقاهي، إلا أن دائرة مستهلكي الشيشة آخذة في التوسع، وهو ما يثير الكثير من علامات الاستفهام حول هذا الأمر.

طقوس خاصة بالشيشة!

تعرف المقهى الذي يقدم الشيشة من شكله الخارجي، ورائحة الدخان الكثيف التي تنبعث منه، غير أن ما يحدث داخلها قد لا يشابه الصورة التي ترتسم في ذهنك. فما إن تضع قدمك في هذا الفضاء حتى تعتقد، للوهلة الأولى، أنك في ملهى ليلي لفندق من خمس نجوم.

حراس، وفتيات قاصرات، وأدخنة تتصاعد وسط جو صاخب يصعب فيه التنفس، خاصة مع غياب مكيفات أو منافذ للتهوية كثيرة. وشباب وشابات يتبادلون القبل خلسة، في حين ينشغل النادل في تحضير المعسل والجمر، وتنظيف وتغيير الأنبوب المستعمل في التدخين.

يقول سعد (ج)، أحد رواد مقهى الشيشة في وسط مدينة الدار البيضاء، إن "الإقبال على مقاهي الشيشة تزايد مع تردد القاصرات على هذه الفضاءات"، مشيرا إلى أن "تدخينها بات يواكبه، في بعض الأحيان، تنظيم سهرات، وهو ما جعلها تتحول إلى ما يشبه العلب الليلية".

وأبرز سعيد، لـ "إيلاف"، أنه "في حالات قليلة يستبدل المعسل، المادة الرئيسة في تدخين الشيشة، بقطع من الحشيش، أو بمواد خاصة"، مشيرًا إلى أن "هناك من ينظم جلسات في المنزل يستبدل فيها الماء بالجعة أو الويسكي.. وهذا يكون له تأثير كبير على مستهلكها".

وأوضح سعيد أن المعسل الأكثر رواجًا هو ذلك الذي يوجد بنكهة التفاح، أو عرق سوس، أما العنب، فهو غائب عن هذا المقهى بسبب غلائه.

ويبلغ عدد مقاهي الشيشة في مدينة الدار البيضاء حوالى 3 آلاف، تشملها، في فترات متفرقة، حملات تسفر حتى عن إيقاف عدد من الشابات والشباب.

يوضح فؤاد (د)، أحد رواد مقاهي الشيشة، "بسبب المظاهر المصاحبة لهذه الفضاءات، يلجأ عدد من الأشخاص إلى تنظيم جلسات في المنزل، حيث يستبدل المعسل بالحشيش، والماء، في بعض الأحيان، بالكحول"، مشيرا إلى أن "تحضيرها يحتاج إلى طقوس خاصة، تبدأ من تجهيز الفحم إلى تهيئة الشيشية وتنظيفها، قبل أن يشرع في استهلاكها".

وأبرز فؤاد، لـ "إيلاف"، أن "كل شخص تعهد إليه مهمة، إذ هناك من يتكلف بشراء المعسل، أو مواد أخرى، ثم هناك من يحضر الفحم وآخر يحضر الشيشة، في حين يتكلف آخرون بتهيئة الأجواء العامة"، مبرزا أن "هذه الطقوس الخاصة بها تزيد من الإقبال عليها".

قوات الأمن تحاول السيطرة على الظاهرة يشار إلى أن دراسات أظهرت أن المعدل العام لعدد المدخنين المغاربة، يصل إلى 18 في المائة، 5.14 في المائة منهم يدخنون بشكل يومي، بينما 3.5 في المائة يدخنون بشكل موقت، و31,5 في المائة من المدخنين هم رجال، و30,3 في المائة نساء، و4.11 هم مدخنون سابقون.

دعارة تحت أنفاس الدخان!

تحولت مقاهي الشيشة إلى أماكن للقاءات بين الأحبة، وللهو والمرح، ومقابلة القاصرات، سياح تحت أنفاس الدخان، وهو ما قد يتطور في بعض الأحيان إلى علاقات جنسية خارج هذه الفضاءات.

يقول علي الشعباني، باحث في علم الاجتماع، إن "تدخين الشيشة ظاهرة حديثة، وكانت معروفة في المشرق العربي"، مشيرا إلى أنها لم تظهر في المغرب، إلا مع ظهور المقاهي السورية في المملكة.

وأضاف علي الشعباني، في تصريح لـ "إيلاف"، "حاليا يمكن الحديث على أن مقاهي الشيشة أصبحت ظاهرة وصلت إلى درجة استنفار المصالح الأمنية"، مبرزا أن "لديها مظاهر سلبية، لكونها تساعد على الانحراف".

وذكر الباحث المغربي أن هذه الظاهرة باتت تشوش على الاستقرار والجو العام، موضحاً أن "الشيشة أفقدت المقاهي ذلك الطابع الذي كان يميزها، إذ إنها كانت في السابق مكانا للقاء والترفيه، وربط العلاقات"، مشيرا إلى أنه "برزت فيها حاليا مظاهر تنفر الناس من هذه الفضاءات".

وقال علي الشعباني إن "هذه الظاهرة تنعكس بالأساس على الشباب، خاصة الفتيات، كما أنها تؤثرفي سمعة مرتادي هذه المقاهي"، مشيرًا إلى أنها "تنعكس على الحياة الزوجية، والعلاقات، وتشجع على الدعارة، إلى جانب أشياء أخرى تؤثرفي الوضع الاجتماعي في المغرب".

ويزداد الإقبال، بشكل لافت جدًا، على مقاهي الشيشة، خلال شهر رمضان، وهو ما يجعل السلطات الأمنية، تطلق حملات متواصلة للحؤول دون انتشارها.

ففي مدينة مراكش، ألقت مصالح الأمن، في بداية شهر الصيام، القبض على حوالى 43 فتاة بينهن قاصرات، متلبسات بتعاطيهن الشيشة.

كما حجزت المصالح الأمنية حوالى 300 شيشة من ملهى ليلي يوجد في الطريق المؤدية إلى مطار مراكش المنارة الدولي. وتلقى هذه الحملات ترحيبا من طرف المواطنين، الذين باتوا يتخوفون بشكل كبير على أبنائهم من المظاهر السلبية التي خلفها انتشار هذه المقاهي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
nombre trop exagéré
baydawi -

هاد غير صحيح ،عدد مقاهي شيشة ليس ب-3000 هاد رقم خيالي لصاحب المقال من أجل إعطاء صورة سيئة عن دار البيضاء

هذا واقع للاسف
مراقب -

هذا للاسف من البطالة والعطالة التي تجتاح أغلب الدول العربية خصوصا بعد الازمة العالمية التي أغلب دول العالم الثالث تقول أننا لم نتأثر بهذه الازمة والوضع تمام وعال العال وهو العكس تماما فيرتاد الشباب مثل هذه الاماكن ويستعملو مثل هذه المواد الخطرة والمحرمة التي تؤثر على العقل والجسم من اجل تضييع الوقت بلافائدة من باب اولى واجدى تشغيل هؤلاء الشباب وايجاد فرص عمل لهم للارتقاء بمستوياتهم المعيشية خدمة لانفسهم واوطانهم

الشيشة و الحشيشة
omar salim -

لو إرتبطنا بأوروبا كان أفضل على الأقل كنا سندخن الغليون الذي شكلا يرمز إلى المدنية بدل الشيشة التي كلها دخان، فوضى و ضباب كضبابية رؤيتنا للأمور .

غيورة على بلدي
marocaine -

يا مغاربة والله هرمنا نسمع هده الخرافات عن بلدنا المغرب فأنا مقيمة في الامارات ، ووالله أصابني الذهول عندما شاهدت سيدات محجبات متزوجات وهن يشربن شيشة أمام الملأ,كفانا إساءة إلى بناتنا، فالدعارة ليست جنسيتها مغربية بل هي أقدم مهنة امتهنت.

رسالة الامارات
خليفه لوتاه -

كل تقدير الى قوات الأمن و الشرطة التي تحاول السيطرة على الظاهرة.اين دور رجال الصحوة و الدعوة في مكافحة الفساد في البلاد.