ساحة زاكوتي في نيويورك تستلهم ميدان التحرير في القاهرة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
شهد حي المال في نيويورك يوم السبت تظاهرة شارك فيها نحو 5000 شخص اعلنوا ان هدفهم "احتلال وول ستريت". وفي اليوم الثالث بعد تفرق المتظاهرين واصلت الاحتجاج مجموعة بينها طلاب وفنانون وكتاب ظلوا ينامون في ساحة زاكوتي مؤكدين عزمهم على مواصلة الاعتصام في المستقبل المنظور بوحي من تجربة ميدان التحرير في القاهرة. ويحتج المعتصمون الذين غالبيتهم دون سن الثلاثين على المصارف والمؤسسات المالية العملاقة التي يخيمون تحت ظلال ابنيتها الشاهقة.
وكما في تجربة الشباب المصري فان المحتجين في وسط نيويورك يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي في تنظيم نشاطهم. ونقلت صحيفة الغارديان عن طالب اكتفى باسمه الأول روميو قوله "ان لدينا رئيسا يقول لنا ان نفعل الصواب وان نتعلم ونعيش حياة افضل لكني لا أعيش حياة افضل. فأنا خريج جديد وعلي ديون للكلية قدرها 50 الف دولار تراكمت اثناء دراستي ادارة الأعمال في جامعة بيركلي. ولا أستطيع ايجاد فرصة عمل لتسديدها".
واشار روميو الى ناطحات السحاب من حوله التي تضم مكاتب بنوك عملاقة مثل تشايس وسيتي غروب وغولدمان ساكس قائلا "انها السبب في ما آل اليه وضعنا. البنوك تحصل على اموال تنقذها من ازمتها وماذا نحصل نحن؟ أين مَنْ ينقذنا؟"
وقال روميو ان الكثير من اصدقائه موجودون معه في ساحة الاعتصام مؤكدا انهم اصحاب شهادات من جامعات مرموقة نالوها بالمثابرة والاجتهاد ولكن مستقبلا مجهولا ينتظرهم الآن دون ان تنفعهم شهاداتهم.
كانت تظاهرة السبت ضد نفوذ الشركات الكبرى في السياسة الاميركية دعوة الى الاحتجاج وجهتها مجلة آدبستر الكندية المناهضة للنزعة الاستهلاكية وتبنتها شبكة انونيموس المختصة باختراق الانترنت.
ولكن المعتصمين في ساحة زاكوتي وسط نيويورك يريدون حملة احتجاجية متواصلة. وقالت السينمائية الوثائقية والناشطة الاجتماعية ماريسا هولمز انها تشارك في الاحتجاج على المدى المنظور واصفة المحتجين بأنهم ذوو تحصيل علمي رفيع لكنهم لا يجدون عملا. واضافت "ان مستقبلنا تعرض للغدر والسياسيين خذلونا والساحة العامة هي منبرنا للتعبير عن رأينا. وما هذه إلا البداية. انها الديمقراطية المباشرة في الممارسة العملية".
وقال ديفيد غرايبر الذي تخرج من كلية غولدسمث في لندن فرع الانثروبولوجيا الاجتماعية وتوجه الى نيويورك في زمالة دراسية ان المعتصمين استلهموا احتجاجات الحرية في ميدان التحرير في القاهرة. واوضح ان الرسالة التي يحاول المحتجون ايصالها هي "ان النظام السياسي لا يحاول حتى ان يقترح حلولا لمشاكلنا". واكد ان المحتجين شباب وطلاب مثقلون بديون الدراسة "وهم يريدون مخاطبة اولئك الذين خطفوا مستقبلهم".
وحضرت بصورة مفاجئة في ساحة الاعتصام الممثلة روزان بار حيث دعت الى "رأسمالية جديدة". وقالت انها تريد نظاما يكافئ العمل المثابر والطموح لكنه يعتني بالطفل الضعيف.
وقال الطالب مات باريس (17 عاما) انه يشارك في الاعتصام احتجاجا على السياسيين الفاسدين مشيرا الى ان الأفراد يتبرعون ببعض المال للسياسي الذي يرشح نفسه في الانتخابات ولكن الشركات تتبرع بلا حدود للسياسيين "ومن البديهي ان يؤثر هذا في السياسات. فان ممثلينا يمثلون المال ولا يمثلوننا".
وقف رجال الشرطة حول الساحة يراقبون المحتجين لكنهم لم يحاولوا تفريقهم. وقالت شرطة نيويورك انها اعتقلت خمسة اشخاص لمخالفات مثل التسكع والسلوك المخل بالنظام والكتابة على الحيطان.