استخبارات أميركا تنافس القطاع الخاص على الناطقين بلغات اجنبية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
قال مسؤولون كبار في اجهزة الاستخبارات الاميركية ان هذه الأجهزة ما زالت تفتقر الى المهارات اللغوية التي تحتاجها للتواصل والترجمة واعتراض المعلومات وتحليلها رغم التركيز الشديد خلال العقد الماضي على افغانستان وباكستان والشرق الأوسط.
وكانت اعتداءات 11 اليول/سبتمبر اطلقت حملة واسعة لتعلم اللغات الأجنبية من اجل ملاحقة الارهابين والمتطرفين ومتابعة الاتجاهات التي تظهر في مناطق العالم التي لم تكن لها اولوية في فترة الحرب الباردة. ولكن اجهزة الاستخبارات اصطدمت بحقيقة ان اللغات التي تحتاجها في الحقبة الجديدة لا يمكن تعلمها بسرعة وان لغة الشارع التي يتعين ان يجيدها العملاء والمحللون الاميركيون ليست لغة سهلة في حين ان المخاوف الأمنية تجعل التوثق من الشخص المطلوب تجنيده عملية طويلة.
وقال مدير الاستخبارات الوطنية جيمس كلابر في جلسة استماع في الكونغرس ان اللغة ستبقى تحديا يواجه اجهزة الاستخبارات الاميركية. واضاف ان العمل جار على مواجهة هذا التحدي وسيتواصل "لكننا على الأرجح لم نصل الى المستوى الذي نطمح اليه حتى الآن".
وتحتاج الحكومة الاميركية الى ناطقين بالعربية والفارسية والباشتونية والدارية والاوردية ولغات أخرى من الصعب على الناطقين بالانكليبزية تعلمها.
ولا تكشف اجهزة الاستخبارات عن عدد موظفيها الذين يتمتعون بمهارات لغوية. ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن مكتب مدير الاستخبارات الوطنية ان عدد الذين يتكلمون العربية في عموم اجهزة الاستخبارات تضاعف نحو ثلاث مرات في غضون عشر سنوات وان عدد الذين يتكلمون اللغات المتداولة في افغانستان وباكستان بما فيها البلوشية والدارية والقرغيزية والباشتونية والبنجابية والطاجيكية والاوردو والاوزبكية ، تضاعف 30 مرة منذ الفترة التي سبقت اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر.
وتحتاج اجهزة الاستخبارات الى أكثر من المام بسيط لفهم المعاني الثقافية واللهجات المختلفة. وتتوجه هذه الاجهزة الى الجيل الأول والثاني من الاميركيين المهاجرين الذين تتيح اصولهم فهم اللغة والثقافة المحلية على نحو اسرع من محاولة تعليم شخص من الصفر. ولكنها يمكن ان تواجه صعوبة في تزكية الناطق باللغة المطلوبة امنيا بسبب الأواصر العائلية في الوطن الأم.
وقال مسؤولون استخباراتيون انهم يحاولون تغيير هذا الوضع. واصدر مكتب مدير الاستخبارات الوطنية توجيها يجعل من الأسهل تشغيل اميركيين من الجيل الأول والثاني يعودون في اصولهم الى بلدان مرشحة لأن تكون مهمة أمنيا.
كما انشأ المكتب مجلس التراث للتواصل مع اميركيين ذوي اصول باكستانية وعربية وصومالية من بين منابع أخرى.
وبثت وكالة المخابرات المركزية اعلانات تلفزيونية لتجنيد افراد من اوساط الاميركيين العرب والايرانيين. وتقول الوكالة ان نسبة عالية من عناصرها يدرسون العربية والباشتونية والاوردية والفارسية والكورية والروسية والصينية.
ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن الناطقة باسم وكالة المخابرات المركزية ماري هارف قولها ان العملية تحتاج الى وقت مشيرة الى ان قلة من الجامعات الاميركية كانت لديها برامج لتدريس العربية قبل اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر.
ويقول خبراء ان اساس المشكلة يكمن في نظام التعليم الاميركي الذي لا يولي تعلم اللغات الاجنبية اهمية مثلما تفعل المدارس الاوروبية.
وقال ريتشارد بريشت مدير مركز دراسة اللغات في جامعة ماريلاند ، الذي أُنشئ عام 2003 بتمويل من وزارة الدفاع ، ان نحو 50 مليون اميركي يتكلمون لغة اخرى غير الانكليزية في البيت وان هذا "يشكل موردا ضخما للغات القومية".
ولكن على اجهزة التجسس ان تتنافس مع القطاع الخاص الذي يبحث هو الآخر عن موظفين يتقنون لغات اجنبية. وقال مايكل برمنغهام الناطق باسم مكتب مدير الاستخبارات الوطنية ان اصحاب المهارات اللغوية مطلوبون في منظمات مختلفة ، ليس من الحكومة بل من خارج الحكومة ايضا وبالتالي فانها "بيئة تنافسية للغاية" ، على حد وصفه.