الثوار الليبيون يوقفون المعارك على جبهتي سرت وبني وليد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
مصراته: أعلنت قوات المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا الخميس وقف المعارك على جبهتي شرق وغرب سرت، معقل معمر القذافي غداة تحقيق انتصار في الجنوب مبررة ذلك بنقص في الذخيرة وسعيها الى الحد من الخسائر المدنية واعادة تنظيم نفسها.
وفي الوقت نفسه اعلنت وزارة الداخلية التونسية اعتقال البغدادي المحمودي الذي كان آخر رئيس حكومة في نظام القذافي قرب الحدود مع الجزائر لدخوله الاراضي التونسية بشكل غير شرعي وحكم عليه الخميس بالسجن لمدة ستة اشهر.
وبالاضافة الى ذلك، اكدت محكمة استئناف تونسية انها لا تملك اية ادلة ضد المسؤول السابق في جهاز المخابرات الليبي الخويلدي الحميدي الذي اعتقل في السابع من ايلول/سبتمبر في مطار تونس واحيل على القضاء بتهمة الدخول بشكل غير مشروع الى تونس، بحسب ما اعلن احد محاميه.
وتوقفت قوات المجلس الوطني الانتقالي عن القتال في بلدة سلطانة على الجبهة الشرقية في سرت (370 كلم شرق طرابلس) التي احتلتها الاثنين بعد معارك ضارية ضد رجال معمر القذافي. واعلن مصطفى بن درداف من الكتيبة التي تقدمت خمسة كيلومترات بعد سلطانة على بعد ثلاثين كلم شرق سرت "نوقف القتال لمدة اسبوع لاننا نواجه نقصا في الذخيرة".
واكد ان الهدف حاليا هو تعزيز المكاسب على الارض واقامة "خط دفاعي قوي" في سلطانة، حيث استعملت جرافات الاربعاء لحفر خنادق. واوضح "طلبنا من الجبهات الاخرى وقف اطلاق النار لتنسيق تحركنا بشكل افضل لكن ليست لدينا معلومات عن نواياهم".
وبحسب مجموعة من المقاتلين عادوا عن خط الجبهة ظهر الخميس "اطلقت عيارات نارية متقطعة باسلحة رشاشة صباحا ولكن الامور هادئة حاليا". واشارت مصادر طبية مع ذلك، الى ان مقاتلا قتل وجرح ثلاثة اخرون.
ويتوقع ان تتوقف المعارك ايضا الخميس على الجبهة الثانية (50 كلم غرب سرت) كما افاد بعض القادة لفرانس برس عند معبر خلف تلك الجبهة. واكد قادة ميدانيون انهم ينتظرون غارات جديدة من الحلف الاطلسي بهدف اضعاف مواقع قوات القذافي ولاحظ مراسل فرانس برس ان طائرات الحلف حلقت في اجواء المنطقة بينما اعلن الحلف انه شن غارات الخميس استهدفت خصوصا منصات صواريخ في ضواحي سرت.
من ناحيتها، اعلنت قيادة القوات الفرنسية الخميس ان فرنسا تبقي على عتادها خصوصا المروحيات القتالية المنتشرة قبالة الساحل الليبي وهي تواصل ضرباتها الجوية ضد اخر معاقل القوات الموالية للقذافي. من جانبه اعلن حلف شمال الاطلسي انه واثق بانهاء عملياته في ليبيا قبل انتهاء ولاية السلطات الحالية التي مددت بثلاثة اشهر.
وفي بني وليد وبعد اسبوع من الهجوم على هذه الواحة التي تعتبر ايضا من معاقل معمر القذافي، لم تسجل قوات المجلس الانتقالي سوى تقدم طفيف بينما تسقط الخسائر يوميا في صفوفها، بحسب ما اعلن لوكالة فرانس برس الطبيب مريم طيب الذي يرافق مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي المتمركزة على بعد حوالى 20 كلم من المدينة والذين تراجعوا الخميس لمسافة خمسة كيلومترات..
ويعزي المقاتلون هذه الصعوبات الى قلة التنسيق وانعدام قيادة موحدة في تلك المعركة التي تدور في الصحراء على بعد 170 كلم جنوب شرق طرابلس. وبعد ستة كيلومترات من وسط المدينة، كانت تسمع عيارات نارية متقطعة وشوهدت اعمدة دخان ترتفع فوق بني وليد التي تحلق فوقها باستمرار طائرات الحلف الاطلسي.
واوضح العسكريون ان عشرات من المدنيين فروا من المنطقة التي يسيطر عليها رجال القذافي في ضواحي سرت في المعبر الذي سجل فيه مدنيون اكثر من الايام السابقة. واوضح محمد بن سرتية الذي فر مع زوجته وابنائه الثمانية لفرانس برس "اعددنا كل شيء وانطلقنا بسرعة، لم يكن الجنود جاهزين" مؤكدا ان الوضع في سرت بات "لا يطاق" بسبب انقطاع الكهرباء والماء والنقص في الاغذية.
واضاف "لم ناكل سوى المعكرونة، والجميع مختبئون في منازلهم ولا احد يتجرا على الخروج". وتمكنت قوات النظام الجديد الاربعاء من السيطرة على سبها وودان. وقال عبد المجيد سيف النصر المسؤول في المجلس الانتقالي "اننا نسيطر على سبها والجميع بمن فيهم قوات كانت موالية للقذافي اصبحت مع الثورة" مؤكدا ان "بعض الافراد غير المنظمين يحاولون المقاومة".
وكانت سبها، معقل القذاذفة في الصحراء، تشكل احد اكبر اهداف مقاتلي المجلس الانتقالي وكذلك واحة الجفرة الي تبعد منها 300 كلم الى الشمال الشرقي. واعلن المسؤول المحلي مصطفى الهوني ان قوات النظام الجديد "حررت" مدينة ودان في واحة الجفرة وباتت تسيطر الان على سبعين بالمئة من المنطقة، وتعد الواحة 75 الف ساكن وتضم ودان وهون والسكنة وزيلا.
ووجه مسؤولون في المجلس الوطني الانتقالي في شبها نداء "عاجلا" خلال مؤتمر صحافي في بنغازي لتقديم المساعدة الى سكان الجنوب حيث 400 الف شخص خصوصا من الاطفال "بحاجة الى مياه الشفة والادوية والمواد الغذائية والحليب والكهرباء".
من جهته، قال مصطفى الهوني عضو المجلس الانتقالي ورئيس لجنة الاقتصاد والمالية والنفط "قريبا خلال الايام القليلة القادمة سنعاود الانتاج لكن التصدير يحتاج الى وقت اطول"، مضيفا مع ذلك ان عودة ليبيا الى انتاج ال1,6 مليون برميل يوميا التي كانت تنتجها قبل الثورة "لا تزال بعيدة".
وفي واشنطن، اعتبر مدير صندوق النقد الدولي لشمال افريقيا والشرق الاوسط مسعود احمد ان العودة الى الانتاج الطبيعي تتطلب اكثر من سنة. وعلى الصعيد السياسي، اكدت الحكومة الجزائرية الخميس عزمها على العمل "بشكل وثيق" مع السلطات الليبية الجديدة، بحسب بيان لوزارة الخارجية الجزائرية.