أخبار

الجزائر تعترف عمليا بالمجلس الوطني الانتقالي بعد الاتحاد الافريقي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الجزائر: اعترفت الجزائر عمليا بالمسؤولين الليبيين الجدد معربة الخميس عن عزمها التعامل "بشكل وثيق" مع المجلس الوطني الانتقالي، والسعي لعودة التعاون الى وضعه "الطبيعي".

لكن كلمة "اعتراف" السحرية لم تصدر على لسان اي مصدر رسمي، فيما وقفت الجزائر دائما الى جانب الاتحاد الافريقي في تعاطيه مع الازمة الليبية، مؤكدة طوال اشهر "حيادها" في المعارك بين الثوار ونظام معمر القذافي.

وقد اعلن الاتحاد الافريقي في 20 ايلول/سبتمبر انه "يعترف" بالمجلس الوطني الانتقالي.

ومن نيويورك التي يزورها، تحدث وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي في تصريح نشرته الجمعة وكالة الانباء الجزائرية عن عودة التعاون الى "طبيعته".

وقال ان "الجزائر قررت التعامل مع السلطات الليبية الجديدة والسعي الى ان يصبح التعاون بين البلدين تعاونا طبيعيا، حتى اني اقول تعاونا وثيقا في كل المجالات".

لكن الوزير الجزائري لم يلفظ ابدا كلمة "اعتراف".

واضاف مدلسي ان "موقف الجزائر يستند من جهة الى التناغم مع موقف الاتحاد الافريقي ومن جهة اخرى الى التزام المجلس الوطني الانتقالي تعزيز وحدة الشعب الليبي التي تعد بالتأكيد ابرز الاهداف".

وفي بيان اصدرته الخميس، اشارت وزارة الخارجية الى ان الجزائر التي "اخذت علما" باعتراف الاتحاد الافريقي بالمجلس الوطني الانتقالي، تريد "التعامل بشكل وثيق مع السلطات الليبية الجديدة لارساء تعاون ثنائي مثمر لما فيه خير الشعبين الشقيقين وتأمين شروط الحفاظ على السلام والامن والاستقرار في المنطقة".

ورأت صحيفة الوطن الليبرالية الجمعة في ذلك اعترافا "من طرف اللسان" و"طريقة للحفاظ على ماء الوجه".

ولم تأبه صحيفة الاخبار الصادرة باللغة العربية بالفروقات. وقالت على صفحتها الاولى "الجزائر اعترفت بالسلطات الجديدة في ليبيا".

وقال دبلوماسي اجنبي ان الجزائر تعاملت "بفتور" مع الاحداث الليبية المستمرة منذ ستة اشهر.

وقد املى عليها هذا الموقف الخوف الذي عبرت عنه من تفشي الفوضى في ليبيا، ودخول اسلحة ليبية منها صواريخ سام عبر حدود مشتركة يفوق طولها الالف كيلومتر، لمصلحة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي.

وكرر الوزير المنتدب لشؤون المغرب وافريقيا عبد القادر مساهل، القول في الفترة الاخيرة ان "الازمة الليبية اوجدت تهديدا اضافيا في بلدان الساحل" التي تواجه "ارهابا" اسلاميا وجريمة منظمة.

ويطرح الجزائريون تساؤلات ايضا عن طبيعة النظام في طرابلس. ودائما ما طالبوا بأن تمثل الحكومة الجديدة التي تأخر اعلانها عشرة ايام، "الشعب الليبي بكل اطيافه".

الا ان العلاقات بين الجزائر والزعيم الليبي السابق لم تكن جيدة، حتى لو ان البلدين كانا يتبادلان خدمات محددة.

ومنذ اندلاع التمرد في ليبيا قبل ستة اشهر، وعلى رغم الدعم الذي اعلنته الجزائر رسميا لتدخل الحلف الاطلسي لحماية المدنيين، لم يتوقف الليبيون عن اتهام الجزائر بدعم القذافي.

فقد اكدوا مرارا ان الجزائريين بعثوا بمرتزقة واسلحة الى القذافي. والى النفي القاطع الذي اصدرته الجزائر اضيف النفي الذي اصدرته كل من الولايات المتحدة وفرنسا خصوصا.

ثم تعرضت الجزائر لانتقادات المجلس الوطني الانتقالي بعدما اعلنت في 29 آب/اغسطس وصول الزوجة الثانية للزعيم الليبي المخلوع وثلاثة من ابنائه هم محمد وهنيبعل وعائشة، الى الجزائر لأسباب "انسانية محضة". وحرصت الجزائر على ان توضح انها ابلغت بذلك المجلس الوطني الانتقالي والامم المتحدة.

ومنذ ذلك الحين، تحدثت الجزائر مرارا عن اتصالات "مباشرة" مع المجلس الوطني الانتقالي واوفدت مدلسي الى باريس في الاول من ايلول/سبتمبر للمشاركة في مؤتمر اصدقاء ليبيا.

لكن وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه اعرب آنذاك عن الاسف "للموقف الغامض" الذي اتخذته الجزائر من النزاع الليبي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف