الثوار الليبيون في بني وليد تراجعوا عن مواقعهم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
آخر تحديث: الثلاثاء الساعة 11:40 ت. غ
قال مسؤول التفاوض في المجلس الانتقالي الليبي إنا الثوار تراجعوا عن مواقعهم في بلدة بني وليد بعد أن سيطروا عليها في وقت سابق، فيما تمكن الثوار من السيطرة على ميناء سرت.
سرت: تراجع مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي عن مواقع سبق ان سيطروا عليها في بني وليد، بحسب ما افاد اليوم الثلاثاء مسؤول التفاوض عن جانب الثوار عبدالله كنشيل "التفاصيل"في وقت تمكن فيه الثوار من تحرير سبها بعد أسبوعين من القتال وذلك بمساعدة السكان وخرائط "غوغل إرث" "التفاصيل"
بينما أعلن مصطفى بن درداف احد قادة قوات المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا الثلاثاء ان مقاتلي النظام الليبي الجديد سيطروا على ميناء سرت شرق المدينة التي تعتبر معقل انصار الزعيم الليبي الفار معمر القذافي. وقال هذا القيادي في كتيبة الزنتان المنتشرة قرب سرت "جرت مواجهات خلال الليل واننا الان نسيطر على الميناء".
وقال احد المقاتلين "عندما سنقترب من وسط المدينة ستدور حرب شوارع ونحن نستعد لذلك". وكانت معارك اندلعت مساء الاثنين قرب ميناء هذه المدينة التي تعد 70 الف نسمة وتقع على بعد 360 كلم شرق طرابلس ويحاصرها مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي من الشرق والغرب.
والاثنين استولت قوات النظام الجديد على مخبأ للاسلحة تابع لقوات القذافي على الجبهة الشرقية من سرت في حين قصف حلف شمال الاطلسي اهدافا في المدينة لليوم الثالث على التوالي. وبحسب الامم المتحدة فر حوالى الفي شخص من المدينة المحرومة من المياه والكهرباء والمواد الغذائية بحسب شهادات سكان.
وحاصرت قوات المجلس الوطني الانتقالي الليبي مدينتي سرت وبني وليد، آخر معقلين للزعيم المخلوع معمر القذافي اللتين تتعرضان لقصف مكثف. وعلى الصعيد السياسي، تتواصل المحادثات داخل المجلس الوطني لتشكيل حكومة قد تبصر النور نهاية الأسبوع.
وفي الوقت نفسه وأمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك، أعلن الرجل الثاني في المجلس الوطني الانتقالي الليبي محمود جبريل في اجتماع للمجلس حول ليبيا ان معمر القذافي يطرح تهديدا ارهابيا طالما لم يتم اعتقاله.
واضاف "انه (القذافي) وابناءه قادرون على التنقل بحرية وقد يؤدي ذلك الى زعزعة استقرار (ليبيا) اكثر الى أن يتم اعتقال القذافي ومعاونيه". واضاف "كونه طليقا ويملك مثل هذه الثروات يعني أنه لا يزال قادرا على زعزعة الاستقرار ليس فقط في بلادنا بل ايضا في دول الساحل والصحراء". وفي سرت، يضيّق مقاتلو المجلس الانتقالي الخناق على المدينة التي تقع على بعد 360 كلم الى شرق طرابلس ويحاصرون فيها أنصار القذافي من شرقها وغربها.
واندلعت مساء الاثنين معارك بين قوات النظام الليبي الجديد ومقاتلي القذافي قرب ميناء سرت وفق ما أعلن قائد في المجلس الانتقالي. وقال مصطفى بن دردف قائد لواء الزنتان لوكالة فرانس برس ان "قواتنا تقاتل قرب الميناء في محاولة للسيطرة عليه. ليس تحت سيطرتنا بعد".
ونبه بن دردف الى أن الثوار الليبيين يحتاجون الى مزيد من العناصر لإلحاق هزيمة بقوات القذافي التي تحاول، وفق شهادات بعض السكان، منع الناس من مغادرة المدينة.
وعلى الجبهة الغربية لم تقع معارك صباح الاثنين بحسب القادة الميدانيين فيما رصدت مواجهات شرقا في الصباح عند دخول قافلة من 150 مقاتلا تابعين للمجلس الوطني الانتقالي الى المدينة لمسافة 10 كلم استولوا على مخزن اسلحة وذخائر تابعة لكتائب القذافي ونقلوها في اكثر من عشر شاحنات على وقع صيحات "الله اكبر".
وتحدث المدنيون الذين فروا من المدينة التي تضم 70 الف نسمة عن ظروف حياة شاقة للذين مكثوا فيها. وقال مفتاح محمد وهو وكيل اسماك غادر المدينة مع ستين شخصا من عائلته واقاربه وجيرانه في موكب من سبع سيارات ان "الوضع في المدينة صعب جدا".
واضاف "لم يعد هناك غذاء ومياه ونفط وكهرباء ولم يعد لدى الاطفال حليب. هذا الوضع على ما هو منذ شهرين فيما يمنع انصار القذافي السكان من المغادرة". وافاد ان "مجموعات من المرتزقة الافارقة وعلى الاخص من تشاد يسيطرون على وسط المدينة ويتمركزون على السطوح لمنع الناس من المغادرة".
وتبث اذاعة موالية للقذافي في سرت رسائل لتعبئة ما تبقى من انصاره، بحسب سكان. وتقول الرسائل "يجب الموت من اجل الدفاع عن الدين والوطن والقذافي"، مشيدة بالعقيد الفار منذ اكثر من شهر. واعلن الحلف الاطلسي الاثنين ان طائراته قصفت امس مركز قيادة ومراقبة ومخازن ذخيرة ورادارا وقاذفات صواريخ في سرت.
واعلنت عيادة هراوة الطبية التي تبعد 40 كلم شرق سرت انها تلقت عشرات المرضى خصوصا من الاطفال الذين يعانون امراضا مرتبطة بنقص مياه الشفة. وقالت الطبيبة فالانتينا ريباكوفا "انها ازمة انسانية خطرة". وفي بني وليد (170 كلم جنوب شرق طرابلس)، يتمركز المقاتلون على مدخل المدينة وما زالوا يتعرضون لاطلاق صواريخ قوات القذافي.
وقال رمضان خالد احد مقاتلي النظام الليبي الجديد "ضقنا ذرعا بالانتظار. نحن واثقون بقدرتنا على السيطرة على بني وليد"، مؤكدا ورفاقه انهم يريدون بدء الهجوم على معقل انصار القذافي غداة الهجوم على سرت.
واوضح خالد الذي يبلغ من العمر 23 عاما، وهو يحتمي بحائط من القرميد "نحن هنا منذ عشرين يوما. نريد دخول بني وليد مثل المقاتلين الاخرين الذين بدأوا يسيطرون على سرت". وبحسب الامم المتحدة، فان حوالى 24 الف شخص فروا من بني وليد وحوالى الفين غادروا سرت. وسمع تبادل عنيف للقصف المدفعي على جبهة بني وليد ولكن القوات الموالية للمجلس الوطني الانتقالي لم تتقدم.
وقال القائد الميداني محمد الصديق "اننا نواجه مقاومة شرسة ولهذا نحن نستعمل المدفعية الثقيلة من دون الاعتماد على المشاة في الوقت الراهن". واضاف ان "المعركة النهائية سوف تحصل خلال اليومين القادمين".
واشار الى ان القوات الموالية للمجلس الوطني الانتقالي خسرت خلال الاسابيع الماضية اكثر من ثلاثين مقاتلا خلال هجمات سابقة على هذه الواحة الواسعة وغالبا بسبب عدم التنظيم. وقال "لكن الان كل شيء اصبح تحت السيطرة".
سياسيا، قال سياسيون في بنغازي لفرانس برس ان تعثر تشكيل الحكومة الليبية الموقتة الذي كان مقررا في 18 ايلول/سبتمبر يخفي صراعا محموما على السلطة بين خصوم معمر القذافي الذين اطاحوا بنظامه.
وفي طرابلس وللمرة الاولى منذ اكثر من اربعة عقود، نظم الامازيغ مؤتمرا كبيرا خاصا بهم تحت شعار "ترسيم اللغة الامازيغية (البربرية) ودعم الوحدة الوطنية". ويمثل الامازيغ حوالى 10% من السكان الليبيين.
وقال رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر فتحي ابو زخار امام عشرات المشاركين الذين غصت بهم قاعة كان القذافي يعقد فيها بعض مؤتمراته بينها مؤتمر القمة الاوروبي الافريقي في بداية العام الحالي "هذا حدث عظيم (...) انعقاد المؤتمر يؤكد ان ليبيا واحدة غير قابلة للتجزئة".
وفي بريطانيا، اعلن مكتب المدعي العام في اسكتلندا المكلف هذه القضية الاثنين انه طلب رسميا من المجلس الوطني الانتقالي المساعدة في التحقيق حول انفجار طائرة البانام في 21 كانون الاول/ديسمبر 1988 فوق مدينة لوكربي والذي اوقع 270 قتيلا.
من ناحيته، اعلن وزير العدل في المجلس الوطني الانتقالي الليبي محمد العليقي "لم اتلق اي طلب في هذا الخصوص" مضيفا ان عبد الباسط المقرحي الوحيد الذي صدر حكم بحقه في قضية اعتداء لوكربي العام 1988، قد تمت محاكمته وادانته ولا يجوز ان يحاكم مجددا. وعلى خط مواز، اعلنت الشركة الايطالية النفطية العملاقة ايني الاثنين انها استأنفت انتاجها النفطي في ليبيا في حقل ابو الطفل الذي يبعد 300 كلم جنوب بنغازي.
ارجاء تشكيل الحكومة الليبية الى ما بعد التحرير
من جهة ثانية قرر المجلس الانتقالي الليبي اثر مشاوراته التي اجراها في بنغازي في الايام الاخيرة تاجيل اعادة تشكيل الحكومة الى "ما بعد التحرير" النهائي، على ما اعلن الثلاثاء عضو بالمجلس الانتقالي لوكالة فرانس برس.
وقال مصطفى الهوني "انتهت المشاورات الى تاجيل اعادة تشكيل الحكومة الى ما بعد التحرير".
واكد مصدر مسؤول ثان طلب عدم كشف هويته، لفرانس برس انه "تقرر ارجاء تشكيل الحكومة الى غاية اعلان التحرير (...) تفاديا لتشكيل حكومة قد تعمر اياما معدودة قبل ان يتم تشكيل الحكومة الانتقالية لفترة ما بعد التحرير".
وينص الاعلان الدستوري الذي يحكم الفترة الانتقالية في ليبيا على تشكيل حكومة موقتة (مكتب تنفيذي) حتى التحرير ثم حكومة انتقالية بعده تتولى بالخصوص الاشراف على انتخابات مجلس تاسيسي لصياغة دستور جديد.
وكان رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل اعلن السبت الماضي ان الحكومة ستعلن "خلال الاسبوع القادم" اي الحالي.