أخبار

فرنسا تحاول موازنة موقفها بشأن عضوية فلسطين في الامم المتحدة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

باريس: في مواجهة طلب انضمام دولة فلسطين الى الامم المتحدة، تتبنى فرنسا مواقف متعارضة اذ تسعى لحماية صورتها الايجابية في العالم العربية لكنها تبذل في الوقت نفسه جهودا لتجنب عملية تصويت في مجلس الامن.
ويحتاج اي نص لاقراره في المجلس تسعة اصوات من 15 من دون اي يستخدم اي من الاعضاء الدائمين حق النقض. ويبدو ان ستة من اعضاء المجلس سيؤيدون ضم دولة فلسطينية الى الامم المتحدة الامر الذي ترفضه الولايات المتحدة مهددة باستخدام حق النقض.

وبدأ مجلس الامن الاثنين دراسة الطلب الفلسطيني. ولم تكشف فرنسا الموقف الذي ستتخذه في اثناء تصويت محتمل وتؤيد توجه الفلسطينيين الى الجمعية العامة للحصول على وضع دولة مراقبة.
وردا على سؤال الاثنين عن احتمال الضغط من اجل تصويت سريع في مجلس الامن امتنعت الخارجية عن التعليق مكررة الدعوة الى "استئناف عاجل لمفاوضات السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين".

وقال دوني بوشار من المؤسسة الفرنسية للعلاقات الدولية ان "الهدف هو تجنب المأساة وكسب الوقت والتوصل الى حل بالتسوية". وتابع "نتوجه الى طريق مسدود في مجلس الامن" مشيرا الى ان "فرنسا محتارة بين قربها من اسرائيل ورغبتها في عدم الابتعاد عن الربيع العربي".
وقد يكون تسريع الالية من مصلحة الولايات المتحدة. ففي غياب اكثرية تسعة اصوات لن تحتاج واشنطن الى استخدام حق النقض (الفيتو). لكن التسريع لن يكون من مصلحة فرنسا.

فالمطلوب من فرنسا اتخاذ موقف في حال اكمل الفلسطينيون مشروعهم حيث سيصعب على باريس ان تتواجه مباشرة مع واشنطن بالتصويت ايجابا. ومع استبعاد التصويت سلبا، لن تتفهم الدول العربية خيار الامتناع عن التصويت وسط مفاخرة فرنسا بنجاحاتها في ليبيا.
وراى بوشار انه "من المؤكد ان هذاالموقف سيصعب تقبله في العالم العربي" مشيرا الى ان فرنسا تحاول "ابطاء اعمال مجلس الامن الدولي لئلا تضطر الى اعلان موقف مؤيد او رافض او ممتنع".

واكد ايف اوبان دو لا ميسوزيير الخبير في شؤون العالم العربي والمدير السابق لقسم الشرق الاوسط في الخارجية الفرنسية ان موقف بلاده "معقد جدا واحيانا ملتبس".
وقال "اذا حصل تصويت واعلنت فرنسا امتناعها فسيشكل ذلك مشكلة في الراي العام الفلسطيني والعربي وسيجعلها في موقف معاكس لدعمها المعلن لعمليات الانتقال الديموقراطية المختلفة ولطموحات الشعوب العربية"، الذي برز بشكل خاص في الازمة الليبية بحسبه.

واشار خبراء الى ان منفذ فرنسا قد يكون الاشاعة في صالونات الدبلوماسية الدولية ان باريس على غرار عواصم اوروبية اخرى ستلعب ورقة الامتناع في حال تصويت في مجلس الامن، لكن من دون ضجيج.
وهذا الموقف الذي سيجنب فرنسا معاداة الراي العام العربي وسيحث الفلسطينيين على الاحجام عن السعي الى تصويت والتوجه الى الجمعية العامة للامم المتحدة حيث لا وجود للفيتو وحيث تعرب اكثرية من الدول عن تاييد القضية الفلسطينية.

واكدت فرنسا ضمنيا ان صوتها سيكون من هذه الاكثرية عندما حض مسؤولوها الفلسطينيين على اختيار الجمعية العامة لطلب الاعتراف بدولتهم.
غير انها وضعت نفسها وسط تناقض هائل عندما طلبت منهم ان يمتنعوا عن ملاحقة اسرائيل امام القضاء الجنائي الدولي الذي يجيزه وضع الدولة المراقبة.

بالنسبة الى دو لا ميسوزيير فان "الفلسطينيين لن يعلنوا اطلاقا تنازلهم عن ذلك".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف