أخبار

الليبيون ينتظرون إعلان الحكومة الجديدة بقلق

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

طرابلس: بعد خمسة أسابيع ونصف الأسبوع على دخول القوات المناوئة للعقيد معمر القذافي طرابلس، يزداد قلق الليبيين من أن يؤدي التأخر في إعلان حكومة جديدة إلى انتكاسة في الثورة التي ضحوا بالكثير في سبيلها.
ويرى مراقبون أن ليبيا ما زالت من نواحي عديدة صفحة بيضاء تنتظر أن يًُكتب عليها دستور جديد وبناء جيش جديد وشرطة جديدة وسلطة تشريعية جديدة.

ولكن كثيرين يخشون أن يتسبب الصراع داخل المجلس الانتقالي، تفاقمه حرب غير محسومة، في تعثر عملية بناء الدولة الجديدة.

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن ناشطين في مجال المجتمع المدني أنهم قلقون جدا لأن المسؤولين الجدد لا يقولون شيئا.

وقال احد الناشطين وهو رجل أعمال بادر مع بعض الأصدقاء إلى تأسيس منظمة غير حكومية تطالب بالشفافية "إننا لا نستطيع أن نبني البلد إذا لم يعطونا أسماء.

وحتى حين يذكرون أسماء فان هذا لا يكون كافيا. إذ نحتاج إلى أن نعرف ما هي المشاريع وماذا سيحدث في الشهر الأول ثم في الشهر الثاني".

ويقول معلقون إن التخبط الذي يعاني منه المجلس الانتقالي الآن يأتي بعد أشهر من الدسائس والمناورات من وراء الكواليس، فالمكتب التنفيذي للمجلس الذي يضم نحو 12 عضوا من صانعي القرار بعد قتل قائد قوات الثوار اللواء عبد الفتاح يونس الذي ما زالت قضية قتله بلا حل. ولكن هيئة جديدة لم تُشكل بديلا عنه.

وحين يُنجز تحرير ليبيا رسميا سيتولى المجلس الانتقالي تعيين رئيس وزراء يشكل حكومة مؤقتة.

وتمارس الحكومة المؤقتة مهامها لمدة ثمانية أشهر تعمل خلالها على التحضير لانتخاب جمعية وطنية ستكون أول هيئة منتخبة شرعيا في ليبيا.
وستعين الجمعية التي تحل محل المجلس الانتقالي ، لجنة تعد دستورا جديدا وتهيئ البلاد لانتخابات أخرى.

ولكن تحرير ليبيا لم يُعلن حتى الآن نظرا لبقاء جيوب لكتائب القذافي ما زالت تقاوم.

في هذه الأثناء يتعرض المجلس إلى ضغوط أطراف تطالب بمكاسب ومناصب، وتوجَّه الأصابع الى شخصيات يُقال انها كانت قريبة من النظام السابق.

وتطالب مدن وبلدات مثل مصراتة وزنتان تعتقد أن مقاتليها أسهموا في ترجيح كفة الثوار بتمثيل أوسع في قمة الحكم.

وأصبح رئيس المكتب التنفيذي محمود جبريل الذي يقوم عمليا بمهام رئيس الوزراء، شخصية خلافية.

ورغم انه ما زال يحظى بتأييد بين الليبيين فانه أغضب حتى أنصاره عندما اقترح هذا الشهر 32 اسما ليكونوا وزراء الحكومة الجديدة بينهم أصدقاء وأقارب، واحتفظ لنفسه بمنصبي رئيس الوزراء ووزير الخارجية.

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤول في المجلس الانتقالي طلب عدم ذكر اسمه أن جبريل رغم تراجعه لاحقا أثار إحساسا بالمرارة.

وقال المسؤول "إن السيد جبريل يزرع الانقسام ويثير التذمر، وهو يعين وزراء غير أكفاء".

كما انتقد آخرون جبريل الذي درس في الولايات المتحدة حيث عمل أستاذا للعلوم السياسية، على ارتباطاته السابقة بنظام القذافي.

وعلى النقيض من ذلك ما زال رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل يتمتع بدعم واسع، وكان عبد الجليل وزير العدل في نظام القذافي لكن الليبيين يقولون انه جدير بالثقة.

في غضون ذلك قال ممثل طرابلس في المجلس الانتقالي عبد الرحيم الكيب انه ليس قلقا من عجز المجلس عن إعلان حكومة جديدة رغم النقاشات المحتدمة.
واعتبر أن ذلك ظاهرة "صحية" لأن الليبيين "لم تتوفر لهم فرصة لممارسة هذا النوع من النقاش"، وأضاف إنهم "في هذه الحالة يمارسون ديمقراطية حقيقية على احد المستويات".

كما قال السفير الأميركي جين كريتز الذي عاد إلى ليبيا بعد غياب دام تسعة أشهر ان تأخر إعلان الحكومة لا يقلقه.

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن السفير ان من الطبيعي أن تنشأ صعوبات في المحاولة الأولى لتشكيل هيئة سياسية.

وقال نعمان بن عثمان المحلل في مؤسسة كيليام للأبحاث في لندن إن الانتقادات الموجهة إلى محمود جبريل قد لا تكون كلها منصفة ولكنه أضاف ان المجلس الانتقالي أخفق في التواصل على النحو المطلوب مع الليبيين.

ولفت الى ان ما يزعج رجل الشارع الليبي هو الغموض والالتباس مشيرا إلى أن الليبيين لا يعرفون ما هي سياسة المسؤولين وبالتالي لا يعرفون ماذا سيكون مستقبلهم.

الناشط الحقوقي جمال الحجي الذي سجنه القذافي لأسباب سياسية قال انه يشعر بخيبة أمل سببها التأخير في إعلان الحكومة وانه يفكر في تشكيل حزب معارض أو منظمة غير حكومية تمارس دورا رقابيا على الحكومة.

وقال الحجي لصحيفة واشنطن بوست ان الليبيين "توقعوا بعد دخول قوات المجلس طرابلس أن يعمل الجميع معا لمساعدة الشارع لا ان يعمل كل واحد من أجل أجندته الخاصة".

وأضاف "انهم استخدموا الثورة واستخدموا هذا النصر بطريقة خاطئة، وقريبا اعتقد أننا سننزل إلى الشوارع".

لكن آخرين يؤكدون أنهم ما زالوا صابرين، وقال محمد غمودي وهو طبيب أسنان يعمل مع آخرين لتشكيل منظمة مدنية "إننا سأمنا كلمة "ثورة"، وأعرب عن ثقته بالمجلس الانتقالي لكنه قال إن الليبيين يريدون إجابات.
وقال إن أعضاء المجلس "بشر وعلينا أن نريهم بأن هناك بشرا يعيشون في هذا البلد ونقول لهم ألا يستغفلونا بعد الآن".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف