أجندة خفية وراء زيارة الرئيس الفرنسي إلى المغرب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يتجه التعاون الاقتصادي بين الرباط وباريس نحو مستويات أكثر قوة، ويظهر هذا واضحا في مشروع القطار السريع الذي سيأتي الرئيس الفرنسي اليوم من أجل المشاركة في وضع أساسه مع العاهل المغربي الملك محمد السادس وسط تساؤلات عدة حول مدى حاجة المملكة لمثل هذا المشروع في ظل الوضعية الاقتصادية الحالية.
تحمل زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى المغرب في طياتها أجندة خفية. فهذه الزيارة، حسب مراقبين، لن تقتصر فقط على حضور حفل انطلاق أشغال مشروع القطار فائق السرعة (تي. جي. في)، الذي سيربط مدينة البوغاز بالعاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، بل تعد فرصة بالنسبة إلى الرئيس الفرنسي من أجل التباحث مع العاهل المغربي الملك محمد السادس حول مجموعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك، سواء على المستوى الثنائي، أو الإقليمي، أو الدولي.
هذا ما أكده تاج الدين الحسيني، الخبير في العلاقات الدولية، إذ قال إن "زيارة ساركوزي لن تقتصر فقط على الجانب المتعلق بحضور حفل إعطاء انطلاقة القطار السريع، بل هي فرصة للتشاور في التطورات المذهلة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا".
نقطة أخرى ستتضمنها أجندة الزيارة، يشرح تاج الدين الحسيني، في تصريح لـ "إيلاف"، "تتمثل في مشاورات الرئيس الفرنسي بخصوص الاتحاد من أجل المتوسط، الذي كانت باريس ترغب في الوصول به إلى أبعد مدى، بعد أن أجهضت المحاولة عن طريق التدخل الألماني بالأساس. ولم يعد اتحاد المتوسط، بل من أجل المتوسط".
واعتبر الحسيني أن ساركوزي، ربما يستغل وجوده في المغرب، من أجل التشاور كذلك في قضايا داخلية، ومنها الوضعية السياسية في بلده، إذ إن اليسار الفرنسي يحرز تقدما مهما، فهو لأول مرة يسيطر على مجلس الشيوخ، وهذا ستكون له إرهاصات بالنسبة إلى الرئاسيات المقبلة، الأمر الذي يضع ساركوزي، بعد تراجع شعبيته، في وضعية محرجة".
كما يرى تاج الدين الحسيني أن "زيارة ساركوزي للمغرب محاولة لدعم نفوذه على الصعيد الخارجي، وقد ينعكس ذلك إيجابيا على وضعه الداخلي في الانتخابات"، مشيرا إلى أن "العلاقات المغربية الفرنسية سوف تبقى في جميع الأحوال، في وجود ساركوزي أو من دونه، في أعلى المستويات".
وذكر الخبير في العلاقات الدولية أن "هذه الزيارة كانت منتظرة على أساس أن العلاقات المغربية الفرنسية، تعتبر في قمة مستواها في ما يتعلق بالمبادلات الاقتصادية"، مؤكدا أن "فرنسا هي الزبون الأول للمغرب، والممول الأساسي للمملكة بالنسبة إلى المواد الاستهلاكية المصنعة. كما أن باريس قامت بعمليات استثمارية كثيرة جدا في المملكة، على رأسها مشروع رونو، الذي انطلق في طنجة، ويعتزم تصنيع 100 ألف سيارة سنويا، ستصبح المنطقة منصة للتوزيع في الأسواق المجاورة".
وأوضح تاج الدين الحسيني أن "العلاقات القائمة بين الرباط وباريس تتجاوز الإطار الثنائي والأوروبي إلى المجال المتوسطي، الذي يرتبط أساسا بمنظمة جديدة التي كان قد اقترحها ساركوزي، والتي أيّدها المغرب، وهي منظمة الاتحاد من أجل المتوسط"، مبرزا أن "باريس لعبت دورا أساسيا في إعطاء الرباط الوضع المتقدم داخل الاتحاد الأوروبي.
المشروع محط انتقادات
يتجه التعاون الاقتصادي بين الرباط وباريس نحو مستويات أكثر قوة، ويظهر هذا واضحا في مشروع القطار السريع، الذي سيأتي الرئيس الفرنسي بالأساس من أجل تدشينه والمشاركة في وضع أساسه مع العاهل المغربي الملك محمد السادس.
غير أن المشروع، الذي تصل تكلفته إلى 20 مليار درهم، يثير الكثير من الانتقادات، إذ يعتبر محللون أن المملكة ليست في حاجة إليه في ظل الظروف الاقتصادية الحالية.
وقال إدريس بنعلي، باحث ومحلل اقتصادي، إن "المشروع غير ملائم، والقوة الشرائية للمغاربة لن تسمح لهم بالإقبال عليه، خاصة إذا علمنا أن سعر التذكرة بين الدار البيضاء وطنجة يمكن أن يصل إلى 500 درهم (60 دولارا)".
وأكد إدريس بنعلي، في تصريح لـ "إيلاف"، أن "فائدة القطار السريع ضئيلة بالنسبة إلى الاستثمارات"، مبرزا أنه "ليس ضروريا في الحالة الاقتصادية التي نعيشها الآن".
وتساءل الخبير الاقتصادي "هل لدينا نشاط اقتصادي قوي لدرجة أن رجال الأعمال يتنقلون بالاستمرار بين المدن"، وزاد موضحا "يجب أن نكمل أولا الأمور التي بدأناها، قبل أن ننخرط في مثل هذا المشروع".
وتبلغ سرعة القطار الجديد 320 كيلومترا في الساعة، ما سيمكن من تقليص مدة السفر من طنجة إلى العاصمة الاقتصادية من 4 ساعات و45 دقيقة إلى ساعتين و20 دقيقة. وتقدر التكلفة الإجمالية لـ"تي جي في" طنجة ـ الدارالبيضاء بحوالى 33 مليار درهم، وهو أول مشروع من نوعه في أفريقيا والعالم العربي.
ويعد المغرب الوجهة الأولى للاستثمارات الفرنسية، ويحتل الصدارة في منطقة الشرق الأوسط والقارة الإفريقية، بقيمة تفوق 14 مليار أورو، أي حوالى 154 مليار درهم.
التعليقات
تحويل لقروض لاستثمار
Moroccan Angel -لم أقرأ إلا بداية الموضوع, ما يمكنني أن أقوله/ أفسره لبعض الإخوة أن التعامل التجاري و الإقتصادي بين المغرب و فرنسا جد قوي, و كأي دولة, المغرب يأخذ قروض من فرنسا, عند التسديد فإنه إما يسدد نقدا أو يحول القروض إلى استثمارات, و هذا متعارف عليه في العالم... فعادي أن تستثمر الدولة الفرنسية في المغرب إذا سمح لها بذلك في إطار إتفاق/توافق ثنائي فكل بلد يراعي مصلحته ... بالنسبة لمشروع القطار السريع و ثمنه الباهض بالنسبة للبعض فنفس المشكل طرح في انطلاقة الترامواي لكن عندما جربه المستعملون تيقنوا أنه يستاهل هاذ الفرق ... ساعتين و نصف ب500 درهم خير من 5ساعات ب 125 درهم ... للأسف ليس عندنا مبدأ الوقت ... شخصيا و أنا من عامة الشعب أفضل الاقتصاد في الوقت على الاقتصاد في المصاريف ... فالوقت من ذهب ... و الذهب وصل لأعلى مستوياته في العالم أجمع إلا في بلداننا العربية ... لا نهتم أبدا بالوقت ... اللي بغى يربح العام طوييييل
فليأكلوا البسكويت
جليل -ما علاقة القطار فائق السرعة بالاتحاد من أجل المتوسط؟ ليس هناك من سبيل أمام ساركوزي لمواجهة الانتقادات الموجهة لإدارته في ظل الظروف الاقتصادية الحالية في فرنسا والاتحاد الاوربي غير أن يطلب من المغاربة أن يتناولوا البسكويت بدل الخبز عملا بما يشاع أنه من بنات أفكار ماري أنتوانيت أقصد كارلا الحامل
بل القطار يسير
علي -قطار المغرب يسير من سرعة الى أقصى ...... أنشر يا إيلاف
TGV
أحمد المغربي -كذلك انتقد اليساريون مشروع بناء السدود في عهد الحسن التاني وطالبو بخلق مشاريع للصناعة الثقيلة وعدم الإعتماد على الفلاحة مثل يابان إفريقيا الجزائر والنتيجة والفرق واضح بين المغرب والجزائر بعد 5 عقود. كذلك قالو في بداية التسعينيات أن مشروع الطرق السريعة HIGHWAYS لن يفيد إلا السياح وأن المغاربة لا يقدرون على أداء ثمن استعمالها بحيث بلغ طولها لحد الآن 1420 كلم وهناك خطوط أخرى قيد الإنجاز وأخرى قيد الدراسة.كذلك انتقدوا مشروع ميناء المتوسط بطنجة ووووو..مشكلة هؤلاء أنهم بعد نجاح المشاريع لا يصرحون للصحافة أنهم كانو على خطأ ويخرفون لأنهم يفتقدون للمصداقية ومما يخفى على السي بن علي وأمثاله أن مشروع TGVسيشغل بالطاقة الشمسية المركزة التي ستنتج بالمغرب ما يعني أن سعر التذكرة سيكون منخفضا.