أخبار

دروس في قيادة الدبابات ونساء يتفقدن جبهة بني وليد

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

قرب بني وليد: يجلس فتحي مسعود على ظهر دبابة تحلق حولها 15 مقاتلاً، ملقيًا على مسامع هؤلاء درسًا حول كيفية قيادة هذه الآلية، في خطوة يقول الثوار الليبيون انها تأتي ضمن حملة إعادة تنظيم للمقاتلين الساعين للسيطرة على بني وليد، على بعد 170 كلم جنوب شرق طرابلس.

ويواجه المقاتلون الليبيون في بني وليد، أحد آخر معاقل القوات الموالية لمعمّر القذافي الفارّ، مقاومة عنيفة، وخصوصًا من نيران القناصة ومطلقي الصواريخ الحرارية.

وفي موازاة معاركهم القاسية مع قوات القذافي، التي قتل فيها منذ بداية القتال اكثر من 40 من الثوار، بحسب مصادر طبية، فان هؤلاء المقاتلين يعانون نقصًا في التنظيم والتنسيق في ما بينهم.

ويتنقل فتحي مسعود دوة (46 عامًا) الذي يقول إنه خدم في الجيش الليبي لثلاثين سنة، قبل ان ينضم الى الثورة التي انهت اربعة عقود من حكم معمّر القذافي، على ظهر الدبابة الروسية الصنع، متحدثًا تارة عن كيفية توجيهها، وتارة أخرى عن طريقة استخدام نيرانها.

ويقول لوكالة فرانس برس في موقع يبعد كيلومترات عدة عن مدينة بني وليد وتتمركز فيه سبع دبابات "هذا اجمل يوم في حياتي".

ويضيف ان مقاتلي المجلس الوطني الليبي الانتقالي "يعبّرون عن رغبة كبيرة في التعلم لخدمة الوطن في هذه المعركة، وترسيخ مبدأ التنظيم الذي غاب عن جبهتنا في بني وليد".

وكان عدد من القادة الميدانيين ابلغوا فرانس برس في الاسبوع الماضي انهم اطلقوا حملة لإعادة تنظيم صفوف الثوار، الذين يقاتلون في بني وليد منذ اقل من ثلاثة اسابيع، من دون ان يحققوا اختراقًا كبيرًا على هذه الجبهة.

ويقول محمد ابو راس (24 عامًا) من عند موقع يبعد كليومترات قليلة عن وسط بني وليد "هذه المدينة هي الأصعب جغرافيًا، كما إننا نقاتل فيها جيوشًا مدربة".

ويوضح ان "المقاتلين هنا لا يملكون خبرة قتالية كبيرة في استخدام الاسلحة الثقيلة، بل ان خبرتهم غالبًا ما تنحصر بقتال الشوارع".

وتابع الطالب الجامعي، وهو يحتمي خلف جدار منزل تتساقط على بعد امتار منه قذائف تطلقها القوات الموالية للقذافي من قلب بني وليد، "التنظيم هو اهم عامل للفوز في هذه المعركة، وهذا ما بدأنا نلمسه على الارض".

وظهر الخميس تنسيق اكبر بين الكتائب المختلفة التي تقاتل للسيطرة على بني وليد، فتوزعت المجموعات في مواقع محصنة، وتولى قادتها تنظيم القتال في ما بينهم الى جانب عملية دخول وخروج المقاتلين، الذين حصلوا على ملابس موحدة، عند الخطوط الامامية للمعارك.

وانتشرت الاطارات المشتعلة بالقرب من عدد من الدبابات في محاولة لحمايتها من الصواريخ الحراراية التي اودى احدها مساء الثلاثاء بحياة قائد الجبهة الشمالية في بني وليد ضو الصالحين الجدك.

وقال عبد الرحيم شقوارة الآتي من العاصمة طرابلس ليقاتل في بني وليد برفقة ثلاثة من ابنائه "طوال الفترة الماضية كنا نتقدم ونتراجع، واحيانًا نخسر رجالاً بسبب سوء التنسيق والتنظيم".

واعتبر ان "المعركة ستتغير في الايام المقبلة بعدما عقد القادة الميدانيون صباح اليوم (الخميس) اجتماعًا وحّدوا خلاله القيادة في الجبهة".

وتابع وسط هتاف "دم الشهداء لا يذهب هباء" الذي كان يطلقه مقاتلون وقفوا الى جانبه ان "استشهاد ضو الصالحين يزيدنا عزيمة على القتال حتى تحرير المدينة والقبض على سيف الاسلام القذافي".

وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع في المجلس الانتقالي أحمد باني اكد الاربعاء ان نجل القذافي موجود بالفعل في بني وليد.

وفي خطوة نادرة، تنقلت بين المواقع الامامية للثوار الخميس مجموعة من النساء اللواتي حضرن للاطمئنان إلى اقربائهن وافراد عائلاتهن الذين يقاتلون هناك.

وهلل الثوار لحضور النسوة، فيما كانت الاغاني الثورية تصدح من السيارات.

وقالت احدى الزائرات، وهي طبيبة اطفال، "جئنا للاطمئنان إلى اقربائنا الذين يقاتلون هناك، ونقول لهم نحن معكم في الصفوف الامامية، والله سينصركم بالتأكيد".

واكد شقوارة ان "معركة بني وليد ستكون آخر المعارك، ونحن بانتظار الثوار الذين يقاتلون في سرت (360 كلم شرق طرابلس) للسيطرة على تلك المدينة، والعودة الينا حتى نسقط هذا المعقل ايضا".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف